البناء: انتكاسة في مشاورات التأليف وأوساط عون تتحدث عن رسائل خارجية لاستمرار اللستاتيكو

طغى المشهد الخارجي الخطير الناجم عن ازدياد العدوانية «الإسرائيلية» والتهديدات التي اطلقها وزير حرب العدو ايهود باراك بعد المجزرة التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين العزل الفلسطينيين والسوريين عند شريط الجولان.
وفيها غاب المشهد الداخلي وبقيت عملية تشكيل الحكومة تراوح مكانها رغم التقدم الذي حصل خلال الايام الماضية، فقد اتجهت الانظار الى سورية حيث انكشفت امس اكثر فأكثر الحرب العدوانية على سورية قيادة وشعباً، من خلال خروج مجموعات مسلحة ومنظمة في بلدة جسر الشغور والمناطق الاخرى ونصب الكمائن وترويع المواطنين، ما ادى الى استشهاد اكثر من 120 من قوات الامن والشرطة السورية، حيث ارتفعت اصوات المواطنين في محافظتي ادلب وحلب مطالبة الجيش السوري بالتدخل لحسم الموقف.

وقد اصدر وزير الداخلية السوري محمد الشعار مساءً بياناً اكد على الحسم في مواجهة المجموعات الارهابية.
وأظهـرت مسيـرات ذكـرى النكسة خاصة باتجاه الجولان السوري المحتل مدى القلق والخوف الذي يعيشه كيان العدو الصهيوني من تكرار هذه المسيرات خاصة انها تؤكد اصرار الشعب الفلسطيني وابناء الجولان السوري المحتل على العودة الى ارضهم ومنازلهم مهما طال الزمن، ومهما استخدم العدو من بطش وارهاب ضد السكان في الداخل والخارج.

وفيما شيعت بعض المدن السورية والمخيمات الفلسطينية شهداء ذكرى النكسة الـ 23 لوحظ ان صمتا مريبا خيم على كل العواصم العربية باستثناء سورية ازاء المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد المسيرات الى الشريط الشائك! كما ان كل العواصم الغربية التي تدعي الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان لم يصدر عنها اي موقف يدين الوحشية «الإسرائيلية»، بينما ذهبت واشنطن كعادتها الى تغطية ما ارتكبته قوات الاحتلال من مجازر بحق المدنيين مبررة ذلك بـ«حق الدفاع عن النفس»، وزعمت الخارجية الاميركية في بيان لها مساء امس ان «دمشق تقف بوضوح وراء مواجهات الجولان».

وغداة مجزرة الجولان ارتفعت الهجمة «الإسرائيلية» ضد سورية ولبنان، وكشف وزير الحرب «الإسرائيلي» ايهود باراك عن النوايا العدوانية ضد سورية مطلقا التهديدات ضد الرئيس الاسد والشعب السوري.

وفيما بقي جو التوتر يخيّم على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة اقامت القوات «الإسرائيلية» تحصينات جديدة خصوصا تجاه مارون الراس. كما سجل عصر امس تحليق طيران «إسرائيلي» امتد الى بيروت والجبل.
نتنياهو
وامس، وبعد المسيرات في منطقة الجولان السوري المحتل عبّرت مصادر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عن قلقها من ان تتحول التظاهرات في الجولان المحتل الى إغراق «إسرائيل» باللاجئين عبر الحدود ودحرجة قضية اللاجئين الى الدولة اليهودية، وهذا لا يمكن تحمله. اضافت المصادر ان «أحداث ذكرى النكسة كانت غايتها إحياء ذكرى العام 1948 اي قيام دولة «إسرائيل» وتقويض وجودها».

اما وزير حرب العدو ايهود باراك فقال ان «المستوى السياسي اصدر تعليماته للجيش «الإسرائيلي» بالتعامل بحزم وبصرامة ضد المتظاهرين، وفي الوقت نفسه العمل على تقليص عدد المصابين»، مؤكدا انه على الجيش «الإسرائيلي» اتخاذ الاستعدادات لاحتمال تحول الحدود الشمالية الى حدود لا يسودها الهدوء».

ووصف باراك اقوال رئيس جهاز الموساد الاسبق مئير داغان بالنسبة إلى الملف الإيراني بـ «الخطرة وغير اللائقة»، معتبرا انها تمس بقوة الردع «الإسرائيلية».

وامس ذكرت اذاعة العدو ان وزير خارجية الكيان الصهيوني افيغدور ليبرمان اصدر تعليماته الى البعثة «الإسرائيلية» لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى ضد سورية لاستخدام المتظاهرين في محاولة لانتهاك السيادة «الإسرائيلية» في المنطقة الحدودية»!
كما اشار عضو الكنيست «الإسرائيلي» بنيامين بن اليعازر من حزب «العمل» للإذاعة العامة «الإسرائيلية» الى انه «لا يوجد لدى «إسرائيل» رد على التظاهرات الجماهيرية عند الحدود، وان محاولات «إسرائيل» لشرح عملياتها واطلاق النار على المتظاهرين هي معركة خاسرة».

وحذر بن اليعازر من انه «في ايلول المقبل سوف نواجه مشاهد مروعة ستسبب لـ «إسرائيل» اضرارا اقتصادية»، ورأى ان «الرد الوحيد هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية والبدء فورا بمفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من دون شروط مسبقة».

واعتبر بن اليعازر ان حكومة «إسرائيل» الحالية «ارتكبت جميع الاخطاء الممكن ارتكابها وسوف تقودنا الى كارثة». واكد انه كان مخطئا عندما صدق ان نتنياهو يريد تغيير مواقفه السياسية.
وأفادت صحيفة «هآرتس» «الإسرائيلية» أن التقديرات في الجيش «الإسرائيلي» هي ان «في أحداث الامس (الأول من أمس) في الجولان يوجد عامل العفوية ولكن النظام السوري اججها في مرحلة لاحقة او على الاقل لم يعمل على وقفها». واضافت انه «في عدة اماكن شوهدت محاولات ضعيفة من جانب جنود وافراد شرطة سوريين لإبعاد المتظاهرين، لكن هذه المحاولات توقفت بعد وقت قصير».

ونقلت الصحيفة عن ضباط «إسرائيليين» كبار قولهم ان «الأحداث الميدانية تدل على انهيار تدريجي لنظام الاسد وضعف سيطرته على الدولة».

تشييع شهداء ذكرى النكسة
في هذا الوقت، شيعت بعض مدن سورية والمخيمات الفلسطينية امس شهداء ذكرى النكسة في مسيرة حاشدة خاصة في مخيم اليرموك.
كذلك بدأ مئات من المواطنين السوريين والفلسطينيين اعتصاما في مدينة القنيطرة وعلى مشارف خط وقف اطلاق النار مع الجولان المحتل رافضين العودة حتى يعودون الى قراهم ومدنهم المحتلة.
نصرالله
وأمس، أكد الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ان ما حصل بالامس في ذكرى النكسة على هضبة الجولان يكشف ان الادارة الاميركية تطمح الى مصادرة الثورات العربية، مشيرا الى ان «ما حصل يفضح مجددا التزام واشنطن المطلق بأمن «إسرائيل»، معتبرا ان «هذه هي واشنطن التي تحدثنا عن حقوق الانسان وعن الحريات».

وفي كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الفكري حول الامام السيد علي الخامنئي، اعتبر ان «دماء الامس شاهد جديد على حقيقة واشنطن الساعية إلى مصادرة ثوراتنا».
ولفت الى ان «الإمام الخامنئي يعتقد جازماً ان «إسرائيل» الى زوال، ويعتقد ان ذلك ليس بعيدا بل يراه قريباً، ويعتقد ان التسوية لن تصل الى مكان وكل ما يجري الآن حولنا في فلسطين ومنطقتنا سواء ما حصل في مسارات تفاوض او من خلال حركات المقاومة او على مستوى الهبة الفلسطينية التي تؤكد الارادة الصلبة لهذا الشعب المقاوم وهذا الجيل من الشباب يؤكد اننا امام اجيال من الشعب الفلسطيني تعيش املا قويا واندفاعا هائلا للعودة الى الارض». وقال: «ما يقوله الإمام الخامنئي عن «اسرائيل» يمكن ان نفهمه عندما نفترض التراجع الاميركي وانجازات المقاومة ونقيم تجربة حرب تموز وحرب غزة، ونعتقد ان «إسرائيل» الى زوال في وقت قريب».

الخارجية السورية
وفي هذا الاطار، أدانت وزارة الخارجية السورية بشدة العدوان الصارخ الذي شنته «إسرائيل» امس (الأول من أمس) على مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السوري المحتل، مؤكدين حقهم الطبيعي والقانوني في تحرير الارض وفي العودة». ولفتت الى ان «هذا العدوان ادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى الامر الذي يؤكد حقيقة إرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل» وحقيقة النزعة العدوانية «الإسرائيلية» ضد أبناء امتنا».
ووضعت الوزارة ما تقوم به «إسرائيل» «برسم المجتمع الدولي وبرسم كل الجهات المنادية بحقوق الانسان وبحرمة الحياة الانسانية والتي درجت على محاولة تبرير ما تقوم به «إسرائيل» من انتهاكات وخروقات على حساب الحقوق العربية المشروعة

سليمان وجنبلاط
كما ندد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بـ «المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» في الجولان السوري المحتل امس (الأول من أمس) واسفرت عن سقوط 23 ضحية»، مؤكدا ان «هذا التصرف العدواني لن يثني الشعب الفلسطيني والدول العربية عن المطالبة والسعي الى استرجاع كامل الحقوق وفي طليعتها حق العودة، وحض المجتمع الدولي على الضغط على «إسرائيل» للاعتراف بهذه الحقوق والمباشرة بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وفقا لجدول زمني ملزم ومحدد».

ومن جهته، رأى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ان «ما حدث على جبهة الجولان المحتل يؤكد ان الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» لم ينته ولا سيما في ظل انسداد تام في أفق اي تسوية سياسية تتيح انهاء هذا الصراع على اسس عادلة»، مشيرا الى ان «هذا ما يحتم ان تكون سورية اكثر حصانة ومناعة لمواجهة المشروع «الإسرائيلي» الذي يريد، في نهاية المطاف، ان تغرق سورية والدول العربية الاخرى، في نزاعات طائفية ومذهبية وفوضى، وليسقط تاليا مشروع الممانعة والمقاومة

خيوط المؤامرة ضد سورية
في هذا الوقت، تكشف الوقائع الميدانية على الارض في سورية، وكذلك ما تسعى إليه واشنطن وحلفاؤها الغربيون مدى المؤامرة التي حيكت وتحاك ضد سورية، بهدف اضعافها والتأثير في مواقفها وثوابتها القومية.
وفيما اشارت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الى ان المجموعة الغربية في مجلس امناء وكالة الطاقة الذرية تبحث عن إجماع لمشروع قرار يشكو سورية إلى مجلس الأمن الدولي من خلال العودة الى ما يسمى «المفاعل النووي الذي كانت سورية تنوي بناءه في دير الزور»، كشف التلفزيون السوري ان قوات الأمن والشرطة واجهت في جسر الشغور في إدلب مئات المسلحين ما يؤشر ايضا الى مدى عمليات التمويل والتسليح التي قامت بها اجهزة مخابرات خليجية واميركية وغربية و»إسرائيلية»
للمجموعات الإرهابية في سورية.

120 قتيلاً في هجوم للمجموعات الإرهابية
إلى ذلك، نقل التلفزيون السوري عن مصدر سوري مسؤول أن قوات الشرطة والأمن واجهت في جسر الشغور بإدلب مئات المسلحين، وتمكنت من فك الطوق عن أحد الأحياء الذي سيطر عليه المسلحون.
وأفاد أيضاً ان عدد القتلى في صفوف الشرطة وقوى الأمن ارتفع نتيجة الاشتباكات مع مسلحين في جسر الشغور إلى 120 قتيلاً.

وزير الداخلية السوري

وقد أعلن وزير الداخلية السوري محمد الشعار «اننا سنتعامل بحزم وقوة ووفق القانون» مع ما يجري في جسر الشغور بإدلب «ولن نسكت عن أي هجوم يستهدف أي مدينة في سورية».
ولفت إلى أن الهجمات بجسر الشغور استهدفت مباني خاصة وعامة ومراكز أمنية.
وفي الشأن السياسي أشارت صحيفة «تشرين» السورية الى ان ما لم يحسبه جيداً المخربون والمجيّشون والمحرضون ومن يقف وراءهم هو ان السوريين عندهم من الوعي السياسي ما يكفي ويزيد ليس لفهم ما يحدث في بلادهم فحسب، بل للقيام بواجبهم الوطني وخاصة في ما يتعلق بوأد الفتنة وإيقاف العابثين بالأمن والممتلكات عند حدودهم.

وفي هذا السياق، أوضح عضو القيادة القطرية لحزب البعث وعضو هيئة الحوار الوطني السوري ياسر حورية في حديث لصحيفة «الثورة» السورية ان أسس وآليات العمل لإجراء الحوار الشامل مع كل أطياف المجتمع الهدف منها الوقوف عند متطلبات الناس والشعب ومعرفة مقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم وإعطائهم المشاركة الكاملة في الحوار الوطني، موضحاً أن الهيئة عقدت اجتماعين صدر عنهما بيانان وستعقد الهيئة اجتماعات متلاحقة ومكثفة، متوقعاً أن يطلق الحوار خلال الأسبوع المقبل مع الفعاليات الشعبية في المحافظات لمعرفة توجهاتها في آليات عمل الهيئة.

أما رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» عمر أوسي فقد أعلن في حديث الى «الوطن» السورية ان «الأحزاب الكردية تلقت دعوة رسمية إلى لقاء الرئيس السوري بشار الأسد»، لافتاً الى ان «اللقاء سيحصل خلال الأيام القليلة المقبلة»، مشيراً الى أن «معظم أكراد سورية ضد المشاركة في أعمال الفوضى والتخريب»، كاشفاً أن «الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والقيادي المعتقل في تركيا عبدالله أوجلان دعوا أكراد سورية إلى الانخراط في الحوار الوطني»، منتقداً في الوقت نفسه موقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.

الى ذلك، نفى مصدر رسمي أردني في تصريح لصحيفة «الراي» الكويتية وجود الناشطين السوريين أيمن الأسود وعبدالله أبا زيد على أراضيه، كما نفى تلقي الأردن طلباً سورياً رسمياً بتسليمهما.
وأوضح المصدر أن عدداً من الناشطين السوريين هم موجودون حالياً في المنطقة الحدودية السورية ـ الأردنية عند منطقة درعا، وأن طبيعة هذه المنطقة تتداخل فيها الحدود السورية مع الأردن والعكس، وبالتالي من الصعب التأكد تماماً من مكان تواجد هؤلاء الناشطين على وجه الدقة.

في هذا الوقت، أكد السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ»الشرق الأوسط»، على أن ما يحدث في سورية «يدمي القلب العربي، فالشعب العربي تروعه مشاهد القتل في سورية»، مضيفاً أن ما يحدث في سورية ستتأثر به بقية البلاد العربية لا محالة، محدداً ذلك التأثر بسيناريوهات مختلفة كاستخدام بقية الأنظمة للعنف المفرط أو خروج أكبر للشعوب العربية أو حتى تفتيت الدول إلى كنتونات صغيرة.

الحكومة مكانك راوح
أما على صعيد تشكيل الحكومة، فإن الساعات الماضية شهدت تراجعاً لموجة التفاؤل التي سادت في الأيام الأخيرة بحيث أعادت مصادر متابعة هذا الأمر إلى الخلاف حول طريقة طرح الأسماء والموافقة عليها بما يتعلق بالمقعد الماروني السادس، وكذلك ما يتعلق برفض رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي إعادة الوزير شربل نحاس إلى حقيبة الاتصالات.

لكن مصادر سياسية مطلعة لاحظت أن حقيقة الخلاف تتعلق بمضمون تشكيل الحكومة. وطرحت المصادر تساؤلات عديدة حول ما إذا كانت الأسباب الحقيقية مرتبطة بالمشهد الخارجي والتطورات الجارية في المنطقة، خصوصاً أن إشارات ورسائل وصلت إلى بعض المعنيين تنصح بعدم تشكيل الحكومة في المرحلة الراهنة والاستمرار بحالة «الستاتيكو» القائم حتى تنجلي الصورة الإقليمية.

وبعيداً عن ذلك، فإن المصادر المتابعة أشارت إلى اعتراض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الاقتراح الذي تقدم به العماد عون لحل عقدة المقعد الماروني السادس والقاضي بأن يأخذ الرئيس سليمان بأحد إسمين اقترحهما عون لهذا المقعد، وهما الوزير السابق جان عبيد أو الوزير السابق ناجي البستاني.

كما أشارت المصادر إلى أن العقدة الأخرى تتمثل باعتراض الرئيس ميقاتي على رغبة العماد عون بإعادة توزير شربل نحاس في وزارة الاتصالات. وأوضحت أن ميقاتي لا يعترض على توزير نحاس لكن في غير وزارة الاتصالات.
أوساط الرابية
من ناحيتها، أوساط الرابية أشارت إلى أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر، وشيئاً فشيئاً، يسود قلق جدي من ارتباط مبدأ تشكيل الحكومة بمعطيات خارجية بعد انتفاء أي سبب داخلي متعلق بعدد الحقائب الوزارية ونوعيتها. وتتجه أفكار المحيطين برئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون إلى البحث عن معلومات موثوقة لكشف الأطراف الخارجيين الذين يقفون وراء «اعتكاف» الرئيس المكلف عن تشكيل الحكومة بحسب تعابير الزوار وأهل البيت.

وتعتبر أوساط التيار أيضاً أن نجيب ميقاتي طُرِح سابقاً بحجة ملاءمته للطائفة السنية أكثر من الرئيس عمر كرامي من جهة، وحصوله على صوتين إضافيين من نواب الأكثرية السابقة هما محمد الصفدي وأحمد كرامي، هو فخ وقع فيه تحالف 8 آذار والتيار الوطني الحر، وهم يدفعون الآن ثمن هذا الخطأ. ويلمس القياديون العونيون قرب انتهاء هذه المسرحية المرتبطة بتطورات الداخل السوري، والتي تفك إما بافتضاح كل الأدوار، أو سقوط الرهان على أصحابه. فلا سورية ستنهار ولا المعارضة السابقة ستضعف. وبحسب معلومات خاصة بـ»البناء» فإن خطاب العماد عون مساء اليوم في جبيل سيرسم توجه المرحلة المقبلة التي سيكون فيها متحرراً من أي مراعاة للرئيسين ميقاتي وسليمان.

واستبعدت أوساط الرابية إعادة إحياء مساعي التشكيل التي لم تظهر ملامحها منذ اليوم الأول للتكليف لا على صعيد التشاور بالأسماء ولا بالحقائب ولا بالبيان الوزاري، «فمن لم يقم بأي من هذه الخطوات، فهو لا يريد تشكيل حكومة من الأصل، ويلعب دوراً إنقاذياً للفريق الذي أخرج من الحكومة، متسلحاً بافتقار الدستور إلى نص يحدد مهلة زمنية للرئيس المكلف ليعرض تشكيلته الحكومية على رئيس الجمهورية الذي لا يحث بدوره الرئيس المكلف على الانتهاء من المشاورات وعرض تشكيلة الحكومة عليه. وإن ما يشاع عن تنازلات أقدم عليها سليمان لتسهيل مهمة ميقاتي، هو مجرد أوهام لتضييع الوقت وبوصلة الأكثرية الجديدة. وترجح أوساط الرابية أن يكون كشف المستور بشأن منع تشكيل الحكومة هو مادة الخطاب السياسي المستقبلي للتيار الوطني الحر، ولاحقاً لكل أطياف الأكثرية الجديدة باستثناء جنبلاط.

جنبلاط: حسمت خياراتي

في هذا الوقت، أكد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، أنه حسم خياراته السياسية ولا تكويعة جديدة. ونبه في حديث له أمس من المخاطر الاقتصادية، داعياً الى التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لافتاً إلى أن لا معلومات لديه حول تأليف الحكومة، معتبراً أنه على قوى 8 آذار أن تتحمل المسؤولية.

وسأل لماذا لا يتحمل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مسؤوليته ويقوم بتصريف الأعمال؟ مذكراً إياه أنه ما زال رئيس حكومة مستقيلة.
وشدد على انه لن يشارك بجلسة مجلس النواب إلا إذا تضمن الجدول بنداً واحداً يتعلق بالتجديد لسلامة.

وعن التغييرات في المنطقة، اعتبر أنها إيجابية جداً، وأنه لا بد من حل سياسي في سورية، مشدداً على أنه يمكن للرئيس السوري بشار الأسد تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها.

السابق
الاخبار: التفاصيل السهلة عقبات أمام ولادة الحكومة
التالي
الانباء: ويكيليكس عن عون وهاب مجرم وعميل سوري، والحريري ديكتاتوري وهابي، وعن أبي رميا: عون حليف الأميركيين وهدفه نزع سلاح حزب الله نهائياً!