البناء: صمتٌ بعد “إلّا” مهدِّدة يُحيل قصر العدل في بعبدا اضطراباً وإخلاءً

فيما كان وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار يستعد لأن يولم في السراي الحكومية، مكرّماً نائب رئيس مجلس الوزراء المصري يحيى الجمل الذي يزور لبنان للمشاركة في المؤتمر المتعلق بتأسيس اتحاد المحكمين العرب، كانت الاضطرابات تقوم قيامتها ولا «تقعد» في قصر العدل في بعبدا.

في السراي الحكومية حضر أهل «العدل والقانون»، حيث جلس إلى المأدبة التكريمية رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب روبير غانم، ومدير عام وزارة العدل القاضي عمر الناطور، ورئيس هيئة التفتيش القضائي أكرم بعاصيري، ورئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، ومفوض الحكومة لدى مجلس شورى الدولة عبد اللطيف الحسيني، ونقيبا المحامين في بيروت أمل حداد وطرابلس بسام الداية، وعميدة كلية الحقوق في الجامعة العربية حفيظة الحداد، بينما في قصر العدل، فقد حضرت القوى الأمنية، مدججة بالكلاب البوليسية، وبكاشفات العبوات الناسفة، والقضية.. عبوة كاذبة وفرار سجين.

رئيس الوفد المصري يحيى الجمل يؤكد إعجابه ببيروت التي وصفها بالـ«عاصمة التي تضج بالحياة ويشعر فيها الزائر بحب هذه الحياة وزخمها»، لكن قصر العدل في بعبدا كان يضجّ اضطراباً ويُخلى من الموظفين.. أو لا يخلى.
ربما صدقت نقيبة المحامين أمل حدّاد حين صرّحت إثر زيارة قامت بها إلى قصر العدل في بعبدا الشهر الفائت، أن حالته مزرية وكفى، وربّما بات على المعنيين من وزراء يصرّفون أعمالهم أن ينظروا بعين المسؤولية إلى مؤسسات الدولة، لا سيما الحقوقية منها.

ماذا جرى؟
إثر اتصال مجهول قبل ظهر أمس، بسنترال قصر العدل في بعبدا للإبلاغ عن وجود متفجرة، قامت القوى الأمنية بعملية تفتيش واسعة، ليتبين لاحقاً أن المبنى خالٍ من أية مواد متفجرة أو عبوة ناسفة، وأن بلاغ المتصل المجهول كان.. كاذباً، ليعود موظفو وزارة العدل إلى مكاتبهم. في هذه الأثناء تمكّن السجين محمد علي نايف من الهرب أثناء سوقه من نظارة قصر العدل إلى قاعة محمكة الجنايات داخل قصر العدل، وأجرت النيابة العامة التمييزية التحريات والاستقصاءات اللازمة لمعرفة هوية المتصل.
ولفت مدير عام وزارة العدل عمر الناطور إلى انه لم يُخلَ المبنى ولكن بعض الموظفين غادروا ولم نمنعهم، مشيراً إلى أنه ورد اتصال تهديد من مجهول قال فيه «أخلوا المبنى وإلا…». ولفت الناطور إلى أنه لا يزال في المبنى (أمس) ولديه اجتماعات، وما لبث موظفو وزارة العدل أن عادوا إلى مكاتبهم بعدما تبين أن اتصال التهديد الذي ورد إلى الوزارة كاذب.

كلام الناطور الذي «اتكل على الله» بغية تقليله من شأن التهديد، دحضته قناة «أخبار المستقبل» التي أفادت أن مبنى وزارة العدل في بعبدا أخلي بعد ورود اتصال تهديد من مجهول، وهذا ما أكّده وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار لـ«النشرة».

قضاة تلقوا تهديدات

وفي السياق نفسه أكد المدعي العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا أن مجهولاً اتصل أول من أمس بعشرة قضاة عبر هواتفهم النقالة، مهدداً إياهم بـ«عدم عقد جلسات وإلا…».
وأشار ميرزا إلى «أن هذه التهديدات تتكرر وللمرة الثالثة»، لافتاً إلى «أن التحقيقات جارية لمعرفة هوية المهدد ولاسيما أن رقم الهاتف هو نفسه في كل مرة».

السابق
الانباء: قيادي في 14 آذار يقول لبنان رهينة انتظار التطورات السورية
التالي
النظام أو البطة السورية