محاولات غربية لإقناع الإيطاليين بعدم خفض عديدهم في اليونيفيل

ضبط نفس رسمي رداً على الهجوم على دورية «اليونيفيل» الإيطالية في الرميلة. لا اتهامات علنية بانتظار جلاء التحقيقات اللبنانية والدولية عن عملية يوم الجمعة الماضي، وهي الرابعة في سلسلة هجمات تعرضت لها «اليونيفيل» المعززة منذ انتشارها جنوب الليطاني في نهاية عام 2006.

ويقول مسؤول عسكري دولي سابق عن المنطقة، إنه من الصعب الجزم ما إذا كانت الكتيبة الإيطالية نفسها هي هدف العبوة التي جرى تفجيرها عن بعد. لكن مؤشرات عدة تقود إلى افتراض أن القائمين بالعملية قد عملوا على استهداف الإيطاليين من دون غيرهم في تلك المنطقة البعيدة عن منطقة عمليات «اليونيفيل»، باعتبارها القوة الأكثر عديدا من بين القوات المؤلفة للقوات الدولية في الجنوب اللبناني، حيث يعمل 1780 جندياً إيطالياً، يشكلون الكتيبة الأساسية في القطاع الغربي.
ويرى المسؤول العسكري أن تراجع الإيطاليين وربما تقليص مساحة انتشارهم، كان سيقود حتما لتقليص انتشار قوات البلدان الآخرى، وتشجيعها على سحب قواتها، امام انسحاب القوات الإيطالية، خصوصاً ان بعض البلدان المشاركة يرغب في الانسحاب من العملية.

ويقول المسؤول الدولي إن الهجوم في الرميلة قد لا يكون سوى البداية إذا ما كانت الاطراف التي تقف خلفه قد أتخذت قرارها بتحويل «اليونيفيل» هدفاً لعملياتها، ونقطة تجاذب بين القوى الإقليمية والدولية.
ويعد توقيت العملية أحد المؤشرات على السعي لإحداث خلافات بين البلدان المشاركة في «اليونيفيل»، وحثها على الانسحاب. إذ تعكف دائرة قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة في نيويورك على إعداد المرحلة النهائية من تقريرها السنوي عن أداء قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني لرفعه إلى مجلس الأمن، خلال شهر آب المقبل للتصويت على تجديد مهمة هذه القوات سنة أخرى.
وبالمقارنة مع قوات حفظ سلام دولية أخرى، ومن بين مئة الف جندي من ذوي القبعات الزرق، تعد مهمة «اليونيفيل» في لبنان، ومن قبلها قوات الطوارئ التي بدأت عملها عام 1978، أعلى المهمات كلفة في العتاد والرجال، إذ فقدت هذه القوات 292 قتيلا، ومئات الجرحى خلال قيامها بعملياتها.

وقال المسؤول الدولي السابق إن القول بتجاوز عديد القوة المنتشرة الحاجات الميدانية الحقيقية، سيساعد على تخفيض تدريجي وانسحاب غير معلن لبعض الوحدات الدولية. ولكن تعرض الوحدات إلى اعتداءات من هذا النوع ليس مفاجئاً. وقد لا تكون المهمة الدولية اليوم اخطر من الماضي، بيد أنه خلال العامين الماضيين، تراجعت تدابير الحيطة والحذر داخل «اليونيفيل»، بسبب حالة من الاسترخاء والروتين في العمليات، وبالتالي أدى ذلك الى انكشاف نقاط ضعف القوة الدولية.
في السياق نفسه، قالت مصادر غربية في باريس إن هناك محاولات حثيثة لإقناع الحكومة الإيطالية بالعدول عن تقليص عديد جنودها في لبنان. وتخوفت المصادر من أن يكون هذا التقليص حافزاً لدول اوروبية أخرى لفعل الامر نفسه، مضيفة أن هذا الامر سيخلق أزمة حقيقية حيث من الصعب إيجاد دول أوروبية تحديداً لتحل محل الدول المنسحبة، وهذا النقص في عديد «اليونيفيل» قد يشكل فراغاً في منطقة جنوبي الليطاني قد يؤثر على الاستقرار الذي تعيشه هذه المنطقة في السنوات الاخيرة بعد تعزيز هذه القوات، وهو ما لم يكن موجوداً منذ سنوات طويلة. واعتبرت المصادر ألا مصلحة لـ«حزب الله» ولا لسوريا في أن تتعرض «اليونيفيل» لهذه العمليات، كما أنه يفضل ان يبقى الاوروبيون في هذه القوات لأن اوروبا تعزز الدور السياسي
لهذه القوات

وأضافت إن لا معلومات لديها حول التفجير لكن المكان الذي وضع فيه، وهو قريب جدا من التفجير الذي وقع سابقاً، يمكن أن يسمح بالاستنتاج بأن الفاعلين قد يكونون متوارين في أحد المخيمات الفلسطينية القريبة.
من جهة ثانية، كشفت المصادر الغربية أن القائد العام لقوات «اليونيفيل» الجنرال ألبرتو اسارتا سيتوجه قريبا إلى اسرائيل وسيبحث مع الاسرائيليين في موضوع التظاهرة اللبنانية التي ستتوجه إلى «بوابة فاطمة» في كفركلا، قضاء مرجعيون، قبالة مستوطنة المطلة، وذلك يوم الأحد في الخامس من حزيران.

ورداً على سؤال، قالت المصادر نفسها إن الجيش اللبناني هو الذي طلب من «اليونيفيل» عدم التواجد في منطقة مارون الراس وقت التظاهرة السابقة في الخامس عشر من أيار.
واعتبرت المصادر ان الوضع في لبنان في ظل حكومة تصريف أعمال وعدم تشكيل الحكومة الجديدة، يؤدي الى الانزلاق نحو الأسوأ ولا شك ان حادثة وزارة الاتصالات (في منطقة العدلية) نموذج عن هذا الامر، كما ان لبنان «يخسر من خلال استمرار الوضع الحالي فرصاً عديدة بسبب غياب حكومته وأهمها أن اسرائيل باتت تسبقه كثيرا في موضوع التنقيب عن النفط والغاز في البحر، وهو يمكنه أن يستفيد من هذا القطاع الكبير في سد ديونه».

 

 

السابق
اميل اميل لحود: نصح جعجع بالهجرة إلى زنجيبار التي تحدث عنها في بيانه
التالي
التدخين يودي بحياة ثلاثة آلاف وخمسمئة شخص سنويّاً في لبنان