اليونيفيل: لاستخلاص العبر من مأساة 15 أيار

ينشغل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وبلاد الشتات، حاليا، بالتحضير للتحرك الضخم الذي يعدون له في ذكرى النكسة في 5 يونيو (حزيران) المقبل، وهو شبيه، إلى حد بعيد، بتحركهم في ذكرى النكبة في 15 مايو (أيار)، إلا أنه سيكون أوسع وأدق تنظيما، وقد يمتد برا وبحرا، بحسب منظمي التحرك.

ويشرح أحد المنظمين أن «فكرة المظاهرات الحدودية التي انطلقت في 15 مايو كان يعد لها منذ أكثر من عام، فبعد أن رأى اللاجئون الفلسطينيون الاندفاع التركي باتجاه غزة قرروا أنه حان الوقت لكسر القيود. وقد استلزم التحضير للتحرك الماضي هذا الوقت كله نظرا لشموليته وأهدافه البعيدة». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على الصعيد اللبناني كان هناك تقصير في 15 مايو في تأمين وسائل النقل للراغبين، فبقي نحو 65 ألفا في مخيماتهم غير قادرين على التوجه إلى الحدود، أما اليوم فيتم تسجيل الأسماء منذ فترة، سعيا لإنجاح التحرك وفق المعايير كلها».

ويكشف هذا الناشط عن أن «هناك اتجاهين لتحرك 5 يونيو: فإما أن تكون هناك حشود ومسيرات مليونية من البلدان الحدودية كلها باتجاه فلسطين، وإما أن يقتصر التحرك على بضعة آلاف ينصبون خيامهم على الحدود، على الأقل لمدة أسبوع، ويقيمون النشاطات على الشريط الشائك»، لافتا إلى أنه «حتى الساعة لم يتم اتخاذ قرار بأي اتجاه ستذهب الأمور». ويؤكد المنظم أن «هذه التحضيرات تتم بالتنسيق مع الجيش اللبناني؛ لأن الفلسطينيين يبقون نصب أعينهم المصلحة العليا اللبنانية وهم تحت سيادة القانون اللبناني».

في السياق عينه، يؤكد قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان، منير المقدح، أن «اللجان المنتشرة في مصر ولبنان والأردن وغزة تنسق مع بعضها بشكل يومي، وهي متصلة بلجان أخرى منتشرة في أوروبا تسعى جاهدة لإنجاح التحرك المنتظر». ويلفت إلى أنه «يتم العمل على أن يشمل التحرك البر والبحر، فتتوجه بموازاة الحشود البشرية سفن تقل اللاجئين إلى حيفا ويافا وعكا بحرا». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب من الدول العربية تأمين الحماية اللازمة لهذه المسيرات، فقد كفانا 63 سنة من المعاناة.. قد ضاقت بنا الأرض وباطنها، وبالتحديد هنا في لبنان، لم يعد لدينا مكان ندفن فيه موتانا».

ويستنكر المقدح من يتحدث عن وجوب ضبط النفس، وكأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي متساويان.. ويضيف: «من أراد أن يتصدى لنا فليحاول، وإن مُنعنا من ركوب الباصات باتجاه الحدود سنذهب سيرا على الأقدام، فقد انطلقت كرة النار لتحرق إسرائيل».

ولا تبدو قوات اليونيفيل، العاملة في الجنوب اللبناني، على علم بهذا التحرك؛ إذ ينفي نائب الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تينانتي لـ«الشرق الأوسط» أي علم لهم بما يعده الفلسطينيون، ويقول: «ليس لدينا أي معلومات في هذا الصدد؛ فالجيش اللبناني هو المسؤول عن الأمن والقانون والنظام في المنطقة، علما بأننا على تعاون وتنسيق مستمرين معه، وعلى اتصال منتظم، وهو يبقينا على علم بكل المستجدات في هذا الإطار».

وإذ يؤكد تينانتي أن «المهمة الأساسية في هذه الأثناء لقوات اليونيفيل تنحصر في إجراء التحقيقات اللازمة وفي محاولة عزل الحادثة التي وقعت في 15 مايو كي لا تتكرر»، يدعو الفرقاء كافة إلى «استخلاص العبر والدروس من المأساة التي وقعت على الحدود في ذلك التاريخ تجنبا لسفك المزيد من الدماء».

السابق
شخصيات رفيعة في إسرائيل تدعو الغرب للاعتراف بالدولة الفلسطينية
التالي
الجمهورية: الجنوب يهتز على وقع الضغوط الدولية