البناء: يوم النكسة يستحيل في الجولان يوماً للمقاومة

بالأمس كان الحدث في الجولان. فالخامس من حزيران عام 1967 الذي عرفه العرب بيوم «النكسة» طيلة العقود الماضية حوله السوريون والفلسطينيون في الجولان بالأمس الى يوم المقاومة والإصرار على استعادة الحقوق من العدو المغتصب للأرض، فقد قدم الشباب السوري والفلسطيني أرواحهم مرة جديدة على مذبح استعادة فلسطين، موجهين رسالة الى الصهاينة والمجتمع الدولي مفادها أن السعي الى تغيير المعادلات في الداخل السوري من خلال المراهنة على التخريب وبعض الجماعات المسلحة لن يجدي نفعا. لقد غير هؤلاء الشباب على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة المشهد في المنطقة بشكل كامل، وأعادوا الى الدم لونه القاني حيث سقط عدد كبير من الشهداء والجرحى بالرصاص الحي الذي اطلقه جنود الاحتلال عليهم خلال تجمعهم عند الشريط الفاصل بين سورية وفلسطين المحتلة في الجولان.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي أن 23 شخصاً استشهدوا حتى ساعات المساء الأولى أمس في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 300 عندما أطلق جنود «إسرائيليون» النار على متظاهرين سوريين وفلسطينيين، كانوا يحاولون عبور خط وقف اطلاق النار في هضبة الجولان السورية التي تحتلها «اسرائيل».

وأورد التلفزيون في السياق نفسه أنَّ «من بين القتلى إمراة وطفل»، فيما أفادت المعلومات الصحافية أنَّ «مئات المتظاهرين رفعوا الأعلام الفلسطينية والسورية وحاولوا قطع الأسلاك الشائكة قبل حقل الغام أقامته «إسرائيل» قرب بلدة مجدل شمس في الجولان».

وفي وقت لاحق من مساء امس أعلن المتظاهرون في منطقة القنيطرة في الجولان أنهم قرروا البدء باعتصام مفتوح هناك، وقد توافد آلاف الشباب الى المنطقة دعما للمتظاهرين.
قتيلان للعدو
وقد افادت المعلومات الواردة من الجولان ايضا ان لغما ارضيا انفجر بآلية عسكرية «اسرائيلية» في الجولان ما ادى الى اصابة عدد من الجنود «الإسرائيليين»، فيما ذُكر في وقت لاحق أن إثنين منهم قد قتلا لدى نقلهما الى المستشفيات العسكرية الصهيونية في المنطقة.

وأدت التحركات على الحدود الى رفع مستوى التوتر ما دفع بديوان رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو الى إصدار بيان حمل فيه الحكومة السورية كامل المسؤولية عن أحداث العنف على الحدود في شمال هضبة الجولان.
وجاء بيان نتنياهو بعدما أعلن الناطق بلسان «الجيش «الإسرائيلي» يوآف مردخاي» الرواية الصهيونية عن الأحداث التي جرت في الجولان، مشيرا الى ان قواته تمكنت من احتواء الأحداث في الهضبة السورية المحتلة، لافتاً إلى أن «المعطيات المتوافرة تتحدث عن إصابة 12 متظاهراً بجروح عند الجانب السوري من الحدود». وأشار مردخاي في حديث الى الإذاعة الصهيونية إلى أنه «لا يمكن تأكيد وقوع قتلى». وأضاف إن «حوالى 150 متظاهراً جاؤوا من الأراضي السورية إلى السياج الحدودي وحاولوا اختراقه وقد حذرهم الجنود بإطلاق عيارات تحذيرية في الهواء، وعندما لم يتوقفوا أطلق الجنود العيارات النارية باتجاه الجزء الأسفل من أجسام المتظاهرين».
وقالت المصادر المتابعة لما يجري من مواجهة حية عند أطراف الجولان إن الأجواء كانت متوترة للغاية وان الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.

الضفة والقطاع
كما شهدت مدن الضفة الغربية تظاهرات حاشدة باتجاه جدار الفصل العنصري، وقد سارت تظاهرة حاشدة من الضفة باتجاه معبر قلنديا وأخرى من القدس المحتلة وشارك في التظاهرتين العديد من نشطاء السلام من الدول الأوروبية والآسيوية. وقد أدت المواجهات هناك إلى سقوط العشرات من الجرحى ج
راء الرصاص الحي والمطاطي. كما قامت عشرات التظاهرات الأخرى باتجاه حواجز الاحتلال في مدن الضفة الغربية. كذلك شهد قطاع غزة تظاهرات باتجاه المنطقة الفاصلة مع فلسطين المحتلة.
الجنوب
وعلى طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة قامت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بعملية استنفار شاملة خاصة عند بوابة فاطمة وصولاً حتى عديسة. وأفيد عن دوريات مؤللة وراجلة من جانب قوات الاحتلال «الإسرائيلي» خاصة في القطاع الشرقي وصولاً حتى مزارع شبعا. كما قام الجيش اللبناني بتعزيز وجوده في كفركلا. كذلك سيّرت قوات الطوارئ الدولية دوريات على طول المنطقة المحاذية للشريط الشائك.

وأفيد أن عشرات الفلسطينيين تمكنوا من الوصول إلى كفركلا، لكن القوى الأمنية منعتهم من الاقتراب من الشريط الشائك.
وقد شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان أمس عمليات إقفال شبه كامل واعتصامات تعبيراً عن التمسك بحق العودة، بعد أن منعت القوى الأمنية اللبنانية تسيير تظاهرات باتجاه الشريط الشائك مع فلسطين المحتلة.

سورية: مقتل 4 وجرح 20
وضبط أسلحة ومتفجرات
في موازاة ذلك، واصلت ما تسمى بالمعارضة السورية سلوك طريق الاضطرابات والدعوات المستمرة إلى التحرك في عدد من المناطق، رغم كل الإيجابيات التي صدرت عن القيادة السورية أخيراً والمتمثلة بالعديد من الإجراءات التي كان آخرها العفو العام عن كل الموقوفين السياسيين والإسراع بالخطى لبدء الحوار.
وأمس، واصلت المجموعات الإرهابية تحركها، وأكدت المعلومات أن مجموعات مسلحة هاجمت في محافظة ادلب العديد من المباني الحكومية وعاثت فيها خراباً وتدميراً وحرقاً، كما احتلت بعضها في جسر الشغور.
وأعلنت السلطات السورية أمس مقتل اربعة اشخاص واصابة اكثر من 20 من افراد قوات الامن السورية خلال المواجهات في محافظة ادلب.
وقالت وكالة الانباء السورية «سانا» ان «مجموعات ارهابية مسلحة تقوم منذ الامس (الأول من أمس) بمهاجمة عدد من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة ومجمع المخافر في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة ادلب شمال سورية».
واشارت ايضا الى ان المجموعات المسلحة استخدمت في هجومها الارهابي مختلف انواع الاسلحة وفجرت مبنى البريد التابع للمدينة باستخدام انابيب غاز وقامت بحرق وتخريب عدد من المباني العامة والخاصة، بالاضافة الى قطعها الطرقات مثيرة بذلك الخوف والرعب في قلوب المواطنين الذين ناشدوا السلطات المختصة التدخل بقوة لحمايتهم من هذه المجموعات واعادة الامن والاستقرار الى المدينة.

الداخلية السورية
وفي السياق، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن مجموعات من «العناصر الإجرامية المسلحة» هاجمت مركز الطرق العامة في الزعينية في منطقة جسر الشغور وجرى تبادل لإطلاق النار بين المسلحين وعناصر المركز ما أدى إلى إصابة الشرطي يوسف قسوم بطلق ناري.
واضاف البيان: «أن مجموعة إجرامية مسلحة أخرى هاجمت مخفر ناحية بداما ومخفر اليوسفية واحتجزت شرطياً وعائلته في منطقة اليوسفية واستولت على أسلحة المخفرين فيما قامت مجموعة مسلحة أخرى بمهاجمة مركز عناصر الجيش الشعبي في قرية الحسينية في منطقة جسر الشغور وجرى تبادل لإطلاق النار أدى إلى استشهاد أحد عناصر الجيش الشعبي وقتل أحد المهاجمين وما زالت عمليات البحث والملاحقة جارية لإلقاء القبض على المسلحين وتقديمهم الى العدالة».

وفي مجال متصل ذكرت «سانا» أن عناصر الجيش والقوى الأمنية ضبطت في مدينة الرستن في محافظة حمص وسط البلاد أسلحة وذخائر ومواد متفجرة وحارقة استخدمتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال اعتدائها على المواطنين وعناصر الجيش وقوات الأمن والشرطة والممتلكات العامة والخاصة.

وعرض التلفزيون السوري صوراً متنوعة لأسلحة وذخائر من بينها قنابل يدوية الصنع وألغام وسيارات مزودة بمدافع رشاشة معدة خصيصاً للإرهاب والتخريب إضافة إلى مواد متفجرة وأسطوانات غاز معدة للانفجار ومواد مشتعلة وقنابل مولوتوف، كما قام المخربون أيضاً بوضع المتاريس باستخدام أكياس رمل تستهدف عناصر الجيش والأمن.

وقامت المجموعات الإرهابية باستخدام هذه الأسلحة والمعدات خلال إحراقها مديرية منطقة الرستن والعديد من الأبنية العامة والخاصة الأخرى إضافة إلى إحراق عدد من السيارات وقطع الطرقات بالحاويات والإطارات المشتعلة وتخريب شبكات الهاتف وأعمدة الكهرباء والإنارة.

الحوار
في هذا الوقت، أفادت المعلومات أن هيئة الإشراف على الحوار الوطني ركزت في اجتماعها الأخير على مجموعة من الإجراءات تأتي في سياق تثبيت المعالجة السياسية للأزمة.
وأكدت مصادر اللجنة حرص أعضائها على تقدير أهمية الزمن في أن تترك المعالجة السياسية مرتسماتها على الواقع وذلك وصولاً إلى مؤتمر حوار وطني شامل.
الأبواب مفتوحة
وكانت الهيئة قد أكدت في بيان سابق لها اثر اجتماع برئاسة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، أن أبواب الحوار الوطني مفتوحة أمام جميع الشخصيات والقوى السياسية الوطنية في داخل الوطن وخارجه، بما يحقق المصلحة العليا للبلاد ويصون وحدتها وأمنها.

واستعرضت خلال الاجتماع مجموعة من الآليات والمقترحات التي من شأنها توسيع قاعدة الاتصال التي يجري العمل عليها حالياً وصولاً إلى تحقيق أهداف الحوار الوطني الشامل الذي يقوده الرئيس بشار الأسد.
ورحبت الهيئة بجميع الأفكار والمقترحات التي من شأنها تعزيز المسار الحالي للإصلاح السياسي بغية اعتماد الصيغة المثلى لمؤتمر الحوار الوطني.
الإنترنت
وعلى عكس ما أشيع أخيراً، فإن خدمة الانترنت غير مقطوعة في كل المدن والمحافظات السورية، وهو ما ينفي كل ما أشيع عكس ذلك ويدحض الادعاء الأميركي بالقلق الذي أبدته واشنطن على لسان وزيرة خارجيتها من قرار قطع خدمة الانترنت.
وكانت السلطات السورية قد أفرجت السبت الماضي بموجب العفو الرئاسي عن المعارض السوري الكاتب علي العبدالله عضو قيادة «إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي».

ونقلت مصادر قانونية أن العمل يجري لإنهاء قضايا أكثر من 300 معتقل إسلامي وكردي كانت محكمة أمن الدولة العليا التي ألغيت في شهر نيسان الماضي قد أصدرت أحكاماً بالسجن بحقهم.
روسيا تتهم الغرب بالتدويل

في المواقف، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة تدويل النزاع في سورية. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» عن لافروف السبت قوله: «نحن قلقون لتمسك بعض الجهات الغربية بمحاولة تدويل النزاع في سورية»، محذراً من أن «تسييس التعامل مع النزاع في هذه الدولة أو تلك يؤدي فقط إلى دفع الأفرقاء إلى مزيد من التشدد».

ودعا الوزير الروسي إلى «اعتماد معايير موحدة في التعامل مع الأوضاع الحرجة في دول المنطقة على حد سواء».

الوضع الحكومي
على صعيد آخر، فقد تواصلت اللقاءات والاتصالات في شأن تشكيل الحكومة، والتقى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي مساء المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، مع العلم أنه كان التقى أول من أمس الحاج حسين خليل المعاون السياسي للسيد نصرالله، ولم يتمكن من لقاء النائب خليل لوجوده في الجنوب.

وقالت مصادر مطلعة إن الأجواء ما زالت إيجابية وهناك متابعة للأمور العالقة القابلة للحل، وعملياً، فإن مسألة الحقائب باتت محسومة ودخلت في مرحلة الأسماء حيث هناك مقاربة معينة يجري تطبيقها لذلك.
تذليل عقبات
ووفق مصادر سياسية مطلعة على الأجواء، فإن الاتصالات التي حصلت في الساعات الماضية لم تبت بالكامل بعض العقد المتصلة ببعض الحقائب الوزارية، وإن كان جرى تذليل بعض التعقيدات المتصلة بعدد من الحقائب وهي: أن يعطى عون مع حلفائه في تيار المردة وحزب الطاشناق ثماني حقائب مع وزيري دولة.
وكشفت المصادر أن هناك بعض الحقائب جرى حسمها مبدئياً وستكون من حصة عون وحلفائه وهي: الطاقة، الدفاع، السياحة، الاقتصاد والعدل. لكن المصادر أوضحت أن موضوع الاتصالات لم يُبَتْ حتى الآن حيث يرغب الرئيس المكلف بأن تكون من حصته أو حصة رئيس الجمهورية. كما أن الاسم الماروني السادس لم يبت حتى مساء أمس، مشيرة إلى أن الحديث عن توافق أولي حول إحدى الشخصيات المارونية مثل رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق غالب غانم ليس دقيقاً.

أضافت إنه إذا أصر العماد عون على حقيبة الاتصالات فعندها سيطرح من جديد قضية وزارة العدل حتى موافقة الرئيس المكلف على هذا التبديل، وبالتالي ستكون العدل من حصة رئيس الجمهورية أو يصار إلى اتفاق حولها كما حصل مع حقيبة الداخلية. كما أشارت المصادر إلى أنه إذا أصر عون على الاتصالات فهو سيطالب بالتخلي عن وزارة الاقتصاد مقابل إعطائه الثقافة أو الإعلام.

كما أشارت المصادر إلى أن تمثيل المعارضة السنية السابقة لم يحسم حتى الآن وإن كانت هناك أسماء يجري التداول بها مثل محمد القرعاوي أو أحمد طبارة.
وأوضحت أن العماد عون وكذلك حزب الله لم يرفعا أسماء مرشحيهما إلى رئيس الحكومة المكلف في وقت تقدم الرئيس بري بأسماء مؤخراً لكنه عاد وأجرى تبديلاً في اسمين منها، مشيرة إلى أن من بين الأسماء التي اقترحها بري على دفعتين النائب علي حسن خليل وشخصية من آل بحسون وأخرى من آل وزني إضافة إلى شخصية بقاعية.

جلسة الأربعاء
وبالنسبة الى جلسة مجلس النواب بعد غد الأربعاء لوحظ أن نواب «المستقبل» شنوا حملة شعواء على الرئيس بري، الأمر الذي قابلته ردود من نواب «التنمية والتحرير». ونقل الزوار عن الرئيس بري أمس تأكيده مرة أخرى السير في الدعوة إلى النهاية وأن الجلسة قائمة في موعدها، مجدداً في الوقت ذاته رفض الاجتهادات والمحاولات التي ترمي إلى فشل البلد والمؤسسات.

السابق
الاخبار: الجولان يشتعل مجدّداً: 23 شهيداً ومئات الجرحى
التالي
النهار: تقاذف الكرة حول عرقلة “التفاهم” الحكومي