الشرق: الهبّة الباردة: حلحلة مفاجئة والنتائج الايجابية قريبة ولكن المصادر المطلعة تؤكد الداخل عاجز والخارج لم يقرر بعد

امس، كان يوم الهبّة الباردة. فعلى الرغم من الروح المتبادل بين الرابية و?ردان، سواء مباشرة ام عبر الوسطاء و"المصادر" و"المكاتب"، فقد تردّد، امس، على نطاق واسع ان الامور سائرة نحو الحلحلة وأن الحكومة قد انجزت كلها تقريباً، باستثناء بعض التفاصيل التي زعموا ان الشيطان لم يدخل فيها! ويؤكد مراقبون كثيرون ان المياه ستعود صافية الى العلاقات بين ميقاتي – عون، وأن تعليمات صدرت بوقف الحملة الاعلامية، خصوصاً من قبل الجنرال المتقاعد ميشال عون وأتباعه ضد الرئيس المكلف الذي وصفته المصادر بأنه قلما يتكلم، خصوصاً في السجالات المتبادلة، ولكن كلامه القليل يمكن أن يكون مؤذياً على نطاق واسع في حق مَن يقصده به.

واذا صحّت هذه المعلومات المتداولة، فإن ساعات النهار وحتى المساء حفلت بلقاءات مهمة، بعيدة عن الاضواء، كان مسرحها مقر عون في الرابية ومقر ميقاتي في ?ردان، وأن بعض نواب تكتل الاصلاح والتغيير بلعوا ألسنتهم وأوقفوا الحملة التي كانوا قد ناموا ليل الاحد – الإثنين على امل ان يستأنفوها صباحاً… وهو ما فعله بعضهم ممن لم تكن قد وردتهم، بعد التعليمات.

وفي المعلومات ان الرئيس نجيب ميقاتي، أبلغ مَن يعنيهم الأمر ان الوضع "صاف يا لبن"، وأنه لن يتوقف كثيراً ولا قليلاً امام ما لحق به من حملات، وأنه بدوره لن يرد على اي حملة مستجدة وإن كان يجد نفسه غير بادئ، وبالتالي فهو ليس الاظلم.
وهكذا، وفي ضوء تلك المعطيات، فقد نجحت حركة الاتصالات المكثفة في تذليل العقبات الاساسية ودفعت خطوات ولادة الحكومة خطوات بارزة نحو الهدف المنشود. أما الباقي فتكراراً تفاصيل ليست مما يستحيل تذليله. وذكر في هذا السياق ان الخلاف لايزال على سنّة المعارضة وضرورة تمثيلها بوزير "يرضى" عنه اركانها. وفي هذا السياق، قيل ان الازمة ليست بين ميقاتي وعون، بل بين ميقاتي وثلاثي نصر الله – عون – بري، وتحديداً بين الرئيس المكلف ونصر الله الذي يستصعب عدم تمثيل الرئيس عمر كرامي (وعبره ما يعرف بـ"المعارضة السنية") بنجله فيصل… وهو ما لا يمرّ بسهولة على قلب ميقاتي.

المصادر اوضحت ان لقاء مهماً على المستوى القيادي سيُعقد في الضاحية في الساعات المقبلة، من شأنه الاسهام في الدفع نحو التشكيل المنشود يركز على عناوين ثلاثة: قراءة المستجدات الاقليمية، تحديد خيارات مواجهتها وتأمين مظلة رسمية سياسية للبنان بعدما تبدت جلياً تداعيات الفراغ على الساحة وانعكست سلباً على مختلف القطاعات فحركت الهيئات الاقتصادية التي اطلقت صرخة مدوية مناشدة السياسيين تشكيل حكومة في اسرع وقت لتلافي مزيد من التدهور والانحدار نحو المجهول، علماً ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عاد اول امس، من واشنطن بأجواء ايجابية، إلا أنها غير مطمئنة في حال امتداد الفراغ السياسي.

وتوازياً، توقعت الاوساط حركة مسائية قد تتمخض عن خطوات مهمة، اذا ما استمر حزب الله في الاسهام في تذليل العقبات باعتباره بات مضطراً الى وجود حكومة لأكثر من اعتبار. وشددت على ان الحكومة الميقاتية ستعكس تطلعات الرئيس المكلف، تضم قوى 8 آذار، لكنها ليست حكومتها ولا حكومة المواجهة والممانعة وانما التعاون والتواصل لمواجهة التحديات.

مصدر كبير الاطلاع على التطورات والمستجدات قال ان كل هذه الايجابيات المزعومة ليست اكثر من طبخة بحص. فالازمة اكبر من ان يحلها الداخل، والخارج لم يقرر الحل بعد.

السابق
القرار الظني في تموز
التالي
معرض مشاريع العلوم الإبداعية في المبرّات