“الضيافة اللبنانية” في سفـارة أبوجـا

كانت محطات الجولة الأفريقية التي يقوم بها وزير الخارجية والمغتربين الدكتور علي الشامي متفقداً الجاليات وممثلاً رئيس الجمهورية في حفلي تنصيب الرئيسين العاجي والنيجيري تسير بسلاسة، حيث نظم السفير علي عجمي في أبيدجان والقائم بالأعمال في غانا أحمد سويدان والقنصل العام في لاغوس شوقي بو نصار الزيارات الرسمية ولقاءات المغتربين بشكل مميز وكامل قياسا الى البلدان الأفريقية حيث لا نظام بروتوكول ثابتا ولا مواقيت دقيقة.
وفجأة انقلبت الأمور رأسا على عقب حين وصل الوفد الدبلوماسي والإعلامي الى أبوجا، العاصمة السياسية لنيجيريا.

الى أبوجا وصلنا منهكين بعد انتظار في مطار لاغوس حيث تأخر الطيران الداخلي في مواعيد الإقلاع طبيعي. لكن غير الطبيعي وقع في السفارة وهي «بيت لبنان»، حيث احتفت السفيرة ايمان يونس بالوزير الشامي وحده، لكنها امتنعت عن دعوة الوفد الدبلوماسي المؤلف من المدير العام للمغتربين هيثم جمعة والسفيرين علي عجمي ومحمد الحجار، والإعلامي المؤلف من الزميلة في الوكالة الوطنية للإعلام كاتيا شمعون وكاتبة هذا المقال الى الدخول الى مقر السفارة.

وفيما وجد الوفد الدبلوماسي من يهتم به، وقفنا نحن الصحافيتين على عتبة السفارة من دون أن تتكرم السفيرة بتدارك الأمر، الى أن تبرع أحد المغتربين بالدعوة الى داخل السفارة، حيث تبدى مشهد السفيرة يونس وكأنها لا ترى أحدا إلا وزير الخارجية، وتكرر المشهد المذل على طاولة الغداء… لكنّ الموقف الأصعب كان حين اكتشف الوفد أن يونس لم تنجز التحضيرات اللوجستية اللازمة للوفد الآتي لتمثيل رئيس الجمهورية اللبنانية في حفل تنصيب الرئيس النيجيري الجديد غودلاك إيبيلي جوناثان الذي أقيم بعد ظهر أمس بحضور الشامي وجمعة والحجار وبغياب السفير عجمي الذي قيل له إن اسمه «سقط سهواً» من اللائحة.

وتبين أن الوزير الشامي حجز له في فندق ومدير المغتربين في آخر، فيما بقينا نحن الصحافيتين بلا مكان نلجأ إليه. ولما سألناها على مسمع من الشامي عن المكان الذي سننزل فيه قالت: «لا أعرف، في منزل أحد المغتربين».
فما كان من الشامي الى أن نبهنا بأنه إذا لم تكن الشقة تلبي متطلبات عملكما وراحتكما، «فسأقدم لكم غرفتي». بعد ذلك، ذهبنا مع أحد المغتربين الى حي رديء، وهناك اكتشفنا شقة مخصصة للعمال، فعدنا أدراجنا الى السفارة وأمضينا ساعات امتدت الى الليل نفتش عن غرفة في فندق. فإذا بأحد المغتربين اللبنانيين «يتبرع» بإيجاد غرف لنا في فندق من الدرجة العاشرة تحت الصفر.

لم تكلف السفيرة يونس نفسها عناء قول كلمة واحدة للوفد الاعلامي، لا بل صح القول إنها تقاعست عن القيام بواجباتها كممثلة للبنان، وهي لم تستخدم السلفة التي أرسلتها لها وزارة الخارجية والمغتربين قبل 20 يوماً لصرفها على الوفد الذي كان من المفترض أن يكون ممثلاً لرئيس الجمهورية، بهدلت وفداً دبلوماسياً وإعلامياً في «بيت لبنان»، ثم وقفت مبتسمة ترحب وتقبل المسؤولين الأفارقة الذين توافدوا لمصافحة الشامي.
قصة يونس تتكرر مع أسماء سفراء آخرين مروا في سفارات لبنان في دول أفريقية عدة وتتناقل قصصهم الجاليات اللبنانية من بلد الى آخر، وبعض هذه القصص يندى لها الجبين.

السابق
هل صحيح أن القاعدة تتحكم بالطريق بين بيروت والجنوب؟
التالي
مخاوف من توسيع دائرة استهداف “اليونيفيل”