الشرق: تفجير اليونيفيل هل يسرع تشكيل الحكومة

تسارعت وتيرة الحوادث في لبنان، الأمنية منها والسياسية، في الساعات الأخيرة، بوتيرة تنذر بالانزلاق نحو متاهات خطيرة اذا لم تتوافر المعالجات على المستوى المطلوب. وكل التحذيرات الصادرة من الداخل والخارج من مغبة التلكؤ في تأليف الحكومة وسط تعقيدات المنطقة حيث يتداخل الاقليمي بالدولي فيترجم لبنانيا، ارخت بثقلها بعد حادث استهداف قوة من اليونيفيل في الرميلة لتكتمل فصول مشهد الدولة المتجهة نحو الفوضى في ظل توظيف الوقائع والمعطيات المتسجدة التي تشكل وضعا مثاليا للاعبين على المسرح اللبناني لمصالح اقليمية.

ردة الفعل الايطالية
وأكدت المصادر ان اعلان وزير الدفاع الايطالي اغناسيو لاروسا عزم بلاده سحب جنود من الكتيبة الايطالية العاملة في قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان على خلفية جرح ستة عناصر في تفجير أمس، يقتضي الوقوف عنده مليا والتمعن في نتائجه، خصوصا ان استهداف اليونيفيل جاء في اعقاب العقوبات الاوروبية في حق الرئيس السوري بشار الاسد، وبعد قمة دوفيل لزعماء مجموعة الثماني الذي تضمن تهديدا مبطنا لدمشق وطالب الاسد بالكف عن اللجوء الى القوة ضد شعبه والاستجابة لمطالبه المشروعة.

خطورة الفراغ السياسي
وحذرت في هذا الاطار، من إعادة استخدام لبنان صندوق بريد لتبادل الرسائل بين القوى الاقليمية، ذلك ان الفراغ السياسي يفتح المجال واسعا أمام المزيد من التدهور والحوادث الأمنية وحتى عودة الاغتيالات، في ما لو استمرت الأمور على حالها، لأن المستفيدين من الفراغ كثر والطابور الخامس يبدو جاهزاً لتوظيف المسرح اللبناني في كل لحظة للاصطياد في المياه العكرة.

اتصالات الدول المعنية والجيش
وسط هذه الأجواء، تكثفت الاتصالات الديبلوماسية بين ممثلي الدول المشاركة في عداد اليونيفيل لاسيما منها اسبانيا وايطاليا وفرنسا من جهة وبين الدول الثلاث وقيادة الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية من جهة ثانية. وأشارت مصادر ديبلوماسية لــالمركزية، الى ان حصيلة الاتصالات التي قومت حادث الرميلة أكدت أنه ترجم المخاوف التي عبرت عنها الديبلوماسية الاوروبية في وقت سابق خصوصا ان الحادث هو الثاني من نوعه بعد اختطاف الاستونيين السبعة، والمستهدف واحد الاتحاد الاوروبي.
وأوضحت ان ديبلوماسيات الدول الثلاث ناقشت تقريرا مفصلا عن الحادث في انتظار تقرير آخر تضعه لجنة مشتركة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لافتة الى انه وعلى رغم الاشارات الدولية التي تضمنها الحادث بما توافر من معطيات فإن النتائج الاولية لم تشر الى الجهة التي خططت ونفذت العمل الاجرامي.

هل تتسرع خطوات التأليف؟
ازاء هذا الواقع، أكدت أوساط مواكبة لمسار تشكيل الحكومة ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الذي أشار الى ان المدة الزمنية للتأليف ليست مفتوحة زمنيا وأنه سيتخذ في اللحظة المناسبة القرار الصائب لوضع الأمور في نصابها، لم يقطع حبل الاتصالات مع القوى المعنية في التشكيل وأن التواصل قائم خلف الكواليس لإيجاد المخارج اللازمة للإفراج عن الحكومة العتيدة. ولفتت الى ان تطورات الساعات الأخيرة سياسيا وأمنيا من شأنها الدفع في تسريع الخطوات لملء الفراغ، بعدما عبر الأطراف كافة عن خطورة الحال التي وصلت اليها البلاد من حزب الله الذي ضمن بيانه السبت تنديدا بالاعتداء على اليونيفيل ودعوة الأجهزة اللبنانية الى التحقيق وكشف الفاعلين الى كلام رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط الذي سمى الأمور بأسمائها ومواقف القيادات الروحية الميسحية والاسلامية. وأكدت ان التطورات المتسارعة حملت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي على الانصراف الى درس الاحتمالات كافة لتشكيل الحكومة وحث القوى السياسية المعنية على الدفع في هذا الاتجاه.

التحقيق مع جثة
فوجئ ذوو الطبيب الذي قتله رجال الامن في سورية ان جثته شبه متحلّلة. ما اكد ان المسؤولين الامنيين احتفظوا بها وقتاً غير قصير بعد الوفاة… والأسوأ ادعاء اولئك المسؤولين ان تأخير التسليم يعود الى اجراءات التحقيق… فهل كانوا يحققون مع الجثة؟!.

السابق
الأنوار: اليونيفيل تعلن عن تقدم التحقيق بالاعتداء على جنودها
التالي
الجمهورية: التأليف يراوح… والاتّصالات في المجلس اليوم