مراجع روحية لـ”السياسة”: على الراعي تجنب الاجتماعات غير المدروسة

قالت اوساط روحية وسياسية لبنانية في بيروت وواشنطن امس انه "لمن المستغرب ان يصر البطريرك الماروني الجديد بشارة بطرس الراعي للمرة الثالثة منذ توليه المنصب البطريركي قبل فترة قصيرة, على طرح ملفات الاجندة اللبنانية امام القيادات المارونية التي تجتمع اليوم في بكركي, من آخرها الاقل اهمية الآن مثل بيع الاراضي والانحسار المسيحي عن بعض المناطق في البقاع والجنوب, والغبن الحاصل في وظائف الدولة على مختلف المستويات بحق الجناح المسيحي, فيما من المفترض ان يبدأ البطريرك بتشريح بنود تلك الاجندة من رأسها حسب الاهمية القصوى كموضوع سلاح "حزب الله" الذي هو سبب كل ما يحدث حاليا من عزلة ليس فقط للمسيحيين بل للمسلمين ايضا, وضرب تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن عرض الحائط, ومحاولات توريط لبنان في حرب جديدة مع اسرائيل يتجنبها كل الدول العربية في خضم الثورات المتفجرة في المنطقة, وتجاهل الوضع المسيحي المتأزم في سورية الذي قد يتطور الى نزوح مسيحي شامل كما حدث في العراق, اذا لم يستبق البطريرك واساقفته طلب مساعدة الفاتيكان والدول الغربية الكبرى للتدخل الحاسم مع نظام بشار الاسد لمنعه من استغلال المسيحيين السوريين عن طريق اخذهم رهائن لوقف اي تفكير غربي بالتدخل المباشر في سورية لانهاء المجازر واحالة مرتكبيها من قيادات النظام الى العدالة الدولية".

وقال قيادي بارز في "المجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن انه "لمن المؤسف جدا ان يحصر البطريرك الراعي جدول اعمال الاجتماع للقيادات المارونية بمواضيع ما كانت لتطرح على الساحة اللبنانية لولا سيطرة سلاح "حزب الله" والميليشيات الفلسطينية على البلاد, ولأن هذه المواضيع: بيع الاراضي والغبن في وظائف الدولة وانحسار الوجود المسيحي عن بعض المناطق, ما هي الا نتائج مباشرة لسطوة هذا السلاح وتصليته على رؤوس اللبنانيين ومن بينهم المسيحيون".

ونقل القيادي اللبناني المغترب الذي ساهم في صدور معظم قرارات مجلس الامن المتعلقة بإنقاذ لبنان من براثن سورية وايران حسب المستطاع, عن رجال دين موارنة في لبنان "عدم رضاهم عن توجهات البطريرك الراعي المستندة الى ان عقد اي لقاء بين القادة الموارنة حتى ولو لم يتفقوا على شيء هو افضل من عدم عقده, اذ ان النتائج التي صدرت عن اللقاء الاول الذي ضم عون وجعجع والجميل وفرنجية لم تخرج بأي شيء وبقي هؤلاء كل على موقفه وكانت مخيبة لآمال الشارعين الماروني والمسيحي بشكل خاص والسني والدرزي عموما, كما ان البيان الختامي الذي صدر بعد ذلك عن القمة الروحية كان اكثر من روتيني, ولم يكتف الجناح الشيعي في القمة بذلك الفشل الذريع بل اكده في حملته على البيان وواضعيه ومتبنيه".

واعرب رجال الدين الموارنة عن قلقهم من ان "تعطي مثل هذه اللقاءات والقمم غير المدروسة وغير المتفق على بنودها من الاساس ردود فعل عكسية لدى الشارع المسيحي والماروني تنتقص من هيبة الصرح البطريركي الذي تمكن البطريرك نصرالله صفير طوال نحو 3 عقود من الزمن المحافظة عليها من خلال مواقفه الثابتة والصلبة بدليل انه ابتعد عن دعوة القادة الموارنة الاربعة اياهم الى لقاء تحت عباءته لأنه كان يدرك انه "لن يشيل الزير العوني من بير حزب الله وسورية وايران", كما انه اتخذ مسافات لنفسه ممن يعتبرهم ضالعين من الموارنة في مؤامرة السيطرة الايرانية – السورية على لبنان من دون ممالأة ومحاباة وتبويس لحى, ومن هنا كان هؤلاء العملاء يهاجمونه في مناسبة وغير مناسبة لأنه لا يمد البساط الاحمر لبشار الاسد ومحمود احمدي نجاد على مدخل بكركي ويستقبلهما بالاحضان".

واخذت القيادات الروحية المارونية على البطريرك الراعي "افتتاح عهده الميمون" بإعلانه انه سيزور سورية "رعاويا", وكأن البطريرك صفير لا يعرف هذه "الرعاوية" عندما امتنع طوال فترة وجودة في سدة البطريركية عن تلبية الدعوات لزيارة سورية, بسبب ما فعلاه في الشعب اللبناني وخصوصا المسيحيين والموارنة ومازالوا يفعلونه حتى الآن بواسطة عملائهم من حزب الله وحركة امل وميشال عون.

وكشفت القيادات الروحية المارونية النقاب عن ان هناك "عرائض مسيحية دينية من لبنان واوروبا والولايات المتحدة وعرائض سياسية مماثلة سترفع الى الفاتيكان وعواصم القرار الغربية لحمل البطريرك الراعي على عدم زيارة سورية وتعويم بشار الاسد ونظامه القمعي, بحيث سيظهر البطريرك وكأنه يغرد خارج السربين الدولي والعربي العاملين على اطاحة نظام البعث والانظمة القمعية الدموية في كل انحاء المنطقة".

ودعت البطريرك الى "التريث قليلا اذا كان مصمما على زيارة سورية حتى يسقط نظامها البعثي الراهن ويأتي على انقاضه نظام ديمقراطي لا يستغل هذه الزيارة".

السابق
ضرب طالب في لبعا
التالي
الانباء: الاجتماع الماروني الثاني في بكركي اليوم