نصرالله: نعتقد مع الخامنئي أن اسرائيل الى زوال قريبـا

 أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن اعتقاده أن ما حصل أمس في ذكرى النكسة على هضبة الجولان يكشف أن الادارة الأميركية تطمح الى مصادرة الثورات العربية، ويؤكد التزام واشنطن المطلق بأمن اسرائيل، لافتا الى ان الدماء الذكية تؤكد بأننا أمام أجيال من الشعب الفلسطيني التي تعيش أملا قويا واندفاعا هائلا بالعودة الى الأرض. وقال: " سنعتقد مع الامام الخامنئي مجددا أن اسرائيل الى زوال في وقت قريب جدا".
واعتبر في افتتاح مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي في فندق غاليريا في بيروت، ان المؤتمر يشكل خطوة نوعية وتأسيسية في مجاله، إذ لعلها المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمر فكري علمي خارج إيران يتناول فكر وشخصية الامام الخامنئي".
وقال:" معرفتي الشخصية والمباشرة عن قرب بالامام خامنئي تعود الى العام 1986 حيث أتاحت لي اللقاءات الكثيرة ان اتعرف الى الكثير من افكاره وارائه ومبانيه وطريقه تفكيره وطريقه تحليله للاحداث وعلى منهجه في القيادة والادارة واتخاذ القرار فضلا عن المواصفات الاخلاقية الرائعة التي يتحلى بها.
اضاف: "من معرفتي وبعد متابعتي وبعد الاطلاع على الكثير من الشهادات نستطيع القول اننا بين يدي امام عظيم في القيادة والتقوى والفقه والاجتهاد إننا بين يدي إمام يملك رؤية شاملة وعميقة ومتينة قائمة على الأسس التالية: أولا المباني الفكرية، ثانيا معرفة الحاجات والمشاكل، ثالثا معرفة الامكانات المتاحة،رابعا معرفة الحلول المناسبة والمنسجمة مع الاصول والاسس، ولذلك نجده يقارب كل الاحداث والتطورات والموضوعات بوضوح وعمق انطلاقا من هذه الرؤية الشاملة ومع كل الشرائح التي يلتقيها وعلى اختلاف تخصصاتها ستجد انك امام قائد يحيط بالموضوع احاطة عارف حتى بالتفاصيل ويتحدث فيه كصاحب اختصاص ويقدم فيه كل جديد".
وتابع: "نحن نجد أنفسنا امام شخصية عظيمة واستثنائية من هذا النوع ونرى ان الكثيرين في هذه الامة لا يعرفون عنها الا القليل ندرك كم هو مظلوم هذا القائد في امته وحتى في ايران، وحتى في البعد الابرز والاوضح في شخصيته وهو البعد القيادي والسياسي. ولأنك امام شخصية يحاصرها الاعداء ولا يؤدي حقها الاصدقاء بكل ما للكلمة من معنى مسؤوليتنا ان نعرف الامة على هذا الامام العظيم لتستفيد من بركات وجود هكذا قائد وفقيه ومفكر لخير حاضرها ومستقبلها ودنياها وآخرتها وهي التي تواجه من التحديات ما لم تواجهه امتنا خلال كل العقود والقرون السابقة وهذه هي مهمة هذا المؤتمر البالغة الاهمية والحساسية.
وتحدث عن الظروف الاقليمية والدولية ومواقف الامام الخامنئي منها، واصفا مواقفه بـ "الحكيمة والشجاعة" مما حصل في منطقتنا، في لبنان، فلسطين، العراق وغيرها.
وذكر نصر الله بذهابه الى الجمهورية الاسلامية الايرانية ولقائه بالامام الخامنئي بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في العام 2000، لافتا الى ان الامام الخامنئي اقترح علينا ان تواصل المقاومة عملها وجهادها بل تصعد لكي تحققانجاز الانتصار ولا تعيروا آذانكم وعقولكم، واستمروا في مقاومتكم. وقال: ان ايمان الخامنئي بانتصار المقاومة كان انطلاقا من ايمانه العقائدي، انطلاقا من قول الله" ان تنصروا الله فالله ينصركم، والمقاومة تنصر الله والله حتما ناصرها.
وتحدث السيد نصر الله عن رؤية الامام الخامنئي من مسار التسوية في العام 1996، وقال: "الجميع يذكر التطور أو الاختراق الكبير الذي حصل في المفاوضات الاسرائيلية السورية وما قيل عن وديعة رابين واستعداد اسحق رابين للانسحاب الى خط الرابع من حزيران 1967، اي من الجولان وصولا الى خط الرابع من حزيران، وسادت حالة في منطقتنا حيث بدأ الجميع يقول، هناك تسوية ستنجز والشرط الاساسي لانجاز التسوية هو اقرار اسرائيل بالانسحاب الى حدود 4 حزيران، وان الامور اصبحت في نهايتها وتحتاج الى بعض التفاصيل وجاء من يقول لنا لا تتعبوا انفسكم خصوصا ان المقاومة كانت في خط بياني تصاعدي وكانوا يقولون لنا الامور انتهت ولا داعي لتقدموا تضحيات، بل هناك من دعانا لان نبدأ بترتيب امورنا على قاعدة ان التسوية قد انجزت ودعانا لنعيد النظر حتى ليس فقط بماهيتنا كحركة مقاومة بل باسمنا وهيكلياتنا وبرنامجنا السياسي، وكان اي خطأ في التقدير سيكون له تداعيات خطيرة. وما انجز بعد العام 1996 ما كان لينجز، لكن يومها قال الامام بوضوح انا لا اعتقد ان هذا الامر سيتم ولا اعتقد ان هذه التسوية بين اسرائيل وسوريا، وبالتالي مع لبنان، ستنجز. وانا اقترح عليكم ان تواصل المقاومة عملها وجهادها بل تصعد في عملها وجهادها لكي تحقق انجاز الانتصار ولا تعيروا آذانكم وعقولكم لكل هذه الفرضيات والاحتمالات والدعوات. وبعد عودتنا كان رابين يخطب وتقدم متطرف صهيوني وأطلق النار عليه فقتل وقام مقامه شيمون بيريز".
أضاف: "في ظرف كانت حركتا حماس والجهاد بشكل خاص قد تعرضتا لضربات قاسية جدا، حتى ظن البعض ان لا حول ولا طَوِل ولا قوة للمقاومة الفلسطينية على تنفيذ عمليات، فكانت العمليات الاستشهادية في القدس وتل ابيب التي هزت الكيان الصهوني. ثم جاء التوتر مع الجنوب اللبناني وانعقدت قمة في شرم الشيخ جمعت قادة العالم للدفاع عن اسرائيل ولادانة ما سمي بالارهاب وحدد بالاسم حماس والجهاد وحزب الله ووجهت تهديدات وصدرت قرارات بمحاصرة هذه الحركات الارهابية. ثم كانت معركة عناقيد الغضب في نيسان 96 التي جاء بعدها نتانياهو وعادوا الى المربع الاول".
واشار الى ان الامام الخامنئي كان دائما يتحدث عن مبدأ انتصار المقاومة، وكان دائما يقول انه مؤمن بذلك انطلاقا من ايمانه العقائدي، وبعد عام 1996 كان يقول ان الاسرائيلي في وضع كالعالق في الوحل، فلا هو قادر على التقدم واجتياح لبنان من جديد ولا هو قادر على الانسحاب ولا هو قادر على البقاء في مكانه، وعلينا ان ننتظر ماذا سيفعل ولكن الامر مرهون بعمل المقاومة. في اواخر العام 1999 حصلت انتخابات رئاسة الحكومة في اسرائيل بين نتانياهو – باراك، والاخير حدد انه سينسحب من لبنان في تموز. والجو في سوريا ولبنان كان انه سنصل الى هذا الموعد ولن ينسحب. وباراك سعى للحصول على ضمانات وترتيبات أمنية مع الحكومة اللبنانية او مع الرئيس حافظ الاسد وفشل، والمناخ السائد كان انه لن ينسحب، ومن السهل على باراك عندما يحين الموعد ان يقول سعيت للحصول على ضمانات ولكن فشلت ولم استطع الانسحاب. وقال: نحن على مستوى المقاومة، كنا نتبنى وجهة النظر هذه وايضا كان لنا لقاء مع الامام الخامنئي وشرحنا وجهة نظرنا، ولكن كان له رأي آخر وهو قال ان انتصاركم في لبنان قريب جدا جدا وهو اقرب مما تتوقعون، وهذا كان خلافا لكل التحليلات والمعلومات، بل حتى في المعلومات لم يكن هناك تحضيرات اسرائيلية للانسحاب، وقال للاخوة حضروا أنفسكم لهذا الانجاز، ماذا سيكون موقفكم وخطابكم السياسي بعد الانسحاب. لذلك لم نفاجأ بالانسحاب وكنا قد حضرنا انفسنا جيدا.
أضاف: "في حرب تموز والتي كانت حربا عالمية على مستوى القرار، وعربية على مستوى الدعم، واسرائيلية على مستوى التنفيذ، كان العنوان سحق المقاومة في لبنان. وقد شهدتم جميعا قساوة وعنف الهجمة الاسرائيلية حيث كان الحديث عن أي انتصار بل الحديث عن النجاة والخروج بستر وعافية هو اقرب الى الجنون، لأنك في حركة مقاومة معروفة الامكانيات وفي بلد صغير، ويتآمر عليها العالم كله، وتشن عليها حرب بهذه الضراوة والقساوة. وصلتني رسالة شفهية حملها احد الاصدقاء إلي إلى الضاحية الجنوبية، وكانت الأبنية تتهاوى بالقصف الاسرائيلي، رسالة شفهية من عدة صفحات لكن سأقتصر على بعض الجمل، قال الامام الخامنئي في تلك الرسالة يا اخواني هذه الحرب هي اشبه بحرب الخندق، حرب الاحزاب، عندما جمعت قريش ويهود المدينة والعشائر والقبائل كل قواها وحاصرت رسول الله واخذت القرار باستئصال وجود هذه الجماعة المؤمنة، هذه حرب مشابهة لتلك وستبلغ القلوب الحناجر ولكن توكلوا على الله، انا اقول لكم انتم منتصرون حتما بل اكثر من ذلك اقول لكم عندما تنتهي هذه الحرب بانتصاركم ستصبحون قوة لا تقف في وجهها قوة من كان يمكن ان يتوقع او يصل لاستنتاج من هذا النوع وخصوصا في الايام الاولى للحرب.
وتطرق نصر الله الى رؤية الامام خامنئي الى اوضاع المنطقة بعد احداث 11 ايلول، "وكيف اهتزت العقود والقلوب والانفس"، وقال: "اعتقد كثيرون أن منطقتنا قد دخلت في العصر الاميركي وفي ظل هيمنة وسيطرة اميركية مباشرة، وان هذه السيطرة الاميركية سوف تبقى في منطقتنا لمئة عام او مئتي عام، والبعض خرج ليشبه الحرب الاميركية الجديدة بالحروب الصليبية ويقيس احتلالها بتلك المرحلة، وانا كنت في زيارة لايران وتشرفت بلقاء الامام الخامنئي وسألته عن رأيه، وقال لي: خلافا لكل ما كان شائعا في المنطقة، ويوم كانت الكثير من الحكومات والقوى السياسية تتداول كيف تتدبر امورها في المنطقة وحتى بعض المسؤولين في ايران كانوا يأتون اليه ويقولون ان هذه هي الوقائع الجديدة وعلينا البحث عن تسوية مع اميركا، وكان يرفض انطلاقا من رؤية استراتجية للمنطقة، وقال لي: لا تقلقوا الولايات المتحدة الاميركية وصلت الى الذروة الى القمة، هذه بداية الانحدار، عندما يأتون الى افغانستان والعراق انهم ينحدرون الى الهاوية هذه بداية نهاية اميركا ومشروعها في منطقتنا، ويجب ان تتصرفوا على هذا الاساس وهذا الكلام مبني على معطيات. وقال عندما يعجز المشروع الاميركي عن حماية مصالحه من خلال الانظمة في المنطقة ومن خلال الجيوش والاساطيل في المنطقة وتضطر الى الاتيان بكل اساطيلها الى المنطقة، هذا دليل ضعف، ويؤكد جهل حكام المنطقة بشعوبهم الذين ينتمون الى ثقافة الجهاد والمقاومة ولذلك ما يحصل ليس مدعاة للخوف بل مدعاة للامل".
أضاف: أستطيع ان اقول لكم انه خلال العام الماضي، امتنا واجهت اصعب حرب في تاريخها والولايات المتحدة وحلفاؤها، بكل امكانياتهم وقوتهم، جاؤوا ليسيطروا على المنطقة وليسقطوا الانظمة الممانعة، والامام الخامنئي كان قائد المواجهة في اصعب حرب تحتاج الى الكثير من العقل والحكمة والشجاعة، وحتى الآن لا يمكن الكشف عن كثير من الجوانب لهذه الحرب".
وقال: "الامام الخامنئي يعتقد ان اسرائيل الى زوال ويعتقد ان ذلك ليس بعيدا بل يراه قريبا، ويعتقد ان هذه التسوية لن تصل الى مكان وكل ما يجري الان حولنا في فلسطين ومنطقتنا سواء ما حصل في مسارات تفاوض او من خلال حركات المقاومة او على مستوى الهبة الفلسطينية التي تؤكد الارادة الصلبة لهذا الشعب المقاوم وهذا الجيل من الشباب، يؤكد اننا امام اجيال من الشعب الفلسطيني تعيش املا قويا واندفاعا هائلا للعودة الى الارض، وما يقوله الامام الخامنئي عن اسرائيل يمكن ان نفهمه عندما نفترض التراجع الاميركي وانجازات المقاومة ونقيم تجربة حرب تموز وحرب غزة، وسوف نعتقد ان اسرائيل الى زوال في وقت قريب ان شاء الله، وهذه الصوابية مبنية على قراءة صحيحة للوقائع وعلى شجاعة هذا القائد".
وختم السيد نصر الله كلمته بالقول: اليوم، ونحن نفتتح هذا المؤتمر لا بد ان نقف بإجلال واحترام وتقدير كبير للفلسطينيين ولهؤلاء الشباب الذي احتشدوا عند حدود الجولان السوري المحتل واصرارهم على المواجهة في رسالة واضحة على هذا التصميم والعزم الموجود في هذه الامة، وفي كشف جديد للادارة الاميركية التي تطمح الى مصادرة الثورات العربية.
وجاء هذا الحدث ليؤكد التزام واشنطن المطلق بامن اسرئيل، هذه هي واشنطن التي تحدثنا عن حقوق الانسان وعن الحريات، هذه الدماء الذكية بالامس شاهد جديد لتكريس الوعي السياسي والتاريخي الذي كرسه الامام الخميني ومن بعده الامام الخامنئي. 

السابق
حوري: حطموا الرقم القياسي في التعطيل
التالي
الحلو: ميقاتي يلتزم بالشيء ونقيضه