النهار: “اليونيفيل” بعد الأستونيين السبعة في مرمى الانتقام

ما تعرضت له امس القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" وسقوط جرحى في صفوفها في الانفجار الذي استهدف قافلة سيارات عسكرية للكتيبة الايطالية عند المدخل الشمالي لصيدا، أثار قلقا داخليا وخارجيا من أن يكون لبنان عاد ليكون منصة لتصفية حسابات اقليمية، مع العلم أن البلاد لا تزال تعاني وطأة أزمة تأليف حكومة متمادية منذ 25 كانون الثاني الماضي، أضيف اليها انفجار داخل حكومة تصريف الاعمال يتعلق بادارة قطاع الاتصالات.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" ان حادث "اليونيفيل" يوحي بأن مسلسل الرسائل الى الاوروبيين والذي بدأ مع خطف السياح الأستونيين السبعة في آذار الماضي الى تصاعد. ولفتت في هذا الاطار الى ان العقوبات الاوروبية التي اعتمدت حديثا في حق الرئيس السوري بشار الاسد تزامنت مع تهديد سوري بأن الاوروبيين "سيندمون" على خطوتهم هذه.

الحادث

ولفت مراسل "النهار" في صيدا الى ان حادث أمس هو الثاني من نوعه منذ ثلاث سنوات وفي المنطقة عينها. وضمت القافلة المستهدفة أربع سيارات. وأسفر تفجير عبوة ناسفة لدى عبورها عن تحطم السيارة الاخيرة من القافلة واصابة جميع ركابها الستة بجروح، فضلا عن اصابة مدنيين اثنين وجدا في المكان مصادفة.
وفيما عهد الى خبراء دوليين في التحقيق في الحادث، صرح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" نيراج سينغ بأن الانفجار "مرفوض"، لكنه أكد التعاون والتنسيق مع الجيش والسلطات اللبنانية وعدم اكتراث قوة الامم المتحدة "لهذا الاعتداء" واستمرارها في "عملها من أجل الاستقرار والسلام".

ردود فعل

ونددت بالاعتداء شخصيات رسمية وسياسية وفاعليات في مقدمها رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الذي حذر من "أي محاولات لاستخدام لبنان ساحة جديدة لتوجيه الرسائل ضد المجتمع الدولي وقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تحديدا".
وربط رئيس مجلس النواب نبيه بري بين الحادث ووقوع لبنان في "الفراغ السياسي الراهن"، بينما وصف "حزب الله" الاعتداء بأنه "عمل اجرامي"، داعيا الى "كشف الفاعلين ومعاقبتهم".

ايطاليا

وفي روما، نقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان حكومة ايطاليا تبحث مع الاطراف المعنيين في مسألة خفض عديد وحدتها العاملة في اطار القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان.
كذلك نقلت عنه وكالة "آكي" الايطالية قوله للصحافيين بعد ساعات من اصابة ستة جنود ايطاليين يعملون في اطار "اليونيفيل" في انفجار عبوة ناسفة: "نحن عازمون على القيام بذلك، وسوف نجد الصيغة المناسبة". إلا أنه اضاف: "بالطبع، لن نقول إننا سننسحب غدا، فسنقلص جنودنا تدريجا".

نيويورك وباريس

في نيويورك، ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون بالحادث وقال: "إنه أمر مؤسف، خصوصاً أن اليوم يصادف اليوم العالمي لقوات حفظ السلام في الأمم المتحدة". وأضاف أن الأمم المتحدة "ستعمل في شكل وثيق مع السلطات اللبنانية من أجل تحقيق كامل وسريع في الهجوم من أجل احالة مرتكبيه على القضاء".
وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن "فرنسا تدين بشدة الاعتداء على الكتيبة الايطالية في اطار اليونيفيل… وتطلب كشف حقيقة هذا الاعتداء… ندعو السلطات اللبنانية الى بذل كل ما في وسعها لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة. لن نقبل بالمساس بأمن الجنود المنتشرين في اطار عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة… تذكر فرنسا بالتزامها أمن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته".

واشنطن

في واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: "ندين الاعتداء على… القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل). نتوجه بتعازينا الى ضحايا هذا الهجوم".
وأضاف: "ندعو الحكومة اللبنانية الى إجراء تحقيق كامل في هذا الحادث وظروف الهجوم، والقيام بما يلزم لجلب مرتكبي الهجوم سريعا أمام العدالة".

أستونيا

وفي تالين، وجه المسلمون في استونيا أمس نداء الى اللبنانيين والسوريين للمساعدة في اطلاق السياح الأستونيين السبعة الذين خطفوا في لبنان قبل نحو شهرين.
وقال المسؤولان في الرابطة الاسلامية في استونيا تيمور سيف الله والمفتي ايلدار محمدين في بيان: "نتوجه اليكم جميعاً للمساعدة في اطلاق سياح استونيين لانهم قريبون منا قربكم من افراد عائلاتكم".

الاتصالات

على صعيد آخر، حسم الجدل حول الشبكة الثالثة للاتصالات التي تقع ضمن مسؤولية الادارة العامة لهيئة أوجيرو والتي أراد ان يستعيدها وزير الاتصالات شربل نحاس، واقتضى الحل أن يتمركز الجيش في الطبقة الثانية من مبنى الهيئة بدل عناصر فرع المعلومات التي استمر وجودها في طبقات أخرى من المبنى.
وقالت مصادر عسكرية لـ"النهار" ان اتصالات أجريت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال ووزير الداخلية بالوكالة الياس المر أوجدت حلاً استمزجت فيه قيادة الجيش، فتم الاتفاق على تسلم الطبقة الثانية في أوجيرو في انتظار المعالجة السياسية في المرحلة اللاحقة.

ريفي

وأبلغ المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي "النهار" أن الاتصالات التي تلاحقت منذ صباح أمس أدت إلى اتفاق سياسي، بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الدفاع والداخلية بالإنابة في حكومة تصريف الأعمال والوزراء المعنيين، قضى بتسلم الجيش مهمة حماية معدات الهبة الصينية التي كان يتولاها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بمقر وزارة الاتصالات.
وقال: "تولينا قائد الجيش العماد جان قهوجي وأنا تنسيق عملية التنفيذ. وأنا مرتاح جداً إلى هذا الترتيب، فنحن والجيش واحد وثقتنا بالجيش كثقتنا بأنفسنا، والمعدات التي كان يتهددها خطر التفكيك والنقل هي اليوم بين أيدٍ أمينة، تماماً كما كانت بين أيدينا".
وسئل عن قضية حجب "داتا" الاتصالات الهاتفية الخليوية عن قوى الأمن، فأجاب: "لم نبحث في هذا الموضوع، لكننا نطالب باستمرار السلطات السياسية بإعطائنا مخرجاً يسهّل عملنا. وبعد التفجير المجرم في قافلة "اليونيفيل" أصبحت هذه القضية ملحّة أكثر من أي وقت مضى. في كل الأحوال، نحقق بكل طاقتنا في هذه الجريمة، لكن كشف أعمال إرهابية من هذا النوع يستغرق وقتاً في العادة".
وليلاً، علمت "النهار" ان الوزير نحاس سلّم فرع المعلومات "الداتا" التي كان يؤخر تسليمها منذ 25 نيسان الماضي.

السابق
اطلاق حملة قانونية من نقابة الصحافة لمقاضاة إسرائيل
التالي
معالي المواطن الأخير.. .. زياد بارود