اميل اميل لحود: لتأليف حكومة قادرة على الوقوف في وجه ما يحاك للوطن

أبدى النائب السابق اميل اميل لحود في تصريح له اليوم، أسفه لتصرف أنصار العبور الى الدولة بأسلوب مليشيوي مستخدمين عناصر أمنية رسمية في تمرد واضح على السلطة السياسية.

ورأى أن فريق 14 آذار يعير الآخرين بما يقوم به، إذ يشكو من السلاح وهو يرفعه حتى في وجه وزير في الحكومة اللبنانية، ويشكو من القمصان السود في حين أنه يحمي الغرف السوداء والصناديق السوداء.

وقال :لم يكتف الفريق الذي فرض سيطرته على البلد مستغلا دماء الأبرياء بإعادة بعض الفاسدين المعروفين الى المراكز التي كانوا أخرجوا منه لتطهيرها، بل هو حمى هذا البعض لمواصلة فساده الذي بلغ حدا غير مسبوق حتى في ما يسمى بجمهوريات الموز.

وسأل هل هذا الموظف الفاسد الذي يهرب في كل مرة تكتشف ارتكاباته هو النموذج الذي يريد فريق 14 آذار اعتماده من أجل العبور الى الدولة، وهل هو الرمز المعبر عن الأسلوب الذي يريد ثوار الأرز أن يحكموا فيه، في ما لو قدر لهم أن يبسطوا سلطتهم على مقدرات الدولة كافة، وهل سيستمرون في التلطي وراء العصبية الطائفية لحماية ارتكاباتهم؟

واعتبر لحود أن الجرم الذي ارتكبه الوزير شربل نحاس هو أنه كان حريصا على هيبة الدولة، وكان غيورا على الأموال العامة، وهو أمر غير محبذ بالنسبة الى ثوار الأرز الذين فتحوا جهازا أمنيا على حسابهم وعاثوا فسادا في إدارات الدولة التي تقع تحت سيطرتهم، وخصوصا في وزارة المال التي باتت تشكل مغارة علي بابا الجمهورية اللبنانية.

ولفت الى أن الدول التي تواجه انقساما شديدا بين مشروعين، كما يحصل اليوم في لبنان، تلجأ عادة الى إجراء استفتاء شعبي حول القضايا المصيرية الخلافية، خصوصا تلك المتصلة بالتعديلات الدستورية، كي لا يبقى لبنان رهينة التعطيل الشامل للمؤسسات ولكي ينجو من الشرخ الكبير الذي أدخله فيه أصدقاء فريق 14 آذار في الخارج، في مؤامرة مستمرة وواضحة المعالم منذ العام 2005، مرة عبر القرارات الدولية، ومرة عبر الاغتيالات، ومرة عبر استغلال المحكمة ذات الطابع الدولي، ومرة عبر الدفع باتجاه اتخاذ قرارات إلغائية.

وعن التأخير في تأليف الحكومة، اعتبر لحود أن تجربة السنوات الأخيرة وصولا الى الأزمة الأخيرة التي شهدها لبنان منذ أيام، تؤكد أن مبدأ الوسطية غير قابل للتطبيق في لبنان، وهو يولد الأزمات بدل حلها، داعيا الى تأليف حكومة مواجهة قادرة على الوقوف في وجه ما يحاك للوطن وما ستقبل عليه المنطقة من أحداث لن تنفع معها الوسطية التي رأينا كيفية تعاملها مع التمرد الذي قام به مدير عام قوى الأمن الداخلي، كما مع الكثير من الأحداث التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة.

وأكد أن من كلف بتأليف الحكومة عليه أن يقوم بذلك فورا لا أن يشارك في استمرار تعطيل البلاد من دون مساءلة من أحد، متناسيا أن مصالح كثيرة للبنانيين باتت معطلة بفعل هذا التأخير، وإلا عليه أن يفسح في المجال لإعادة الاستشارات النيابية من جديد لتكليف من هو قادر على ذلك.

وختم مشيدا بالدور الذي يلعبه الجيش اللبناني دوما لحل الأزمات، خصوصا أن الثقة كبيرة بهذه المؤسسة التي تبقى هي الحل والملجأ في زمنٍ تحّلت فيه الكثير من المؤسسات الى متاريس للطوائف.

السابق
عرقجي: مصلحة الوطن اهم من الطوائف
التالي
آلان عون:اول من طالبنا بجلسة تشريعية