أبي رميا: عون حليف الأميركيين في النضال ضد حزب اله

استغلّ سيمون أبي رميا فرصة وجوده في باريس، ليطلب من المسؤولين في السفارة الأميركية اعتبار ميشال عون حليف الولايات المتحدة في نضالها ضد حزب الله، مشيرا إلى ضرورة نزع إيديولوجية حزب الله وليس سلاحه فقط. وشرح أبي رميا كذلك أنّ هدف عون من وثيقة التفاهم مع الحزب هو خلق المناخ المناسب لنزع سلاحه نهائيا، قائلا: وفي حال رفض تسليم سلاحه بعد تحرير مزارع شبعا، سينقلب عليه العونيون.

ففي مذكرة سرية تحمل الرقم 07PARIS1883 صادرة عن السفارة الأميركية في باريس في 11 أيار 2007، جاء عن لقاء جمع بين مراقب شؤون الشرق الأدنى في السفارة الأميركية في باريس وممثل ميشال عون فيها "التابع المخلص" سيمون أبي رميا، نزولا عند طلب الأخير في 10 ايار. وبعد الدردشة في موضوع زيارة عون المرتقبة للعاصمة الفرنسية، هاجم المسؤول الأميركي نظرية أبي رميا التي تقول إن على الأميركيين اعتبار عون حليفا لهم في نضالهم ضد حزب الله. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن عون لم يظهر أي قدرة على تعديل أسلوب حزب الله أو خطابه، مشددا على أن لا سوريا ولا حزب الله يدعمان وصول عون إلى كرسي الرئاسة. وسأل: متى سيدرك عون الحقيقة القائلة إنّ حزب الله يقوم باستغلاله؟

وأضاف المراقب الأميركي أنّ أفعال عون، ومن ضمنها معارضته الفصل السابع في قرار الأمم المتحدة، ليست أفعال صديق أو حليف للولايات المتحدة، مشدّدا على أنّ وجهة نظر أبي رميا تخسر مصداقيتها سريعا. وحتى إنّ ممثلي عون ستتقلص فرص اجتماعهم بمسؤولين أميركيين ما لم يحاولوا حرف مسار عون نحو وجهة أكثر إيجابية. وحذّر المراقب الأميركي قائلا: طالما يستمرّ عون في مساره الحالي في استرضاء سوريا وحزب الله ومواجهة فريق 14 آذار، ستبقى علاقته بالأميركيين متعثّرة (وقدّم الأميركي مثال ياسر عرفات الذي واجه مشكلة المصداقية ذاتها مع الولايات المتحدة في الأشهر التي سبقت إسقاطه من حسابات الأميركيين، وكان ذلك بسبب زيادة ثقته بنفسه وتفضيله الجري وراء أوهامه الذاتية على أن يأخذ بنصيحة الأميركيين).

وجاء في المذكّرة أنّ سيمون أبي رميا، الذي كان يدوّن الملاحظات الأميركية في دقّة، قال بوجوب نزع إيديولوجية حزب الله وليس سلاحه فقط، مشيرا إلى أنّ الحلّ يكمن في تحرير مزارع شبعا، الذي سيسلب الحزب ذريعة الإبقاء على سلاحه. وأضاف: إذا رفض الحزب حينها تسليم سلاحه سينقلب عليه العونيون والكثير من الشيعة، مشيرا إلى أنّ الفلسطينيين الموجودين في المخيّمات يجب أن يعودوا إلى فلسطين، بما أنّ المسيحيين والشيعة لن يقبلوا أبدا توطينهم في لبنان. وشرح أنّ حزب الله لن يسلّم سلاحه ما دام الفلسطيني مسلّحا، قائلا: لا يمكن هزيمة حزب الله عسكريا من قبل أي تحالف قوى داخلي-خارجي، "فحزب الله ليس مجرّد ألف مقاتل، فهو يتمتع بدعم تسعين في المئة من شيعة لبنان، ونصر الله قادر على تجنيد مئة ألف مقاتل خلال أسبوع".

وشرح أبي رميا أنّ عون عازم على بناء مناخ ثقة مع حزب الله الذي سيسهّل عملية نزع سلاحه نهائيا. ووافق أبي رميا على أنّ لا سوريا ولا حزب الله يريدان وصول عون إلى الرئاسة، ذلك لأنّ عون مستقلّ جدا، قائلا إن للسبب ذاته يجب على الولايات المتحدة أن تدعم عون. وقال إبي رميا إنّ قيادات 14 آذار، وخصوصا سمير جعجع ووليد جنبلاط، لم يتمكّنا من إيجاد حل لمسألة نزع سلاح حزب الله. وكشف أبي رميا أنّ عون ليس متوافقا مع الحزب من أجل الوصول إلى مجد الرئاسة، ولكن لأنّ مناصريه فقط يعرفون أنّه هو وحده قادر على استيعاب حزب الله. وختم مداخلته طالبا إعلامه بخطة الأميركيين في حال توصّلهم إلى أي حلّ في خصوص نزع سلاح حزب الله، وسأل "ما هي خطتكم؟"

فأجاب المراقب الأميركي أنّ أسس الخطة الأميركية واضحة، وهي مبنيّة على تشكيل المحكمة الخاصة بلبنان التي ستزيد من قدرة التأثير الأميركي في سوريا، واستبدال إميل لحود برئيس وليس بدمية سورية، وتضييق الخناق على تهريب الأسلحة في سبيل منع وصول الأسلحة الثقيلة إلى حزب الله.

أما بالنسبة إلى مزارع شبعا فأوضح المراقب الأميركي أنّ حزب الله سبق أن أشار إلى أنه سيبتدع ذريعة جديدة لمهاجمة إسرائيل، كما أن اللبنانيين، دعاة الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا، لم يقدمّوا حتى الآن أي تفسير لمصلحة إسرائيل في هذا الموضوع.

وفي ختام المذكّرة استفسر أبي رميا عن إمكان اجتماع عون بالسفير ستابلتون أو بأي مسؤول من السفارة الأميركية خلال الزيارة المرتقبة لباريس، فشدّد المراقب الأميركي على أنّ السفير فيلتمان هو محاور عون، وأنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تريد تعكير المياه عبر فتح أي قنوات أخرى جديدة.قيم المقال
654321التعليقات

السابق
عون: حزب الـله يحتاج إليّ ولا أحتاج إليه
التالي
“شَرارة” بن جلّون في الربيع العربي