“ميقاتي المفقود”… جائزة لمن يجده!

ليس مستغرباً لو ان اللبنانيين قرأوا امس اعلاناً يقول: "نجيب ميقاتي مفقود… جائزة لمن يعثر عليه"… ذلك ان النائب ميشال عون، كان قد اعلن في سياق القصف المنهجي عليه: "… لا يمكننا ان نكمل هكذا. يأخذ احدهم التكليف ويهرب وعلينا ان نلحق به. ولم نعلم في أي مدينة هو حتى نتصل به "!

لا ندري في الواقع كيف استطاع ميقاتي ان يأخذ التكليف ويهرب، رغم وجود اثنين من مقتفي الاثر يسعيان وراءه دائماً، هما "الشاطران الحسنان" المتحركان ما بين الضاحية والرابية وعين التينة… والله اعلم وسيري فعين الله ترعاك!
اوساط ميقاتي علقت على كلام عون بالقول: "ان ميقاتي ليس من اصحاب الهامات التي يخفى حلها وترحالها". والمقصود بالهامات هنا، ان دولته رجل طويل القامة، أي ان ليس في وسعه ان يتسلل هارباً بالتكليف من دون ان يلحظه احد، وخصوصاً اولئك البصّاصين في "مرابض الرابية".

ولكن ثمة ما هو اطول من قامة ميقاتي وهامته [يخزي العين] أي صبر اللبنانيين، الذي تجاوز ايوب وما بعد بعد ايوب، وقد حسبوا ان الرجل الذي قفز من ضفة 14 آذار الى ضفة 8 آذار، سرعان ما سينتشل لبنان من مآزقه كما وعد، فإذا به بعد 131 يوماً على التكليف في حاجة الى من ينتشله من دائرة مكانك راوح، لا بل انه يسير الى الوراء. وهو عرضة للقصف المنهجي من عون، الذي حذره من ان يتلفظ باسمه، أي انه "سنكفه" واتهمه بعدم الجدية وبأنه يخوض معارك وهمية ضده: "واذا كان السبب زيادة الشعبية فانا لا اقبل ان يتناول اسمي، فنحن نعيش حال انتظار لا نعرف متى ستنتهي".

رغم كل هذا، يؤكد ميقاتي تكراراً انه مصمم على تشكيل حكومة تراعي مصلحة لبنان، مشدداً على انه لن يعتذر خلافاً لما يتردد في الكواليس وانه يمضي في مهمته بثبات وخطى مدروسة. وعندما يقول انه يمضي في مهمته، فإنه يعني انه يتقدم الى الامام، لكن الواقع يؤشر الى انه يسير الى الوراء وبثبات، وان هناك مناحة مكتومة داخل تجمع 8 آذار الذي سمّاه بعد الانقلاب القسري على حكومة سعد الحريري.

وليس صحيحاً قوله انه كان يعرف ان طريقه لن تكون مفروشة بالورود وانه امسك بكرة النار حرصاً على لبنان واستقراره، والدليل ما آلت اليه احواله الحرجة واحوال لبنان التاعس. ويكفي ان نتذكر كلامه قبل ايام في منتدى الاقتصاد والاعمال، لكي
نعرف في أي مأزق تشكيل حكومي يتقلب، فقد قال:
"اريد تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد… من السهل ان اشكل حكومة ونسير بالموضوع، لكن اخشى ان نبدأ بالعناصر غير الثابتة، واؤكد ان المدى ليس مفتوحاً. وفي لحظة سآخذ القرار المناسب وأضع الامور في نصابها بغض النظر عما اذا كانت الحكومة للاستقرار ام لا…".

… والشاطر من يفهم طبعاً!

السابق
النهار: نزاع مفتوح على جلسة نيابية بلا نصاب
التالي
سببان للكلام عن الطائف