قبلان: نريد حكومة تشعر المواطن بالأمن والاستقرار وتطمئنه الى مستقبله

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة استهلها بالقول: خص الله يوم الجمعة بسورة مباركة في القرآن الكريم، وهو يوم مبارك تجتمع فيه القلوب المؤمنة ويتوافد أهل الخير والإيمان لأداء فريضته، أمام هذا الواقع علينا أن نتدبر الأمر ونصغي لنداء أهل الحق ونعمل طبق الموازين الشرعية، ونستجيب للقيم والحكمة البالغة، فيوم الجمعة يوم علينا فيه إعادة حساباتنا وتفقد أنفسنا بمحاسبتها وتخليصها من عواقب الأمور، فالانسان مرهون بعمله، ونحن كمؤمنين علينا ان ندور في فلك الإيمان والإسلام والتعاليم الربانية ونبتعد عن الكيدية والضغينة والحسد والعداوة والبغضاء، ونتمسك بحبل الله ونأتمر بأمره ونبتعد عن نواهيه، نقول الحق من اجل تحقيق الحق، ونبتعد عن المهاترات والضغائن والإساءة، ونكون باستمرار متمسكين بحبل الله متوكلين عليه بحركته بسكونه، فعلينا ان نلتزم الحق من اجل الوصول إلى الحقيقة ونبتعد عن المهاترات والضغائن والاعتداء.

أضاف: وضعنا لا يطمئن، لذلك نقول للجميع اتقوا الله في بلاده وفي عباده، وابتعدوا عن الفتنة والتحدي والضوضاء، ونطالب بالهدوء وعدم الخروج عن الصواب والاستقامة، فالبلاد لا تنهض الا بالعمل الصالح والورع والتقوى، بلادنا معرضة للاهتزازات والشحناء، فعلينا معالجة الأمور بالهدوء والروية والحكمة والابتعاد عن الفتنة، كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب، ان بلادنا معرضة للويل والثبور ومدلهمات الأمور، فعلينا ان نتماسك ونتعاون ونبتعد عن المطبات السيئة، وعن الفتنة المهلكة، ونعمل دائما في خط الاستقامة التي تصب في صالح الناس.

وتوجه إلى رجال الدين بالقول: نقول لكل رجل دين، من أي دين او مذهب انتمى، ان يضع نصب عينيه صلاح ذات البين والابتعاد عن الشهوات والمنكرات، فالدين قيم ومبادئ ووسائل وطرق، وإسلامنا دعا إلى الإصلاح والصلاح والتقوى والورع، ونحن في هذه الايام في شهر رجب شهر الخير شهر امير المؤمنين علي بن ابي طالب وهو ذو شان كبير كان ولا يزال نصير الفقراء كبير في أخلاقه عظيم في سيرته بعيد عن المهاترات والعدوات، الامام علي له شأن كبير ومحطته في القلوب كبيرة وهي عامرة بحب هذا الإنسان الذي اصر على الدعوة لله وتمسك بحبل الله وابتعد عن كل فتنة وضغينة وكيدية، همه الوحيد بقاء الإسلام في خطه المستقيم في طليعة المبادئ الحية، نحن مع علي بن ابي طالب وعلي مع الرسول، والنبي رسول الحق والإسلام والايمان، نقرأ سيرة هذين الرجلين، هي سيرة واضحة وضاءة لا ريب فيها، ولا شك يعتريها، ولا زيغ يتسرب اليها، نعمل لمصلحة العباد ونبتعد عن الشرذمة والإساءة والغلظة، نرفض الظلم، وندعو الالتراجع عنه.

وتطرق قبلان إلى الوضع في الدول العربية فقال: اليوم بلاد البحرين تئن وجعا وألما، نقول لحكام البحرين انظروا لمن كان قبلكم وخذوا العبر، فهناك حكام حكموا أكثر من 30 سنة وكانت عاقبتهم وخيمة لكثرة ظلمهم، فعندما انحرف الحاكم ضاقت به السبل وقام الشعب رافضا الاستمرار في التسلط والتحكم، معمر القذافي كان مجهول الحسب والنسب ولا يزال هدم ليبيا واعتدى على حرماتها لم يتعلم من الماضي، نقول لعبد الله صالح اتق الله في العباد والبلاد، ونقول لآل خليفة في البحرين بقاء الحال من المحال ارحموا الناس، الفئات الشعبية لم تطالب بازاحتكم بل بانصافكم وانصاف الشعب، يجب ان لا تتحكم فيكم العصبية والغلظة، فالتحكم فساد، إن بقاء الإنسان مرهون بأعماله ولا يستمر اذا كان ظالما ومعتديا ومتجنيا، هذه الشعوب ستنتفض على رعاتها وحكامها، وستدخل هذه الشعوب من الباب الواسع للحرية والديموقراطية والعدالة والإنصاف والمساواة، فإلى أين انتم ذاهبون؟ إلى المصير المحتوم.

أضاف: ها نحن في ذكرى رحيل الإمام الخميني الذي انتفض وحقق مطالب الشعب بإزاحة الشاه وطرده، فالامام الخميني رحمه الله عظيم من عظماء البشر ارتحل عن الدنيا ولم يملك شيئا ولا درهما ولا دينارا، كان هدفه تصحيح مسيرة الإنسان واعلاء شأنه وتصحيح وضعه ووضع الشيء في محله.
واشار الى اننا في رجب، وهو شهر الله شهر الخير والبركة شهر المبعث الشريف والإسراء الكريم والمعراج المميز، لذلك نطالب الجميع أهل الحكم والمتسلطين على رقاب العباد ان يحكموا ضمائرهم، وان يدينوا لله بالعبودية الحقة ويبتعدوا عن الانحراف والاهانة والظلم واللؤم كونوا يدا واحدة حتى ننهض بشأن الأمة ونتعامل في ما بيننا بما يريده الله ونبتعد عن معاصيه، نريد من الناس ان يعدلوا وينصفوا أنفسهم اولا ثم ينصفوا الناس ثانيا، ابتعدوا عن المزالق والمهاوي والاهواء والاحقاد والحسد، فنحن نريد الراحة والاستقرار والسلامة، فابتعدوا عن كل فتنة وغضاضة.
وأكد انه يتوجب علينا بناء حكومة جديدة تنقذنا من المراوحة، ونعمل من خلالها بإنصاف، نبتعد عن الإساءات ونتجاوز المصالح الضيقة، ونعمل بما يرضي الله، ونبتعد عن الفوضى والارتجال ويكون الهم الوحيد عندنا رضا الله والعمل بتعاليمه، فالأنظمة ليست منزلة ولكنها وجدت لضبط الامور ولتتعاون بينها وبين الناس، وعليها ان تكون راعية لحركة العباد ومصالحهم.
وتساءل عن البطء الحاصل في تشكيل الحكومة، وعدم الاكتراث لمطالب الناس وحقوقها وحاجياتها، مخاطبا المسؤولين بالقول: ما بالكم؟ وما جرى لكم؟ لماذا التباطؤ في تشكيل الحكومة؟ فعليكم ان تعملوا من خلال ضمير حي وقول الحق وعمل مستقيم، فالشعب يريد حكومة تشعره بالأمن والامان والاستقرار وتطمئنه لمستقبله.
وتابع: انصح اللبنانيين ان يكونوا سندا حقيقيا لبعضهم البعض، ويتوجهوا جميعا لدعم مسيرة الإنقاذ، والابتعاد عن الفتن والكيدية والحقد نريد لبنان ان يكون عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، نريد لبنان ان يكون مركز حضارة، نريد لبنان ان يكون مركزا للعيش المشترك والإنصاف والمساواة، نطالبكم ايها المسؤولون عدم الإهمال والتسويف والتأجيل، نريد لبنان يتساوى فيه جميع الناس وينالوا جميع حقوقهم، ويبقى لبنان بلد الإنسانية بلد الخير والمصلحة العامة.
وطالب الجميع ان يكونوا في مستوى المسؤولية وان يبتعدوا عن كل ما يضر بمصلحة لبنان وشعبه، ان ملجأنا ومحط الآمال عندنا ان يبقى لبنان حضاري ومتقدم، في ذكرى الانتفاضات العربية نطالب بالتصحيح وعدم السير في الفوضى، نريد قوانين تخدم الناس ودساتير تنقذ العباد، نريد حركة اجتماعية لا تفرق بين دين ودين ومنطقة وأخرى، فعدو العالم الحقيقي هو العدو الصهيوني، فعلينا ان نحاصره بقيمنا وطروحاتنا النورانية وبأعمالنا ووحدتنا، فكونوا يدا واحدة في سبيل الإنقاذ. 

السابق
حسين الموسوي: الحرية البناءة بدل الفوضى الهدامة
التالي
شكر:الاكثرية متفائلة بقرب التشكيل وجدية الامر تتبين خلال 48 ساعة