المرأة: تظاهرة في لبنان اليوم والفايسبوك جمع 12000 توقيع

إنسجاما مع روح الثورات الشعبية العربية ودور المرأة الريادي في هذه الثورات، حيث عملت يدا بيد وشاركت جنبا الى جنب مع الرجل في التظاهرات واعتقلت وجرحت واستشهدت في سبيل حرية الشعوب العربية كان لا بد ان تكمل مسيرتها بالمطالبة بحقوقها والكف عن استخدام العنف ضد المرأة من قبل الرجل.
من وجوه هذه المسيرة والمطالب قامت مجموعة من الشباب من مختلف الدول العربية، وهم ناشطون في مجال حقوق الانسان والمرأة، بانشاء صفحة على موقع الفيسبوك بعنوان "لا للعنف ضد المرأة. لكنّ اللافت ان هذه الصفحة خلال بضعة اسابيع قليلة استطاعت ان تتخطى بعدد المنتسبين إليها 12 ألف مشترك، والرقم في تزايد مستمر، ما يدل على واقع المرأة العربية المتعطشة لحقوق اكثر والفاقدة لبعض شعور الامان والحماية.
مجموعة من الشابات والشبان المؤمنين بحقوق المرأة والمساواة الاجتماعية أطلقوا البداية من لبنان، بينهم شاب يأتي من العمل مع المجتمع المدني، هو الناشط الاجتماعي طارق ابوزينب، الذي عمل على تأسيس الصفحة الفايسبوكية في 21  آذار 2011 لمناسبة عيدم الام واليوم العالمي للمرأة, وهو يمن أنه "عندما يجتمع الأفراد والجماعات، ينتج عن الأفكار المشتركة والتعاون دعماً أخلاقيّاً وعملياً يعزز في نهاية المطاف عمل كل فردٍ ويؤدي إلى تغيير إيجابي في المجتمع".
ويضيف: "أنا عربي الانتماء و الهوية، تأثرت بنتيجة تراكمات اجتماعية وانسانية اكتسبتها من المؤسسة التي اعمل بها، والتي تهتم بالتنمية البشرية المستدامة، كما تأثرت بالنائب بهية الحريري وبعملها ونشاطها في دعم نهوض المرأة العربية، كما انني مؤمن أن سلامة أي أمة في حركتها التاريخية هي في أن ينطلق الإنسان واحداً في كل تنوعاته، و في هذا المجال لا ينتقص من شأن البيت وشأن الأمومة، لكن شأن الأمومة كشأن الأبوة ينطلق من ضرورة رعاية الأجيال الآتية، وبذلك فإن الأمومة لا تحاصر المرأة داخل نطاقها كما أن الأبوة لا تحاصر الرجل في ذلك، فللمرأة آفاق تغني أمومتها بها كما يغتني المجتمع بها، وهكذا بالنسبة إلى أبوّة الرجل، وقد رأينا من خلال التجربة التاريخية والمعاصرة أن المرأة استطاعت أن تخوض في مسائل السياسة ومسائل الاجتماع والاقتصاد، وأنها إذا لم تتفوق على الرجل في بعض المواقع، فإنها لا تقل عنه في نجاحاتها الواقعية واهميتها في المجتمع".
ويضيف ابو زينب ان " هذه الصفحة  مصدر من مصادر إحداث التغيير"، ويوجه نداء الى "نساء العالم العربي لاغتنام الفرصة والتمسك برياح التغير التي تهب قي عالمنا العربي لتعزيز حقوقهم وحقوق الانسان والديموقراطية".
ويقول انه "اصبح للصفحة مندوبين من 22 دولة عربية يرصدون انتهاكات حقوق المراة والانسان وسوف ننظم قريبا تحركا في جميع الدول العربية"، أما أهداف الصفحة فيعرضها ابو زينب بـ8 أهداف رئيسية وهي:
إبراز القيمة الانسانية بين المرأة والرجل .
تصحيح العلاقة الانسانية بين المرأة والرجل والمشاركة في صنع القرار.
إستهداف المباشر للمرأة العربية لترسيخ الوعي والمعرفة.
إبراز الاخلاقيات الايجابية التي نشأت في كل الحضارات والديانات السماوية التي تبرز دور المرأة الفعال في المجتماعات.
إيجاد ارضية مشتركة بين المرأة والرجل للنهوض بالأسرة العربية والمجتمع العربي عموما والمرأة العربية خصوصا.
تمكين المرأة العربية اجتماعيا واقتصاديا واعلاميا.
فقد استطاعت المرأة في الوطن العربي، كما هو الحال في بلدان العالم الثالث، ان تحقق انجازات كبيرة في ميادين العمل والتعليم والحياة القانونية والاجتماعية وان تصبح في نظر القانون الى حد ما مساوية للرجل في وضعياتها الاجتماعية والسياسية.
ورغم موجة التغييرات العاصفة في موقع المرأة الاداري والسياسي والقانوني والاقتصادي والاجتماع إلا أنّ الثقافة التقليدية السائدة ما زالت تقف موقفا سلبيا ازاء المرأة وجودا واداء ومصيرا. فالرواسب الثقافية التي تضع المرأة في موضع القصور والدونية ما زالت في اوج قوتها وما زالت تجد ينابيع تاريخية عدة تدفعها الى النشاط والحيوية في كل مرحلة أو حقبة تاريخية وتضرب هذه الرواسب الثقافية جذورها في عمق الثقافة التقليدية التي تجعل المرأة في مرتبة أدنى من مرتبة الرجل. وفي هذا السياق تؤكد اكثر الدراسات الجارية على ان تحرر المرأة هو رهن بتحرر الرجل.
إذ ثمة ارتباط قوي بين تحرر المرأة على حد تعبير المفكّر روجيه غارودي، الذي يعتقد أن "الفارق بين المرأة والرجل فارق يستند الى ثقافة ذكورية، والى عالم نظمه الرجال، ولذلك فإنّ تحرير المرأة مرهون بدرجة تحرر الرجل من ثقافة وخرافات واوهام يسخر منها الواقع في كل دقيقة، وفي الوطن العربي تلعب الافكار التقليدية المحافظة دورها في تبرير صيغة المرأة المتخلفة".
"أعجبني في الصفحة فكرة أنه تم تأسيسها على يد درجل لبناني عربي مؤمن بحقوق المرأة، وحريص على ان لا تهدر هذة الحقوق بعد الثورات"، هذا ما قلاته الناشطة ابتسام حسن عوض من جمهورية مصر العربية, وتابعت: "يجب ان نذكر تكوين الانظمة  الجديدة والحكومات الجديدة بأن حركتنا هذه البداية وليست النهاية ولنذكرهم ايضا  الا ينتزعوا من المرأة حقوقا انما العمل على اعطاء المرأة العربية جميع الحقوق المدنية"، وتستطرد: "ذكرتني الصفحة عندما بدأنا اسقاط النظام في مصر من خلال المواقع الاجتماعية، وهي سيكون لها دور كبير في تحصيل الحقوق الكاملة للمرأة من رصد انتهاكات المرأة والحد من العنف الاسري والتقارب الانساني بين المرأة والرجل في البلدان العربية".
أما الناشطة ابتسام محمد سوسة من المغرب فتقول: "جاء تقرير الأمم المتحدة عن وضع  المرأة في العالم العربي ليؤكد أنها تعاني من العنف، هذا بالإضافة إلى وجود قوانين أحوال شخصية في عدد كبير من البلدان العربية متحيزة بشدة ضد النساء، و17 بلدا من مجموع 21 دولة عربية صادقت على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء الا أن أغلب هذه الدول وضعت تحفظات شديدة على هذه الاتفاقية"، وبرأيها أنّه يجب "البدء من هذه الصفحة لدعوة جميع نساء العرب لتطوير تحركنا".
 
 

 

السابق
تجاوزات ‘بلدية’ وربّ ثلاثين نموذجا
التالي
سليمان وبارود يتجهان لاحالة ريفي على التحقيق القضائي