الديار: رسائل إلى المجتمع الدولي تحملها المسيرة الحدودية الأحد

لن تكون الحدود مع فلسطين المحتلة بمنأى عن التداعيات في البلدان العربية ،فجميع المتضررين من الطحشة الغربية على بلدانهم وجدوا ضالتهم في المنطقة الاكثر ايلاما للمجتمع الدولي وهي دولة اسرائيل.
وفيما هذا المجتمع الدولي موجود عبر قوات الامم المتحدة في الجنوب اللبناني او في الجولان، فإن هذه الدول بدأت تعيد الحسابات بعد عملية التفجير التي حصلت ضد الكتيبة الايطالية.
لكن في المعلومات ان الاجراءات قد اتخذت لتشكيل اكبر حشد جماهيري سلمي يتجه الى الشريط الحدودي في لبنان هذا الاحد، فإن الاتصالات مع المعنيين دوليا واقليميا ادت الى امكانية عدم تكرار سيناريو ما حصل في مسيرة النكبة في 15 ايار الماضي حيث سقط اكثر من 10 شهداء و100 جريح.

وفي موازاة الاستعدادات ليوم النكسة، يستمر الفراغ في المشهد الداخلي رغم الخرق المحدود الذي شهدته اتصالات التكليف عبر اللقاء الذي جمع الرئيسين بري وميقاتي والخليلين وجرى فيه استعراض عام لكل الامور والبحث في امكانية التواصل بين محوري ميقاتي وعون.

والبارز امس كان كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن الطائف وعدم ممانعته بطائف ثان لتصحيح الخلل، حيث من المتوقع ان يترك كلام الراعي تداعيات كبيرة وسجالات حادة في ظل تمسك قوى سياسية بالطائف وعدم المس به.
اما المشهد الثالث الذي سجل امس فكان تدخل الرئيس ميشال سليمان على خط الاتصالات بقوة طغت على اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات وارساله كتاباً الى وزارة العدل للتحقيق مع اللواء ريفي عبر القضاء لمخالفته قرار الوزير بارود بإخلاء مبنى الاتصالات كما ان كلام الرئيس نبيه بري عن قوى 14 اذار سيرفع من سقف السجالات السياسية واستمرار الفراغ وحالة الشلل في المؤسسات.

الى ذلك، عقدت الفصائل الفلسطينية والجمعيات الاهلية الفلسطينية اجتماعا في مخيم برج البراجنة مساء امس تم خلاله التنسيق لمسيرة 5 حزيران، واتفق على الاتصال بالسلطات اللبنانية لتأمين الحماية للمسيرة. وستتوجه المسيرة الى مارون الراس وستكون سلمية بحيث سيتم رفع العلم الفلسطيني.

ونقلت اسوشيتد برس عن مسؤول عسكري اسرائيلي قوله: ان الجيش الاسرائيلي يستعد لمواجهة العنف على الحدود مع لبنان في الذكرى السنوية لحرب الايام الستة في الاسبوع المقبل.
واشارت اسوشيتد برس الى ان هذه الاستعدادات تهدف الى تجنب سقوط ضحايا مدنيين، لكن الجيش الاسرائيلي وضع خطوطا حمرا لا يمكن تخطيها وتقتضي بعدم السماح بأي اختراق للحدود او السماح للفلسطينيين بدخول المستوطنات في الضفة الغربية.
واوضح ان الوحدات المتواجدة على الحدود بما فيها التعزيزات الجديدة ستمتنع عن الرد على المظاهرات السلمية، لكنها ستتحرك لمواجهة الحالات التي تهدد الحياة. واوضح المسؤول العسكري الاسرائيلي ان الوحدات المنتشرة على الحدود مع لبنان ستكون مجهزة بالرصاص المطاطي وخراطيم المياه للمساهمة في تفريق الحشود اذا لزم الامر.

الى ذلك، واصلت مواقع التواصل الاجتماعي توجيه الدعوات للبنانيين والفلسطينيين لاوسع مشاركة في التظاهرة عند الشريط الحدودي.
وتقول المعلومات ان المشاركة في يوم النكسة ستكون حاشدة واضخم من تظاهرة يوم النكبة وان الحركات الشبابية تواصل اجتماعاتها لوضع اللمسات الاخيرة على الترتيبات النهائية، علما ان المشرف على تنظيم التظاهرة فتحي ابو العردان امين سر حركة فتح في لبنان اشار الى ان الجهود منصبة لانجاح هذه المسيرة والتأكيد على ايصال الرسالة الى العدو الصهيوني وسيتم التعبير بشكل حضاري، ونفى ابو العردان التضخيم الاعلامي في الحديث عن مسيرة مليونية، لافتا الى ان الموضوع يختلف تماما عن يوم النكبة، وطمأن الى ان الرسالة ستصل بما يضمن الخير للبنان انطلاقا من التقنية العالية التي يعمل عليها المنظمون مستفيدين من التجارب السابقة.

علما ان الدعوات للتظاهرة والمشاركة في يوم النكسة تشمل الحدود السورية والاردنية والمصرية مع المحتل الاسرائيلي وكذلك في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتخوف مصادر متابعة من انفلات الامور خلال المسيرة كما حصل في مسيرة النكبة وادى الى سقوط 10 شهداء و100 جريح.

من جهة ثانية، رفعت قوات الطوارئ الدولية من درجة استنفارها بعد استهداف دورية للكتيبة الايطالية في الرميلة حيث رفعت درجة الاستنفار وغابت الدوريات العسكرية المكثفة، كما ان جنود القوات الدولية غابوا عن مقاهي الجنوب يوم السبت والاحد الماضيين، خصوصا ان قيادة القوات الدولية تتخوف من تفاقم الاوضاع اذا واصل الفلسطينيون مسيراتهم الى الخط الازرق، وعلم ان القوى الامنية اللبنانية ستواكب دوريات اليونيفيل على خط بيروت – الجنوب.

وقد تمت احالة الحادث الى مخابرات الجيش اللبناني لاجراء التحقيقات التي تتم بسرية تامة، وتم توقيف 5 اشخاص على صلة بالتفجير وهم 3 لبنانيين وفلسطينيين، واضافة الى سحب الآلية المتضررة وفتح المسرب الغربي من الطريق الدولي بين بيروت والجنوب. وذكر ان الآلية سيتم نقلها الى ايطاليا وللغاية نفسها عقد في سراي صيدا اجتماع امني لمتابعة الحادث واستبعد قائد منطقة الجنوب الاقليمية للدرك العميد منذر الايوبي ان يكون اي حزب لبناني يقف وراء هذه العملية، مؤكدا ان هناك مجموعة ارهابية تقف وراء الاعتداء.

الى ذلك، استؤنفت حركة المشاورات امس بشكل مكثف، في ما يتعلق بتشكيل الحكومة وعقد لقاء لهذه الغاية نهارا بين الرئيسين نبيه بري وميقاتي في حضور الخليلين وجرى البحث في مواضيع اخرى تتعلق بالتطورات التي جرت في الايام الماضية.
وقالت مصادر مطلعة لـالديار ان ما جرى مؤخرا شكل حافزا مهما لكسر هذا الجمود الذي سيطر مؤخرا على عملية تشكيل الحكومة، مشيرة الى ان هناك محاولات جادة لفتح كوة في الحائط الذي يحول دون ولادة هذه الحكومة. وقالت ان هناك ايضا سعيا جديا لاعادة ترطيب الاجواء وترميم الامور بين الرئيس المكلف والجنرال عون وتكثيف المحاولات والمداولات بغية الانتقال من مرحلة المراوحة الى مرحلة سلوك درب التشكيل، ولم تكشف المصادر النقاب عن تفاصيل الافكار التي تبحث، مشيرة في الوقت نفسه الى ان للبحث صلة.
ولفت امس الانتقاد الشديد الذي وجهه الرئيس بري الى ثورة الارز وقال: اعادت لبنان قانونيا وعلى المستوى الديموقراطي 60 عاما الى الوراء واستهلكت الاموال العامة وراكمت الديون على المستقبل وامّنت المناخات للمزيد من التدخل الاجنبي بحاضر لبنان ومستقبله وهذا هو سبب فشلها وليس كما عبر نتنياهو.

من ناحية ثانية قال بري: ها نحن في لبنان يذهب العاشق ويأتي المشتاق والهدف استخدام بلدنا كقاعدة ارتكاز لاسقاط سوريا، مضيفا ان السلوك السياسي للبعض ابرز ان هناك من يحاول قلب الجغرافيا وخلق خط تماس مع سوريا من جهة الشمال لاستكمال ارباك النظام العام فيها، علما أن الرئيس بري دعا الى جلسة عامة للمجلس النيابي في 8 حزيران.

واللافت امس، الموقف الذي أطلقه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اعلن فيه ان الطائف ليس منزلا، واذا كنا في حاجة الى طائف ثان فليكن، مشيرا الى المشاركة في وضعه كانت اختزالا ولم تكن حقيقة وطالب بالعمل لاعادة الصلاحيات الضرورية الى رئيس الجمهورية كي تسير البلاد الى الامام. ويأتي كلام الراعي قبيل انعقاد الاجتماع الماروني الموسع في بكركي في 2 حزيران في حضور اكثر من 40 شخصية مارونية. ومن المتوقع ان يثير كلام الراعي ردود فعل واسعة بين مؤيد ومعاون.

حادث مبنى الاتصالات
وبقي حادث مبنى الاتصالات في صدارة الاحداث السياسية وحمل تطورا لافتا مع الكتاب الذي وجهته المديرية العامة لرئاسة الجمهورية الى وزارة العدل بناء على توجيهات رئيس الجمهورية لاتخاذ الاجراءات القانونية في حق المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي لعدم تنفيذ كتاب وزير الداخلية زياد بارود القاضي بالعمل فورا على اخلاء الطابق الثاني في مبنى وزارة الاتصالات.
ذكرت محطة اخبار المستقبل ان مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي اكد ان ما قام به (بقضية معدات الاتصالات) قانوني وواجب وطني ويدخل ضمن صلاحياته.
واشارت المحطة الى ان اللواء ريفي رأى في أن الامر لا يستحق اشغال الناس به لهذه الدرجة، مستشهدا بالمثل اللبناني الذي يقول: الجنازة حامية والميت كلب، مشيرا الى ان ما يحصل اليوم يشبه ما حصل في شأن الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة وفي موضوع الشهود الزور واستمرت الامور كما كانت وتبين اننا على حق.

وهذا الملف كان على طاولة البحث في لجنة الاعلام والاتصالات في المجلس النيابي وعلى مدى 5 ساعات ونصف دون التوصل الى اي نتيجة، بل بقيت الاسئلة المطروحة على حالها بسبب الخلاف السياسي بين فريقي 8 و14 اذار حيث دافع نواب 8 اذار عن الوزير شربل نحاس، فيما تولى نواب 14 اذار الدفاع عن اللواء ريفي ومدير عام اوجيرو عبد المنعم يوسف. وقد شهدت الجلسة نقاشات حادة وضربا على الطاولات وكلاما عالي السقف وتحديدا بين النائبين مروان حماده واحمد فتفت من جهة وعلي عمار واميل رحمه من جهة اخرى.
وقد تركت اللجنة معالجة الجانب القانوني والقضائي الى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية، وكان هناك اقتراح بتشكيل لجنة فنية لم يتم الاخذ بها بعد الخلاف على من سيختار اعضاء اللجنة.

السابق
إقفال طريق الشبريحا لإدخال مواد بناء
التالي
الأنوار: البروفسور نجار يدرس رسالة رئيس الجمهورية ودفاع ريفي