“نكسة” النزهة والإستنفار في مارون الرّاس

الحذر والاستنفار الأمني كانا سيدا الموقف على الحدود مع فلسطين المحتلّة. في حين كانت حركة الأهالي عادية، رغم الترقب والحذر ومتابعة الأوضاع الأمنية من قبل المقيمين قبالة الحدود. فجنود الجيش اللبناني وقوات اليونبيفل، ومنذ ساعات الصباح الأولى، انتشروا على الحدود الفاصلة مع فلسطين المحتلّة، وأقام الجيش اللبناني الحواجز الأمنية في معظم الطرقات المؤدية الى مارون الرّاس والقرى المتاخمة للحدود. لكن ذلك لم يمنع الأهالي من متابعة أعمالهم، وقضاء فرصة “الويك آند"، رغم أن الحديقة العامة في مارون الرّاس المطلّة على المستعمرات الإسرائيلية لم تشهد اقبالاً كثيفاً، كما هو معتاد، لكن حضور بعض العائلات الى مارون الراّس لقضاء عطلتهم الأسبوعية هناك، كان أمراً لافتاً ويدلّ على ثقة الأهالي بالوضع الأمني.

يقول حسان علاء الدين، من بلدة مجدل سلم: “لقد قرّرت قصد الحديقة العامة، رغم الاجراءات الأمنية المشددة، فالجيش اللبناني بعد أن تأكد من هويتنا اللبنانية ونيتنا في الاستجمام سمح لنا بقصد الحديقة، فاليوم هادىء وجميل، رغم أننا شاهدنا دوريات عسكرية إسرائيلية تعبر على الحدود". على طريق عام العديس كفركلا، وصولاً الى بوابة فاطمة، كان انتشار جنود الجيش اللبناني وقوات اليونيفل من الكتيبتين الأندونيسية والأسبانية أكثر كثافة: عشرات الجنود على الحدود، وتمركزت الآليات المختلفة للجنود الدوليين هناك، في المقابل كثّف العدوّ الإسرائيلي دورياته العسكرية، وبدا الجنود الإسرائيليين مختبئين وراء دشمهم المتعددة، ولوحظ وجود العديد من سكان القرى الأمامية يقفون قبالة الحدود دون خوف أو هلع. فيقول حسن عبود، من العديسة: “نقف هنا منذ الصباح، نراقب الوضع، ومطمئنين للاجراءات الأمنية التي قام بها الجيش اللبناني، لكن رغم ذلك فالأهالي هنا متأهبين لأي طارىء قد يحصل، فجهزوا امتعتهم وسياراتهم، فكل شيء متوقع".

الخرق الوحيد الذي حصل، قرابة الساعة الحادية عشر ظهراً، عندما حضر سيراً على الأقدام نحو 20 شاباً وفتاة الى الطريق العام الملاصق للحدود على طريق العديسة – كفركلا، يحملون علماً فلسطينياً، عندها استنفر الجيش اللبناني وقام بتوقيفهم ومنعهم من الاقتراب، وطلب منهم العودة الى حيث أتوا.

يقول أحد ضباط الجيش اللبناني: “لقد كان عددهم 16 شخصاً، منهم ثلاثة فلسطينيين فقط يحملون العلم الفلسطينين تسلّلوا الى هنا سيراً على الأقدام، لكننا أوقفناهم بعد التأكد من هوياتهم وأعدناهم الى حيث أتوا".

عند بوابة فاطمة، تمركز العشرات من الجنود اللبنانيين والدوليين، وعدد كبير من الاعلاميين الذين قاموا بالتقاط الصور المتعددة، وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً وصل وفد السفارة الايرانية، الذي ضمّ كل من السفير الايراني غضنفر ركن آبادي ورئيس اللجنة الثقافية في مجلس الشورى الايراني غلام علي حداد عادل، وهو المستشار الأعلى للسيد الخامنئي، اضافة الى رئيس لجنة التطور الاقتصادي في مجلس الشورى الايراني الشيخ مصباحي مقدّم، فحملوا العلم الفلسطيني قبالة الشريط الشائك قرب بوابة فاطمة، وقال غلام عادل “نحن كنواب في مجلس الشورى الايراني مسرورين جداً بهذه الزيارةن وحضورنا الى هذا المكان رسالة دعم الى الشعبين الفلسطيني واللبناني فايران بكلّ قواها تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين بكل فخر واعتزاز، وهذا هو شعور كل الأحرار في العالم"، وبيّن أنه “زار مارون الرّاس ونقطة اشتباك الجيش اللبناني مع العدو الإسرائيلي في العديسة، وسأل الله التوفيق للشعب الفلسطيني اللاّجيء بالعودة الى فلسطين".

وقال السفير آبادي “نحن شهدنا هذه الصحوة الشاملة للفلسطينيين والعرب الذين حوّلوا يوم النكبة الى يوم للعودة الى فلسطين، فطاقة الشباب متوفرة لأجل احقاق الحق، وطالما أن مجلس الأمن الدولي لم يقم بتنفيذ قراراته لعودة الفلسطينيين الى ديارهم فمن الطبيعي أن يعمد الشعب الفلسطيني الى تنفيذ هذا القرار بنفسه كما حصل في لبنان". وأمل الشيخ مقدّم أن “يصلّي قريباً في القدس المحتلة". في المقابل عبّر أبناء بلدة كفركلا عن “قلقهم من تفاقم الأوضاع الأمنية على الحدود".

محمد سرحان يعتبر أنه “لا مانع لدينا من قدوم الفلسطينيين كلّ يوم الى هنا لرفع الأعلام واقامة الخطابات والمطالبة باسترجاع أرضهم المحتلّة، ونحن سنكون معهم، لكن عليهم أن لا يخترقوا الحدود ويساهموا في تفجير الوضع الأمني، ويجب ن يكون تحركهم شاملاً في سوريا ومصر والأردن وغزة، فنحن لسنا قادرين على تحمّل وحدنا الأعباء الأمنية، فأبناء البلدة قلقين وخائفين، والوضع الاقتصادي سيء للغاية، والحكومة معطّلة، وقد قمنا بتجهيز أمتعتنا تحسباً لأي طاريء".

السابق
ابي رميا: كلامي قبل توقيع وثيقة التفاهم
التالي
عون: حزب الـله يحتاج إليّ ولا أحتاج إليه