استنفار أمني لبناني لمواكبة التحركات الفلسطينية على الحدود في ذكرى «النكسة»

استنفرت الدولة اللبنانية، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، لمواكبة التحرك الواسع والمظاهرات المرتقبة على تخوم الخط الأزرق عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، التي تحشد لها الفصائل الفلسطينية في ذكرى «النكسة». وفي وقت تضاربت فيه المعلومات حول مكان هذه التجمعات، وإمكانية منع الجيش اللبناني تنظيم مثل هذه المظاهرات في تلك المنطقة، منعا لتكرار ما حصل في 15 مايو (أيار) الماضي في نفس المكان في ذكرى النكبة – حيث سقط 11 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من مائة جريح، برصاص الجيش الإسرائيلي – أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش اللبناني لم يتخذ أي قرار بمنع هذه المظاهرات أو التجمعات»، وأشار إلى أن «هناك تنسيقا بين السلطة اللبنانية والجانب الفلسطيني لتأمين الحماية لهذا التحرك، وإبعاد المشاركين فيه عن خطر أي اعتداء إسرائيلي جديد».

وشدد المصدر الأمني على أن «الأجهزة اللبنانية ستتفق مع منظمي هذه المسيرة على النقطة التي سيحصل فيها التجمع والاعتصام، كي لا يكون هؤلاء عرضة للخطر أو في مرمى نيران قوات الاحتلال الإسرائيلية».
في هذا الوقت، أعلن ممثل حركة حماس في لبنان، علي بركة، أن «اللجنة الفلسطينية المنظمة للمسيرة لن تتخذ أي قرار إلا بالتنسيق مع الجهات اللبنانية، وبعد ترخيص تحصل عليه من الجيش اللبناني»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كفلسطينيين مقيمين في لبنان نعتبر أنفسنا ضيوفا، ولا تقبل أن نحوّل القضية من مشكلة فلسطينية – إسرائيلية إلى مشكلة فلسطينية – لبنانية، لأننا نحرص على احتضان أشقائنا اللبنانيين لكل تحركاتنا ودعم قضيتنا، ولذلك لن نخطو أي خطوة في هذا الاتجاه إلا بعد موافقة الدولة اللبنانية عليها».

أما قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان، اللواء منير المقدح، فأشار إلى أن «مسيرة اللاجئين الفلسطينيين التي ستتحرك بعد غد (الأحد) من كل المخيمات الفلسطينية باتجاه الحدود هي مسيرة سلمية وليست مسيرة عسكرية تشكل حالة إرباك للدولة اللبنانية»، مشيرا إلى أن «هناك تحركا شاملا لشعبنا الفلسطيني من كل الدول العربية، والمطلوب من (يونيفيل) حماية هذه المسيرة، ومن القوى اللبنانية كافة فتح المجال لتحركها».
ولفت إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي هو من يحضر جيوشه لممارسة الجرائم، لذلك طلبنا من (يونيفيل) حماية هذه المسيرة التي ستتجه إلى فلسطين».
‎وكانت مصادر ميدانية في الجنوب، أفادت بأن الجيش اللبناني عمم على حواجزه المنتشرة على الطرق المؤدية إلى المنطقة الحدودية في الجنوب «وجوب التدقيق في هويات العابرين إلى المنطقة، مع التشديد على منع مرور قافلات فلسطينية لا يستحوذ ركابها على تصريح خاص بذلك صادر عن الجيش اللبناني».

وأشارت إلى أن «قيادة الجيش اللبناني بصدد (قوننة) أي تحرك فلسطيني باتجاه المنطقة الحدودية التي تم إعلانها عشية ذكرى (النكسة) منطقة عسكرية عند الشريط الحدودي»، أوضحت أن «هذه (القوننة) تقتضي أن تتقدم الجهات المنظمة لمظاهرات (النكسة) من قيادة الجيش بطلب تصريح يتضمن عدد المشاركين في هذه المظاهرات أفرادا وحافلات، بالإضافة إلى تحديد نقاط الانطلاق والتجمع للمتظاهرين لكي يصار بناء عليه إلى منحهم تصاريح رسمية بذلك».
وعقد أمس القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، اللواء ألبرتو أسارتا كويباس، اجتماعا ثلاثيا ضم كبار ضباط الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة على معبر رأس الناقورة الحدودي.
وقد ركز الاجتماع وفق بيان لـ«يونيفيل» على «الحادث المأسوي الذي وقع في 15 مايو 2011 على الخط الأزرق قرب مارون الراس. وقال اللواء أسارتا بعد الاجتماع: «مناقشاتنا اليوم (أمس) ستساعد التحقيق الذي تجريه (يونيفيل) في الأحداث المأسوية التي وقعت في 15 مايو الماضي، وأولويتي الآن هي ختم التحقيق بطريقة سريعة»، مشددا على ضرورة «بذل قصارى الجهد لتجنب وقوع حوادث في المستقبل تؤدي إلى انتهاكات للقرار 1701، وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وكذلك تجنب رفع وتيرة التوتر وخطر التصعيد على طول الخط الأزرق».

وعلى الصعيد السياسي، أجرى الرئيس المكلف، نجيب ميقاتي، اتصالاته مع المراجع الأمنية المختصة بشأن الوضع في الجنوب، في ضوء الدعوة إلى التظاهر من قبل منظمات لبنانية وفلسطينية يوم الأحد المقبل، وأمل خلال استقباله الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل وليامز، أن «يسود الاستقرار في الجنوب، وأن لا تعمد إسرائيل إلى توتير الوضع مجددا، عبر مواصلة اعتداءاتها على المتظاهرين، وخرقها لسيادة لبنان».
استنفار أمني لبناني لمواكبة التحركات الفلسطينية على الحدود في ذكرى «النكسة»

ممثل «حماس» لـ «الشرق الأوسط» : لن نقوم بأي خطوة لا توافق عليها الدولة اللبنانية

جنود إسرائيليون يعملون على تدعيم الشريط الشائك على الحدود اللبنانية أمس استعدادا لمظاهرات مقررة الأحد المقبل بمناسبة ذكرى النكسة (رويترز)

استنفرت الدولة اللبنانية، بأجهزتها الأمنية والعسكرية، لمواكبة التحرك الواسع والمظاهرات المرتقبة على تخوم الخط الأزرق عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية، التي تحشد لها الفصائل الفلسطينية في ذكرى «النكسة». وفي وقت تضاربت فيه المعلومات حول مكان هذه التجمعات، وإمكانية منع الجيش اللبناني تنظيم مثل هذه المظاهرات في تلك المنطقة، منعا لتكرار ما حصل في 15 مايو (أيار) الماضي في نفس المكان في ذكرى النكبة – حيث سقط 11 قتيلا فلسطينيا، وأكثر من مائة جريح، برصاص الجيش الإسرائيلي – أكد مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش اللبناني لم يتخذ أي قرار بمنع هذه المظاهرات أو التجمعات»، وأشار إلى أن «هناك تنسيقا بين السلطة اللبنانية والجانب الفلسطيني لتأمين الحماية لهذا التحرك، وإبعاد المشاركين فيه عن خطر أي اعتداء إسرائيلي جديد».

وشدد المصدر الأمني على أن «الأجهزة اللبنانية ستتفق مع منظمي هذه المسيرة على النقطة التي سيحصل فيها التجمع والاعتصام، كي لا يكون هؤلاء عرضة للخطر أو في مرمى نيران قوات الاحتلال الإسرائيلية».
في هذا الوقت، أعلن ممثل حركة حماس في لبنان، علي بركة، أن «اللجنة الفلسطينية المنظمة للمسيرة لن تتخذ أي قرار إلا بالتنسيق مع الجهات اللبنانية، وبعد ترخيص تحصل عليه من الجيش اللبناني»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن كفلسطينيين مقيمين في لبنان نعتبر أنفسنا ضيوفا، ولا تقبل أن نحوّل القضية من مشكلة فلسطينية – إسرائيلية إلى مشكلة فلسطينية – لبنانية، لأننا نحرص على احتضان أشقائنا اللبنانيين لكل تحركاتنا ودعم قضيتنا، ولذلك لن نخطو أي خطوة في هذا الاتجاه إلا بعد موافقة الدولة اللبنانية عليها».

أما قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان، اللواء منير المقدح، فأشار إلى أن «مسيرة اللاجئين الفلسطينيين التي ستتحرك بعد غد (الأحد) من كل المخيمات الفلسطينية باتجاه الحدود هي مسيرة سلمية وليست مسيرة عسكرية تشكل حالة إرباك للدولة اللبنانية»، مشيرا إلى أن «هناك تحركا شاملا لشعبنا الفلسطيني من كل الدول العربية، والمطلوب من (يونيفيل) حماية هذه المسيرة، ومن القوى اللبنانية كافة فتح المجال لتحركها».
ولفت إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي هو من يحضر جيوشه لممارسة الجرائم، لذلك طلبنا من (يونيفيل) حماية هذه المسيرة التي ستتجه إلى فلسطين».

‎وكانت مصادر ميدانية في الجنوب، أفادت بأن الجيش اللبناني عمم على حواجزه المنتشرة على الطرق المؤدية إلى المنطقة الحدودية في الجنوب «وجوب التدقيق في هويات العابرين إلى المنطقة، مع التشديد على منع مرور قافلات فلسطينية لا يستحوذ ركابها على تصريح خاص بذلك صادر عن الجيش اللبناني».

وأشارت إلى أن «قيادة الجيش اللبناني بصدد (قوننة) أي تحرك فلسطيني باتجاه المنطقة الحدودية التي تم إعلانها عشية ذكرى (النكسة) منطقة عسكرية عند الشريط الحدودي»، أوضحت أن «هذه (القوننة) تقتضي أن تتقدم الجهات المنظمة لمظاهرات (النكسة) من قيادة الجيش بطلب تصريح يتضمن عدد المشاركين في هذه المظاهرات أفرادا وحافلات، بالإضافة إلى تحديد نقاط الانطلاق والتجمع للمتظاهرين لكي يصار بناء عليه إلى منحهم تصاريح رسمية بذلك».
وعقد أمس القائد العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، اللواء ألبرتو أسارتا كويباس، اجتماعا ثلاثيا ضم كبار ضباط الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي في موقع الأمم المتحدة على معبر رأس الناقورة الحدودي.
وقد ركز الاجتماع وفق بيان لـ«يونيفيل» على «الحادث المأسوي الذي وقع في 15 مايو 2011 على الخط الأزرق قرب مارون الراس. وقال اللواء أسارتا بعد الاجتماع: «مناقشاتنا اليوم (أمس) ستساعد التحقيق الذي تجريه (يونيفيل) في الأحداث المأسوية التي وقعت في 15 مايو الماضي، وأولويتي الآن هي ختم التحقيق بطريقة سريعة»، مشددا على ضرورة «بذل قصارى الجهد لتجنب وقوع حوادث في المستقبل تؤدي إلى انتهاكات للقرار 1701، وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، وكذلك تجنب رفع وتيرة التوتر وخطر التصعيد على طول الخط الأزرق».

وعلى الصعيد السياسي، أجرى الرئيس المكلف، نجيب ميقاتي، اتصالاته مع المراجع الأمنية المختصة بشأن الوضع في الجنوب، في ضوء الدعوة إلى التظاهر من قبل منظمات لبنانية وفلسطينية يوم الأحد المقبل، وأمل خلال استقباله الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، مايكل وليامز، أن «يسود الاستقرار في الجنوب، وأن لا تعمد إسرائيل إلى توتير الوضع مجددا، عبر مواصلة اعتداءاتها على المتظاهرين، وخرقها لسيادة لبنان».

السابق
37 شخصية مارونية تلتقي في بكركي وتراجُع المشاركة في «الوظيفة» غير سياسي
التالي
بكركي: بين البابا والأمبراطـور