نصر الله يهدد السعودية؟

يا لها من سخرية.. زعيم حزب الله يهدد المملكة العربية السعودية، ويدافع عن النظام القمعي السوري في يوم ذكرى وفاة الخميني، حيث تغنى حسن نصر الله بما سماه المميزات التي تركها الولي الفقيه لإيران والإيرانيين!
في ذلك الخطاب، يقول نصر الله إنه في حال تقسمت سوريا، فالدور على السعودية، في تهديد واضح وصريح للرياض من قبل زعيم حزب الله الذي يكشف يوما بعد آخر عن وجه طائفي، وجهل سياسي، وضعف بالذاكرة أيضا. وكما قلنا سابقا، فمع كل تصريح لنصر الله يتورط ويورط حزبه أكثر. فنصر الله، الذي يتحدث اليوم عن مشروع تقسيم أميركي في المنطقة يستهدف سوريا، يتناسى ما قاله هو بنفسه تعليقا على ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يوم أعلن أن خادم الحرمين الشريفين قد رفع يده عن ملف الوساطة اللبنانية، وحذر وقتها الفيصل من خطورة تقسيم لبنان.

بعدها خرج نصر الله معلقا، بل متهكما، على تصريح الفيصل، وقال في خطاب متلفز إنهم يقولون إن هناك خطرا على تقسيم لبنان «يا عمي شو هالحكي.. لبنان كله هالقد» مشيرا بكف يده، وهو يتبسم باستخفاف. واليوم يخرج نصر الله نفسه ليحذر من خطورة التقسيم، فهل من سذاجة أكثر من هذه؟ بل دعونا نتأمل الموقف بدقة أكثر، فنصر الله يدعم شيعة البحرين المطالبين بالجمهورية البحرينية الإسلامية ولا يخشى من أضرار التقسيم، أو المخطط الأميركي، لكنه يخشى التقسيم اليوم في سوريا لأن الشعب المحكوم من قبل أقلية – تحكم كالملكية – هب يطالب بحقوقه وكرامته! فيا سبحان الله، هل بعد هذه الطائفية طائفية؟

تهديد نصر الله للسعودية واضح، وأهدافه كذلك.. فزعيم حزب الله بيننا مثله مثل «محللي» النظام السوري في الفضائيات العربية، إلا أن نصر الله يعتبر «محلل» إيران على الأرض وبالسلاح الذي يختطف به لبنان، وهو السلاح الذي لن يفيده، خصوصا إذا ما لاحظنا أمرا مهما في خطابه الأخير، الذي هدد فيه السعودية، حيث كشف نصر الله عن خوف عميق يعتريه، إذ نادى بضرورة تطوير مفهوم الدولة في لبنان، في محاولة واضحة لاستباق ما هو آت بعد سقوط النظام السوري. فنصر الله، وإن تظاهر بالثقة ولاطف جمهوره بالقول بأن دولة الولي الفقيه لا يوجد فيها شباب «ستار أكاديمي»، فهو بالتأكيد قد سمع الشباب السوري يهتف: «لا إيران ولا حزب الله.. بدنا مسلم يخاف الله». ونصر الله يعرف جيدا أن هذا ليس هتاف شباب «ستار أكاديمي» في سوريا، بل هتاف من قال بصوت مسموع: «الموت ولا المذلة».

عليه، فإن تهديد نصر الله للسعودية واضح، ودعمه للنظام القمعي السوري واضح كذلك، ويكشف عن وجه طائفي، مثل ما يكشف عن ورطة حزب الله اليوم، الذي يعرف أن سقوط نظام دمشق يعني انهيار سياسة إيران الخارجية، ونهاية الحزب نفسه، وهذه كل القصة، التي نشاهد أكثر فصولها تشويقا اليوم!

أما بالنسبة للسعودية، فنصر الله وإيران، يعلمان جيدا أنه لا خوف على من «عبر الجسر»!

السابق
حركة مشاورات نشطة لحسم الأسماء وتوقعات بولادة قريبة للحكومة
التالي
صحوة مفاجئة:توافق سليمان وعون