تشدد أمني لبناني إزاء مسيرة النكسة واتجاه للإلغـــاء

 على مسافة ثلاثة أيام من الموعد المضروب فلسطينياً لمسيرة العودة – 2 في الذكرى الـ64 للنكسة في اتجاه الحدود اللبنانية – الجنوبية، ووسط التأهب الأمني اللبناني والأممي لحصر مفاعيل التظاهرة ومنع تكرار سيناريو 15 أيار من جهة، والاندفاع الفلسطيني تحضيراً وعزماً، من جهة ثانية، برزت معطيات جديدة من شأنها تغيير قواعد اللعبة في اللحظات الأخيرة بعدما تبين ان السلطات اللبنانية المعنية لم تعط اشارة الضوء الأخضر للمسيرة، اي الترخيص الواجب توافره لانطلاقتها، ما يعني عملياً إمكان الاتجاه نحو الغائها وفق ما أبلغت مصادر أمنية "المركزية"، خصوصاً أن الموافقة اللبنانية لم تصدر بعد.
وفي معلومات "المركزية" ان قيادة الجيش أبلغت المعنيين وكل من راجعها من السلك الدبلوماسي وقيادة "اليونيفل" في هذا الخصوص انها مسؤولة امنياً عن منطقة العمليات ضمن اطار القرار 1701 وهي بالتالي ستمنع اي تحركات داخل نطاقها وتعتبرها منطقة عسكرية يخضع اي تحرك في داخلها لترخيص مسبق من القيادة.
وكشفت مصادر عسكرية عن طلب من قيادة الجيش جميع القوى السياسية بوجوب احترام القانون والامتثال الى قواعد اللعبة لتحاشي دفع لبنان الى منزلقات خطيرة بعد حوادث ذكرى النكبة منذ اسبوعين التي اوقعت شهداء واحدثت اضطرابات أمنية في منطقة عمليات الجيش اللبناني و"اليونيفل"، خصوصاً اثر ورود معلومات الى الاجهزة الامنية وكبار المسؤولين السياسيين تشير الى تحركات حزبية لعناصر من تنظيمات أصولية متطرفة في الجنوب، الأمر الذي يخشى معه توريط لبنان وانزلاقه الى مواقع خطيرة، في مرحلة حرجة تمر فيها المنطقة، وتجعل الواقع اللبناني مكشوفاً أمنياً.
وأكدت المصادر ان الملحقين العسكريين، المشاركة دولهم في قوات "اليونيفل" إجتمعوا مع المسؤولين الأمنيين والعسكريين وبحثوا معهم في الوضع جنوباً في ضوء معلومات أمنية توافرت لديهم اثر الاعتداء على الكتيبة الايطالية، وسمعوا تطمينات بالتزام لبنان القرارات الدولية، خصوصاً القرار 1701 ومنع اقتراب اي كان من الشريط الحدودي.
الى ذلك أفادت مصادر أمنية "المركزية" انه حتى الساعة، لم تعط الجهات اللبنانية الـ"نعم" لإنطلاق مسيرة الأحد، على ان تتضح الأمور غدا، مشيرة الى ان الجيش اللبناني بصدد قوننة أي تحرك فلسطيني في إتجاه المنطقة الحدودية التي تم إعلانها عشية ذكرى النكسة منطقة عسكرية.
وأوضحت مصادر متابعة أنّ "هذه القوننة تقتضي أن تتقدم الجهات المنظمة للتظاهر من قيادة الجيش بطلب تصريح يتضمن عدد المشاركين في هذه المظاهرات أفرادًا وحافلات، إضافة إلى تحديد نقاط الإنطلاق والتجمع ليصار بناءً عليه إلى منحهم تصاريح رسمية بذلك، مشيرة الى ان الإجراءات العسكرية المشددة من قبل الجيش اللبناني أدت الى وجود تململ في أوساط بعض القوى الفلسطينية المنظمة للمسيرة، حيث يلمح بعض القوى الفلسطينية إلى احتمال تعليق مسيرة "النكسة" إحتجاجًا على التضييق الأمني على المشاركين بها".
تدابير إحترازية: الى ذلك بدأ الجيش تدابيره الإحترازية على الطرق المؤدية إلى المنطقة الحدودية في الجنوب، معمما على حواجزه المنتشرة وجوب التدقيق في هويات العابرين إلى المنطقة مع التشديد على منع مرور قافلات فلسطينية لا يستحوذ ركابها على تصريح خاص بذلك صادر عن الجيش اللبناني".
تحضيرات المسيرة: في غضون ذلك، واصلت اللجنة التحضيرية للمسيرات إجتماعاتها لتنسيق إنطلاقها من المخيمات وتوفير الحافلات لنقل المشاركين فيها. وفي هذا الإطار، أفادت مصادر فلسطينية "المركزية" ان بعض المنظمات إستقدمت ليلا 30 حافلة ووزعتها على المخيمات الفلسطينية في البارد، البداوي، البقاع، بيروت والجنوب لتكون جاهزة لنقل الفلسطينيين من المخيمات الى الحدود عند الثامنة من صباح الأحد، مشيرة الى ان تنسيق المسيرات يجري بين حركتي "حماس" و"الجهاد" واللواء منير المقدح والقيادة العامة و"فتح الإنتفاضة" و"أنصار الله" وحزب الله، في حين تخشى بعض التنظيمات الأخرى من تنظيم المسيرة خصوصا بعد إرتفاع أصوات لبنانية معارضة لها حتى لا تكون ذريعة لإسرائيل للإعتداء على لبنان الذي يعاني فراغا سياساً.
وفي وقت، قالت مصادر سياسية لـ"المركزية" إن مقولة "نصب خيم" تعني نقل المخيمات الفلسطينية الى الحدود، الأمر الذي سيسبب إشكالات بين الفلسطينيين وأهالي المناطق التي سيقيمون فيها الخيم، وأوضحت مصادر اخرى ان قرار نصب الخيم والبواخر في البحر لا يزال طرحا بين معارض ومؤيد للفكرة التي طرحها قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح، خصوصا من قبل حزب الله الذي يؤيد المسيرات ويباركها كرد على الإستفزازات الإسرائيلية، لكنه يطالب بدقة تنظيمها مشددا على ألا تخرج عن أطرها.
ودعت المصادر الفلسطينية الأنظمة العربية الى فتح المجال أمام المسيرات لإقلاق إسرائيل التي تعيش اليوم حالة لا حرب ولا سلم.
المقدح: بدوره، أكد اللواء المقدح أن مسيرة اللاجئين الفلسطينيين التي ستتحرك يوم الأحد المقبل من كل المخيمات الفلسطينية في اتجاه الحدود هي "مسيرة سلميّة وليست مسيرة عسكريّة تُشكل حالة إرباك للدولة اللبنانية"، مشيراً إلى أن "هناك تحركاً شاملاً لشعبنا الفلسطيني من كل الدول العربية، والمطلوب من الـ"يونيفيل" حماية هذه المسيرة ومن القوى اللبنانية كافة فتح المجال لتحركها". 

السابق
وتيرة المخاوف الإسرائيلية الى ارتفاع في ذكرى”النكسة”
التالي
معلومات بمباشرة دفع رواتب موظفي “أوجيرو”