السياسة: مساعٍ لبنانية – سورية لحمل الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الإسراع في قطع العلاقات مع نظام الأسد وطرد سفرائه

قد تكون مرحلة العقوبات الأخيرة الاشد تأثيرا وايلاما للنظام السوري باتت تقرع أبواب الكونغرس الاميركي والبرلمان الاوروبي والعواصم الغربية الاخرى, مع غياب أي تجاوب للرئيس بشار الاسد مع العقوبات السابقة التي فرضت عليه وعلى نحو 22 قياديا سياسيا وامنيا وعسكريا من المحيطين واللصيقين به, والاندفاع اكثر فأكثر في محاولات اعتماد الحل الامني – العسكري مع المتظاهرين المدنيين المسالمين, واستخدام القوة المفرطة معهم بحيث تمكن حتى الان خلال الخمسة وسبعين يوما الماضية منذ اندلاع الثورة من قتل اكثر من 1500 مواطن وجرح نحو 2800 واعتقال ما يقارب العشرة الاف, واختفاء مئات اخرين.

وقالت مصادر اللوبي اللبناني في واشنطن والمعارضة السورية في ديثرويت ل¯ "السياسة" امس انهما باشرتا تحركا دوليا منذ الجمعة الماضي في اعقاب مجزرة حماه الجديدة التي قتل فيها نحو 50 مدنيا على أيدي عصابات القتل والقمع التابعة لنظام البعث الذي "يبدو انه اصيب بمس" من الجنون افقده صوابه, لدرجة انه لم يقم وزنا حتى الان لمطالبات زعماء العالم له والامم المتحدة وكل المؤسسات الانسانية الدولية والعربية بوقف مجازره والانخراط الفوري في مفاوضات مع المعارضة, كما لم يقم وزنا للتهديدات الدولية بأخذ رئيسه بشار وعصبته الستة المحيطة به وهي شقيقه ماهر الاسد قائد لواء الحرس الجمهوري الذي ينفذ تلك المجازر بقواته الخاصة التي يقودها ضباط معظمهم من الطائفة العلوية, واللواء اصف شوكت صهره مساعد رئيس الاركان العامة للجيش السوري واللواء علي مملوك مدير الاستخبارات العسكرية الشهيرة بالقمع والقتل والاخفاء والنسف والتخريب والاغتيال داخل سورية وفي لبنان ودول اخرى في العالم وخصوصا في العراق خلال السنوات السبع الماضية, ثم مدير الامن القومي سعيد بخيتان, اضافة الى ابني خاله من آل مخلوف".

وقالت مصادر اللوبي اللبناني والمعارضة السورية في اتصال ب¯ "السياسة" في لندن امس ان "وفدا مشتركا من الطرفين عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الامن القومي ونيابة الرئاسة الاميركية ومجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس ونيابة رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ان) طوال فترة الاسبوع الفائت ووصل ليل اول من امس الى بروكسل لعقد سلسلة مماثلة من اللقاءات مع مسؤولي دول الاتحاد الاوروبي وبرلمانه, بهدف اثبات ان التداعيات الحاصلة في سورية لم تعد تحتمل اي تأخير لتدخل دولي بأي وسيلة كانت والا لتكرر السيناريو الليبي من حيث المجازر وعدد القتلى والضحايا من دون اي مبرر طالما معمر القذافي اصبح "نصفه في القبر" حسب السياسي اللبناني – الاميركي, فلماذا انتظار بشار الاسد كي يقضي على آلاف السوريين من الان وحتى تنحيه او ابعاده بالقوة?".

وقال احد كبار المعارضين السوريين في الوفد ل¯ "السياسة": "سألنا مسؤول مستشارية الامن القومي في البيت الابيض الجمعة الماضي بعد مجازر حماه الدموية الاخيرة, ما هو منسوب الشهداء والقتلى من الثوار السوريين المسلمين الذي تحددونه لبشار الاسد قبل ان تتصرفوا معه حسب القوانين الانسانية? لقد قتل حتى الان اكثر من 1500 مواطن بريء وجرح واعتقل الالاف, فهل هذه الاعداد لا تكفي بعد لتدخل اميركي حاسم ضد هذا الرجل ونظامه?".

وقال مسؤول اللوبي اللبناني" ان تحركنا الان على ضفتي الاطلسي مع اشقائنا في المعارضة السورية هدفه حض الاميركيين والاوروبيين على قطع فوري للعلاقات مع سورية وسحب سفرائهم منها وطرد السفراء السوريين, ما يعني حصارا شاملا يشبه محاصرة صدام حسين ونظامه قبل اسقاطه واعدامه".

وأكد المسؤول انه "ما لم تقم الدول الغربية ومعها الامم المتحدة بمثل هذه الخطوات لوقف المجازر في سورية, فإن الامور ذاهبة حتما الى حرب اهلية في البلاد لا تبقي ولا تذر, يسقط خلالها عشرات الاف القتلى ويدمر فيها الاقتصاد السوري وتسقط الدولة فريسة الصراع بين الحرية والديمقراطية والابقاء بالسيطرة العسكرية المسلحة والدبابات والصواريخ على مكاسب فئة من الناس لا يتجاوز تعدادها 10 في المئة من الشعب!!

السابق
استثمر بعقلك… لا بقلبك
التالي
مبتكر علب برينغلز يدفن فيها!