امتحان الرد العربي على الشروط الإسرائيلية!!

الشروط المسبقة التي وضعها نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس والنواب الأميركي، لأي عملية «سلام» ضمن طروحات ورؤى إسرائيلية، ضيقت خيارات العرب المحدودة جداً، والمنحصرة في مبادرتهم الشهيرة منذ قمة بيروت عام 2002، تريد الحكومة الإسرائيلية الإبقاء على الوضع الراهن كما هو، مستفيدة منه بالهروب إلى الأمام لتجنب استحقاقات صنع السلام مع العالم العربي، غير أن الإطار الإستراتيجي الذي عرضه نتنياهو للسلام والمفاوضات مع الجانب الفلسطيني يحدد شروط حل الدولتين برفض حدود 67 ورفض تقسيم القدس وحل مشكلة اللاجئين يقع خارج حدود «إسرائيل» مع ضمان أمن إسرائيل بتجريد «الدولة الفلسطينية» من سلاحها إلى جانب الاعتراف الفلسطيني والعربي بيهودية الدولة، وتمزيق المصالحة الفلسطينية بالنظر لها كخطر يهدد أمن إسرائيل.

سقط رهان البعض العربي والفلسطيني، على وهم فجوة الخلاف الأميركي –الإسرائيلي حول إستراتيجية المفاوضات، ووضحت المعاني وأزيل الغموض في واشنطن، ليأتي اجتماع لجنة المبادرة العربية وبيانها في الدوحة، كرد هزيل على الحكومة الإسرائيلية، بتجاهل البحث في مصير مبادرتهم الشهيرة، تحت ذريعة لا شأن للجانب العربي بالمواقف الإسرائيلية وبانتظار ظهور شريك إسرائيلي لصنع «السلام» ، هذا الموقف الذي يظهر أن العرب دعاة سلام وتعايش مع إسرائيل، أسقطته الطروحات الإسرائيلية الموغلة في الإنكار للحقوق العربية والفلسطينية، والدعاية السياسية للمبادرة العربية وخيار الفلسطينيين المفاوض قد سقط في فخ الشروط الإسرائيلية التي انهار معها الراعي الأميركي أمام ضغط اللوبي اليهودي، سقط العرب مجدداً في امتحانهم وبقي الصفر العربي النافر علامة تواجه الشروط الإسرائيلية ما دامت لا تمزق أوراقاً مهترئة من شعارات المبادرة التي تعتمد على مزيد من الانكسار للموقف العربي.

السابق
الشرق الأوسط: الأكثرية تنفي إمكانية استبدال ميقاتي لتشكيل حكومة
التالي
البيرق: بري: سادعو الى جلسة ثانية وثالثة ورابعة اذا لم يكتمل النصاب