عام على رحيل المرجع حسين فضل الله:الأمة بين خياري التوحيد والتقسيم

بعد حوالي شهر تقريباً (في الرابع من تموز/يوليو المقبل) يحيي اللبنانيون والعرب والمسلمون وأحرار العالم الذكرى السنوية لرحيل المرجع والفقيه المجدد السيد محمد حسين فضل الله(قده)، فيما الوطن العربي يعيش مخاضاً كبيراً بين خياري الوحدة والتطوير من جهة والتقسيم والحروب الأهلية من جهة أخرى.

فقد شهد الوطن العربي خلال الأشهر الستة الماضية تطورات هامة وإستراتيجية هامة فتحت الباب أمام متغيرات كبيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات سواء لجهة تطوير الأنظمة العربية نحو المزيد من الديمقراطية والحرية والتنمية أو الذهاب نحو حروب أهلية والتقسيم والعودة إلى الوراء.

والمرجع السيد محمد حسين فضل الله(قده) كان من أوائل العلماء الذين دعوا للثورة والمقاومة والتحرك ضد الطغاة والظالمين وتعزيز الحريات والنقد وعدم الخوف من الاستبداد وقد حمل على مدار الستين عاماً من نضاله وجهاده هموم المستضعفين والفقراء في كل الوطن العربي والإسلامي والعالم، وقد قدَّم سماحته الكثير الكثير من التضحيات دفاعاً عن دعوته للتحرر والتطور سواء على صعيد القوى والحركات الإسلامية أو لجهة التحرر من الاستبداد والظلم والاحتلال.

ولا بد أن نعيد التذكير بمحاولات الاغتيال العديدة التي تعرض لها سماحة السيد سواء من قوى حزبية عربية بسبب مواجهته للظلم والاستبداد أو من قبل دول عربية وغربية بسبب تبنيه لخيار المقاومة والتحرر..

كما أن مواجهته للتخلف والتطرف داخل البيئة الإسلامية أدت إلى تعرضه لحملات شعواء كادت تؤدي بحياته في أكثر من مرة.

إذن وفي أجواء الاستعداد لإحياء الذكرى السنوية لرحيل سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(قده) وفي ظل التطورات التي يشهدها الوطن العربي لا بد أن نؤكد على الشعارات والمبادئ التي دعا إليها سماحته أي الوحدة في مواجهة التقسيم والحروب الأهلية وخيار الحرية في مواجهة الظلم والاستبداد والقمع، وخيار تطوير الفكر الإسلامي في مواجهة التطرف والمغالاة، وخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال والاستعمار، وهذه هي الأسس التي ينبغي العمل على أساسها في هذه اللحظات الهامة والخطيرة التي تمر بها أمتنا.

السابق
ريفي في السعودية
التالي
لنتخلص من الصهيونبة وننهي الاحتلال