الزعتري: ضميري مرتاح لكل ما قدمته للغرفة

"يعيش لبنان اليوم أسوأ وضع اقتصادي يمر عليه، فاللبنانيون ضيعوا فرصاً كبيرة كان من الممكن أن تنمي الاقتصاد ولم يستغلوها لمصلحة الوطن والشعب، فلو استطعنا أن نستغل هذه الفرص لكان الوطن اليوم بأحسن حالاته، ولكن للأسف فالسياسة طغت على كل شيء، ويجب أن نبعد الاقتصاد عن السياسة فالاقتصاد الجيد هو من يؤمن للمواطن العيش الكريم وهو من أهم القطاعات في لبنان والعالم، والقطاعات الإنتاجية إذا عملت دون تدخل وضغوطات سياسية تدفع بالوطن إلى بر الأمان".

بهذه الكلمات بدأ محمد الزعتري رئيس غرفة التجارة والزراعة والصناعة في صيدا والجنوب حديثه لـ"شؤون جنوبية" التقينا بالرئيس الزعتري في مكتبه في الغرفة حيث أخبرنا "أن الهيئة الإدارية العامة في الغرفة عام 1963 لم تتم عبر الانتخاب وإنما كانت تتم بواسطة التعيين ويتذكر فيقول أنه في العام 1967 كان الوزير المرحوم الدكتور سعيد حمادي وزير الاقتصاد قد نظم غرف التجارة وربط انتخابات الرئاسة بالهيئة العامة ففي ذلك الوقت قدمنا أنفسنا لتمثيل منصب رئاسة الغرفة حيث كان عملها يتم على نطاق ضيق جداً وفي العام نفسه أحببنا أن نكون بهذا المضمار وانتخبنا من قبل الهيئة العامة ضمن مجلس إدارة متضامن ولم تكن الغرفة بالشكل التي هي عليه اليوم، بل كانت مؤسسة صغيرة ولم يكن لدينا الإمكانيات الكافية عند تأسيس الغرفة لنقوم بالإنجازات الكبيرة بل قمنا بتوسيع الغرفة التي كانت محدودة المداخيل كما أن النشاط الاقتصادي في الغرفة كان ضعيفاً وغير فاعل وقد قمنا بتوسيع عملها شيئاً فشيئاً حتى غطت الغرفة بعملها مناطق الجنوب كافة من حيث المنتسبين ومن حيث الخدمات التي تقدمها في السبعينات.

ويتابع: "لقد توسعت الغرفة وكبرت الهيئة العامة فيها كما زاد عدد المنتسبين وأصحاب المصالح لها وطورت الغرفة أعمالها ونشاطاتها بطريقة ملحوظة. وبعد ذلك حدثت عدة حروب في السبعينات ونحن استطعنا أن نحافظ على وحدتنا وتضامنا في الغرفة وأثناء الاحتلال الإسرائيلي للبنان سعينا لاستمرار عمل الغرفة لأنه كان لدينا تخوف من توقف البلاد العربية عن الاستيراد من لبنان كي لا تتسرب لها بضائع إسرائيلية كانت تدخل إلى لبنان ونحن من أولى واجباتنا كانت المحافظة على ديمومة التصدير للدول العربية وفي ذلك الوقت حدثت بعض الاتصالات مع المسؤولين وكان الشهيد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله آنذاك لم يدخل مضمار السياسة بعد وكان رجل أعمال وقد ساعدنا كثيراً كي نحافظ على ديمومة التصدير إلى الدول العربية وحصر عملية التصدير في غرفة صيدا حيث أن شهادة المنشأ كانت تصدق من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب بشخصي أنا فقط، وهذا الحل توصلنا له مع الرئيس الحريري رحمه الله".

وعن تاريخ دخول الزراعة إلى عمل غرفة الصناعة والتجارة في الجنوب قال "لقد أدخلت الزراعة إلى عمل الغرفة منذ استلام الرئيس الياس الهراوي رئاسة الجمهورية وقد دخلت الزراعة إلى عمل الغرفة بالتعاون بيننا وبين وزير الزراعة آنذاك. أما عن الخدمات التي تقدمها الغرفة للمزارع في الجنوب فقال: من واجباتنا أن ندعم الزراعة في الجنوب بالدرجة الأولى وكذلك الصناعة والتجارة ونحن أقمنا عدة مشاريع لتطوير الزراعة وتطوير الإنسان وتثبيته بأرضه، كما أقمنا عدة مشاريع بالتعاون مع الاسكوا والاتحاد الأوروبي لتطوير العمل الزراعي والحمد لله فقد نجحنا بذلك، ولا زلنا نعمل على هذه المواضيع حتى اليوم وأهم ما قمنا به هو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ولم نتعاون مع إسرائيل كما ذكرت بالرغم من المغريات التي قدموها لنا واستطعنا أن نحافظ على ديمومة التصدير للدول العربية".

وأضاف "لقد أنشأنا مشروع المختبرات التي تعنى بتطوير وتحسين جودة الإنتاج والتي تساعد قطاعات صناعة المواد الغذائية من حيث استمرارية صلاحيتها مدة أطول واليوم لدينا مشروع توسيع المختبرات كي يشمل صناعات أخرى، كما أنشأنا جمعية احتضان الأعمال من أجل مساعدة المبتدئين بالأعمال الصناعية والتجارية والزراعية ودعمهم ومساندتهم كي يعطوا بطريقة أفضل وذلك باحتضاننا لهم من حيث إيجاد المكان وتسيير وتسهيل عملية التصدير إضافة إلى دعمهم بتحسين عملية التصنع كي ينطلقوا بطريقة أفضل. وأوضح الزعتري "أن مقر الجمعية هو ضمن حرم غرفة التجارة. والانتساب إلى الغرفة غير إلزامي وهو يأتي من الحرية الشخصية وبحسب مصلحة رجل الأعمال أو الملاّك… والانتساب اختياري وليس إجبارياً فالغرفة تؤمن مصالح المنتسبين كالاتصالات الخارجية وللمساعدة بالمعلومات والأبحاث ويستطيع المنتسب أن يسجل الآليات على اسم مصلحته الخاصة، ونحن نفتح له أبواب العمل ونقوم بتوسيع آفاق العمل له كما أننا نقوم دائماً بورش تدريب للمنتسبين كطريقة التعامل مع المصارف وإجراء الحسابات والجدوى الاقتصادية من أي مشروع يود المستثمر أن يقوم به، وأهم ما نقوم به هو المصادقة على شهادة المنشأ، كما نسهل موضوع الحصول على التأشيرات التجارية للدول الأخرى".

وعما إذا كان الرئيس الزعتري تابع لأحد الأطراف السياسية قال: أنا منذ أن تسلمت رئاسة الغرفة صديق للجميع ولكني بعيد جداً عن السياسة ولكن في الانتخابات الأخيرة للغرفة هناك من أحب يدخل السياسيين في الانتخابات وهذا شأنه ولكن أنا أفصل عمل الغرفة عن السياسة كلياً وعلاقتي بآل الحريري هي علاقة صداقة قديمة فالرئيس الشهيد الحريري كان داعماً للغرفة قبل أن يكون سياسياً وقد ساعدنا منذ أن كان يعمل في السعودية واستفدنا من خبراته وطريقة التعاون مع الدول العربية وقد استعنا به كي نطور عمل الغرفة". وعن كيفية التنسيق ما بين الغرفة وبين بلدية صيدا يقول: "أن التعاون بيننا وبين البلدية دائم ونتساعد مع إدارة جمعية احتضان الأعمال فالهيئة العامة فيها هي مزيج ما بين أعضاء الغرفة وأعضاء المجلس البلدي". وعن علاقة الغرفة بالخارج وعضويتها باتحاد الغرف الدولية قال: نحن نقوم دائماً بالاتصالات مع الخارج واتفاقيات مع إيران وتركيا وأوروبا والعالم العربي ودول الصين"… والغرفة هي عضو في غرفة الدولية ونحن جزء من اتحاد الغرف العالمية في الغرف الدولية

وختم: "أنا أعتبر أن غرفة التجارة هي كولد من أولادي وأعتبرها عائلتي كما أفتخر بالعمل الذي قدمته للغرفة وأرى أنني قد أديت قسطي للعلى ويجب أن يأتي الجيل الجديد لاستلامها وأنا قررت هذا الشيء بيني وبين نفسي ولم أترشح هذه المرة للانتخابات ودعمت وساندت من ترشح لهذا المنصب كما أنني عندما تصديت لموقع رئاسة الغرفة لم آت من أجل الرئاسة والوجاهة بل جئت من أجل الخدمة العامة ومن أجل إعلاء شأن الغرفة، فأنا نذرت نفسي للغرفة وأعطيتها من عمري وجهدي أكثر مما أعطيت أعمالي الخاصة فمنذ العام 1967 وحتى اليوم أعطي ولا أسأل والحمد لله ضميري مرتاح".

السابق
لا تظاهرات على الحدود في 5 حزيران
التالي
فادي ماضي: احترام قرارات الجيش اللبناني واقف مع المعتصمين تحت راية العلم اللبناني