اللواء: جسر الشغور أم المعارك في إدلب، السلطة تتوعد المسلحين بعد مقتل 120 أمنياً

مع اشتداد الضغوط الدولية على دمشق لوقف القمع الذي تواجه به حركة الاحتجاجات المتصاعدة شهدت الاوضاع الميدانية تحولا دراماتيكيا ينذر بدخول البلاد مرحلة جديدة من الصراع العسكري·
وحسب وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) فان بلدة جسر الشغور( في محافظة إدلب)،التي كانت طوال الايام الاخيرة هدفا لحملة عسكرية مشددة اوقعت عشرات القتلى برصاص وحدات الامن والجيش الذي لم يتوان عن استخدام الدبابات والمروحيات ، تحولت امس مسرحا لمعارك حربية حقيقية اوقعت اكثر من 120 قتيلا من رجال الامن الى جانب عشرات الجرحى·

وفي الوقت الذي تحدثت فيه سانا عن عصابات ارهابية مسلحة نصبت الكمائن لوحدات الامن وهاجمت المراكز الامنية تحدث ناشطون عن اقتتال بين افراد هذه الوحدات دار داخل المراكز المذكورة·

وذكرت الوكالة السورية <ان عدد شهداء قوى الأمن والشرطة في جسر الشغور ارتفع إلى 120 شهيدا وأصيب العشرات بجروح بنيران تنظيمات مسلحة تحصنت في بعض المناطق واستخدمت أسلحة رشاشة ومتوسطة وقنابل يدوية?·

واوضحت سانا <استشهد عشرون من قوى الشرطة والأمن في الساعات الأولى من اليوم (امس) جراء كمين نصبته عصابات مسلحة بالقرب من جسر الشغور·ووفق المعلومات الأولية فإن عناصر الأمن والشرطة كانوا في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا قد تعرضوا للترويع وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن?·

واضافت <استشهد أكثر من 82 عنصرا في هجوم قامت به تنظيمات مسلحة على مركز أمني في جسر الشغور·

واستخدمت التنظيمات المسلحة في هجومها الإرهابي على المركز الأمني الأسلحة المتوسطة والرشاشات والقنابل اليدوية وقذائف الار بي جي واتخذت من الأسطحة مراكز لقنص المدنيين وقوات الشرطة والامن?·

وقال مندوب سانا <إن التنظيمات المسلحة هاجمت المركز الأمني الذي التجأ إليه مدنيون خوفاً من تلك التنظيمات التي روعت المواطنين واعتدت على المنشآت العامة والخاصة والمنازل واتخذت الأسطح مراكز للقنص وإطلاق النار على المدنيين وقوى الأمن والشرطة·واستشهد ثمانية من حراس مبنى البريد في جسر الشغور جراء هجوم عشرات المسلحين عليه وتفجيره بواسطة أنابيب الغاز?·

وقالت الوكالة السورية ايضا> هاجم المئات من عناصر التنظيمات المسلحة عددا من الدوائر الحكومية في جسر الشغور ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من عناصر حماية هذه الدوائر كما قامت هذه التنظيمات بحرق وتخريب هذه الدوائر·

ونفذت التنظيمات المسلحة مجزرة حقيقية حيث لم تكتف بقتل العناصر بل قامت بالتمثيل ببعض الجثث وألقت ببعضها الآخر في نهر العاصي·

وكان القصر العدلي قد تعرض للمرة الثانية لعمليات تخريب وحرق من قبل التنظيمات المسلحة· كما قامت التنظيمات المسلحة بسرقة خمسة أطنان من مادة الديناميت كانت مخزنة فى موقع سد وادى الأبيض بعد مهاجمتها للموقع وحاولت تفخيخ محطة كهرباء سد زيزون?·

وأفاد مصدر أمنى مسؤول أن قوات الشرطة والأمن تواجه في منطقة جسر الشغور مئات المسلحين الذين سيطروا لفترات متقطعة على بعض الأحياء ?·

بالمقابل قال ناشط ان <اطلاق نار تلاه انفجار سمع في المقر العام للامن العسكري (في جسر الشغور)، ويبدو انه حصل اثر عملية تمرد>·

واوضح ان الامور بدأت الاحد حين اطلق <قناصة> النار على متظاهرين في المدينة ما ادى الى مقتل عشرة من هؤلاء· وعلى الاثر، قام المتظاهرون بالتجمع حول المقر العام للامن العسكري· واضاف <سمع بعدها اطلاق نار تلاه انفجار داخل> المقر، لافتا الى ان <العديد من سكان المدينة فروا منها>·

واكد ناشط اخر انه سمع اطلاق نار في المقر العام للامن العسكري، وقال <اعتقد انهم اعدموا عناصر من الشرطة رفضوا اطلاق النار على متظاهرين>· واضاف <حصل تمرد في صفوف الاجهزة الامنية>·

الدولة ستتعامل بحزم من جانبه قال وزير الداخلية السوري اللواء محمد ابراهيم الشعار في بيان مساءامس إن سوريا شهدت في الأيام الماضية هجمات مسلحة ومركزة استهدفت دوائر حكومية ومباني عامة وخاصة ووحدات شرطية ومراكز أمن في عدد من المناطق كان آخرها في منطقة جسر الشغور حيث قامت مجموعات إرهابية مسلحة بحرق وتدمير عدد من هذه المواقع واستخدمت الأسلحة مطلقة الرصاص والقنابل اليدوية على موظفي هذه المواقع من مدنيين وعسكريين·

وأضاف الشعار·· انطلاقا من مسؤولية الدولة في الحفاظ على حياة المواطنين من مدنيين وعسكريين وحماية المنشآت الحكومية التي هي ملك الشعب فإننا سنتعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح يستهدف أمن الوطن والمواطنين·وفي هذا الخصوص تحدثت مصادر سورية عن استعدادات عسكرية لدخول وحدات من الجيش المنطقة·

من جهة ثانية استعرضت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في سوريا الأوضاع العامة في البلاد ومحاولات البعض إشاعة الفوضى والقيام باعمال تخريبية تمس أمن الوطن وسلامة المواطن وعبرت القيادة عن ثقتها في وعي شعبنا وقدرته على القضاء على المؤامرة وعلى تجاوز الحالة الراهنةوذلك حسبما اعلنت سانا·وأولت القيادة اهتماما خاصا بقرار الرئيس بشار الأسد الذي يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني شامل وتحديد آلية العمل والبرنامج الزمني ·

العفو الدولية في غضون ذلك أدانت منظمة العفو الدولية <المعاملة الوحشية التي تبديها السلطات السورية من المحتجين وحثت مجلس الأمن على التحرك لوضع نهاية لذلك·وجاءت هذه الدعوة قبل تصويت متوقع لمجلس الأمن هذا الاسبوع بشأن القمع العنيف في سوريا>·

وذكرت العفو الدولية في بيان لها <ان عدد القتلى في سوريا وصل الى أفاق جديدة ولا بد من مجلس الأمن الدولي الذي التزم حتى الآن الصمت، التحرك إزاء هذه القضية وادانة عمليات القتل> ·

وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر <إنه يجب أيضا اتخاذ إجراءات حاسمة وإحالة المسؤولين عن القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية>·

من جانبهاأدانت فرنسا مجددا أعمال القمع والترهيب المتواصلة ضد السكان المدنيين، مؤكدة أن هذا العنف يجب أن يتوقف فورا·وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فالير أن إنهاء العنف سيكون المعيار لقياس مدى مصداقية السلطات في دمشق·

السابق
الانباء: كبارة، قلوبنا وعواطفنا مع المناضلين في سورية وتقلبات وليد جنبلاط أفقدته مصداقية الموقف
التالي
الانباء: نصرالله، الخميني بشّرنا بالانتصار وخامنئي ببداية انحدار أميركا وإسرائيل إلى الزوال