الديار: جهود سليمان نجحت

ما كاد لبنان ينتهي من ازمة الاتصالات التي وصلت الى حدود الانفجار الامني بين القوى المتنازعة، حتى فوجئ بانفجار استهدف قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، ما ادى الى سقوط جندي وسبعة جرحى من الوحدة الايطالية العاملة في الجنوب. وبذلك عادت الهواجس لتقلق المعنيين على الساحة اللبنانية بأن الحراك الجماهيري في منطقة الشرق الاوسط سيصل بتداعياته الى لبنان خصوصا ان المجتمع الدولي الذي عقد اخطر اجتماعاته في دوفيل عندما التأمت الدول الثماني وقررت اتخاذ التدابير في حق بعض الدول العربية ومنها ليبيا واليمن. وبالتالي فإن المجتمع الدولي اصبح متورطا في الانتفاضات العربية عبر القرارات المتتالية التي تصدر تباعا وبوتيرة متصاعدة، مما دفع بالمراقبين الى التحوط والخشية من ان يصيب هذا الصراع الدولي مع الانظمة العربية الساحة اللبنانية، وتحديدا جنوب لبنان حيث عدد من الدول الاوروبية مشترك في قوات حفظ السلام الدولية في الجنوب. علما ان الجنوب اللبناني ايضا كان قد شهد في يوم النكبة في 15 ايار مواجهات حدودية تجسدت باختراق جماهيري للشريط الشائك الفاصل بين لبنان وفلسطين وادى الى سقوط عدد كبير من الشهداء، وفي ضوء معلومات عن قيام ناشطين فلسطينيين بالتحرك مجددا يوم الخامس من حزيران في ذكرى النكسة لتكرار المحاولة، وهذا ما سيدفع الامور ربما الى مزيد من المحاولات.
في حادث هو الاخطر الذي يستهدف قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل منذ سنوات، استهدف انفجار سمع دويه في ارجاء مدينة صيدا وقرى الى الشرق منها، موكب للوحدة الايطالية العاملة في اليونيفيل على طريق الاوتوستراد الساحلي عند الطرف الجنوبي لبلدة الرميلة في ساحل الشوف، ادى الى اصاباتها اصابات مباشرة، وادى ذلك الى مقتل جندي ايطالي وجرح اربعة اخرين احدهم بحال الخطر.

الديار قصدت المكان حيث تبين ان العبوة الناسفة كانت موضوعة الى جانب الطريق عند المسرب الغربي المؤدي من بيروت الى صيدا، ادى انفجارها الى احداث حفرة بعمق متر واحد، وقد بدت السيارة العسكرية الايطالية المستهدفة محترقة وفيها بعض اثار الدماء على مقاعدها، فيما نجت سيارات عسكرية اخرى كانت ضمن الموكب الايطالي العابر من بيروت نحو الجنوب. وقد حضرت الى المكان قوة من الجيش اللبناني ومن فرقة الشرطة العسكرية في الجيش اضافة الى عدد من ضباط الوحدة الايطالية وقيادة اليونيفيل، فيما حضر فريق من الادلة الجنائية التابعة للجيش اللبناني واجرت كشفاً على المكان وعاينت السيارة المستهدفة.

وذكرت معلومات ان زنة العبوة التي انفجرت قرب جسر الاولي قدرت بـ 10 كلغ من مادة الـ ت.ن.ت وان العبوة فجّرت عن بعد عبر جهاز ريموت كونترول. وذكر ان شبكة عنكبوتية امنية ضربت حول نطاق العملية وتم جمع المعلومات واخذ الادلة والبصمات بمشاركة الاجهزة اللبنانية واليونيفيل. وعلم ان الجريحين اللبنانيين اللذين اصيبا بالانفجار غادرا المستشفى.

في وقت لاحق، اعلنت وزارة الدفاع الايطالية عن مقتل جندي ايطالي وجرح اربعة آخرين، فيما نفى وزير الدفاع الايطالي مقتل اي جندي، في وقت اعلن المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل اندريا تننتي ان احدى الآليات التابعة لليونيفيل تعرضت لانفجار عبوة ناسفة لدى مرورها في منطقة صيدا – نهر الاولي ما ادى الى وقوع قتيل وعدد من الجرحى من عناصر الدورية.

واكد الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل في لبنان نيراج سينغ انه وفي ساعة متأخرة من بعض ظهر امس تم استهداف آلية تابعة لليونيفيل على طريق صيدا السريع. ورفض تحديد هوية الآلية المستهدفة او عدد القتلى والجرحى حتى انتهاء الفريق المعني في القوات الدولية الذي يعاين مسرح الانفجار حاليا من تحقيقه الاولي.

اوضح الممثل الشخصي لقوات الـيونيفيل ميلوس شتروغر ان هناك 6 اصابات في انفجار الاولى – صيدا امس بينهم مدنيون، 5 منهم جروحهم عادية وواحد اصيب بشكل بالغ وهو احد الجنود، مشيرا الى ان المعلومات المتوافرة ان حالة الجندي ليس خطرة وهو يتحسن.

وقال: لطالما شددنا التدابير الامنية وقمنا بتدابير واضحة لجنود حفظ السلام لكن اعتداء اليوم (امس) لم تكن التدابير الامنية جيدة جدا وسير التحقيق جيد حتى الآن.
واشار الى انه ليس هناك اي مؤشر بأن هناك رسالة سياسية لما حصل والاستهداف حصل ضد اليونيفيل وضد القرار 1701.

دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس حادثة التفجير التي استهدفت القوات الايطالية معتبرا انه من المؤسف حصول الانفجار وخاصة في اليوم العالمي لقوات حفظ السلام في الامن المتحدة.
كما اكد على العمل مع السلطات اللبنانية لكشف ملابسات الهجوم وتحويل المسؤولين عنه الى القضاء.

كما استنكر الحادث كل من الرؤساء الثلاثة سليمان وبري والحريري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وشخصيات سياسية.
وزار مكان الانفجار قائد الدرك العميد صلاح جبران يرافقه قائد منطقة الجنوب الاقليمية العميد منذر الايوبي والتقى ضباطاً من الجيش اللبناني، وجرى معاينة المكان.
يذكر ان الانفجار وقع على بعد عشرات الامتار من المكان الذي استهدفت فيه سيارة عسكرية للوحدة الايرلندية في شهر كانون الثاني 2008، والذي ادى الى جرح جنديين ايرلنديين.
في ضوء الاتصالات التي جرت لمعالجة ملف مبنى وزارة الاتصالات، تم الاتفاق وحسب مصادر مطلعة، على معالجة ما حصل في ضوء اتصالات مكثفة جرت على اعلى مستوى لتدارك الموقف الناجم عن استمرار بقاء عناصر المعلومات في المبنى.
وقالت المصادر ان رئيس الجمهورية تواصل في هذا الاطار بشكل اساسي مع الرئيس نبيه بري من اجل معالجة الامر. وفي ضوء هذه الاتصالات المكثفة التي شملت الاطراف المعنية الاخرى، تم الاتفاق على ان يتسلم الجيش اللبناني الطابق الثاني في المبنى وتبقى قوة من امن السفارات التابعة لقوى الامن الداخلي مسؤولة عن الامن عند مدخل المبنى. وشدد الرئيس بري خلال الاتصالات هذه ايضا بالاضافة الى تمركز الجيش في الطابق الثاني، على متابعة هذه القضية وما جرى عبر القضاء العسكري بغية جلاء كل ما حصل واتخاذ القضاء القرارات المناسبة.

وذكرت مصادر اخرى ان الاتفاق نص على ان تبقى قوى الامن الداخلي في الطابقين السابع والثامن حيث الاتصالات التقنية التابعة لهذه القوى على ان يتسلم الجيش حماية المستودعات التي بقيت مقفلة ومفاتيحها في عهدة شركة اوجيرو، على ان يتولى حماية امن المبنى من الخارج جهاز امن السفارات التابع لقوى الامن الداخلي.

وعند الساعة السابعة وصلت قوة من الجيش اللبناني الى مبنى الاتصالات وانتشرت في الطابق الثاني، في مبنى التخابر الدولي التابع لوزارة الاتصالات. فيما انتقل عناصر فرع المعلومات الى ساحة تقع في جانب المبنى بانتظار مغادرتهم.
وكان نهار امس وقبل الوصول الى انتشار الجيش سجل الصورة الآتية:

تمسك اللواء اشرف ريفي، حسب ما اعلن بعدم السماح بنقل الشبكة الخلوية الثالثة من وزارة الاتصالات من دون قرار من مجلس الوزراء، لافتا الى ان قوى الامن تتحمل المسؤولية في حال تعرضت هذه المنشآت للتلف او السرقة، فيما يصر الوزير شربل نحاس على نقل المعدات للافادة منها في توسيع احدى شبكات الهاتف العاملة ما يمكنها من توفير نظام G3 للمشتركين. واشارت المعلومات الى ان الشبكة الثالثة جاهزة للتشغيل بسعة 50 الف خط، وهي عبارة عن هبة قدمتها الصين للبنان وكدعاية لاحدى الشركات ووضعت في عهدة مدير عام الصيانة والاستثمار في الوزارة عبد المنعم يوسف الذي رفض نقلها وطلب من اللواء ريفي في كتاب وجهه اليه فك المعدات. وذكرت معلومات ان الوزير شربل نحاس كان يسعى من خلال الخطوة التي اقدم عليها الى الحصول على هارد ديسك، وهو قرص مدمج قدمته فرنسا الى شعبة المعلومات يمكنه اعتراض 50 الف جهاز في الوقت نفسه وتعقب من يعترض الاتصالات وهو جهاز متطور في عالم الاتصالات.
وفي المواقف، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تابع هذا الملف مع الوزراء في حكومة تصريف الاعمال الياس المر وزياد بارود وابراهيم نجار ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا من اجل تكليف القضاء التحقيق واتخاذ الاجراءات وعدم تنفيذ قوى الامن قرار وزير الداخلية باخلاء مخفر الحراسة الذي وضع على الطبقة الثانية في وزارة الاتصالات.

وكان الرئيس سليمان دعا النيابة العامة التمييزية لوضع يدها على القضية لناحية عدم تنفيذ قوى الامن الداخلي قرار وزير الداخلية، فيما طالب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بمتابعة قضية محاولة وزير الاتصالات وضع يده على الشبكة الثالثة للاتصالات.

وعقد تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون اجتماعا استثنائيا حيث دعا العماد عون بعد الاجتماع الرئيس ميشال سليمان الى كف يد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي واحالته الى القضاء العسكري، داعيا الرئيس سليمان ان يمارس صلاحياته وحمل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري مسؤولية تغطية العمل الانقلابي. وعلم ان العماد عون اعطى فرصة للحل حتى نهار الاثنين لمغادرة عناصر المعلومات مبنى وزارة الاتصالات والا سيكون له مواقف تصعيدية.
اما النائب محمد رعد فدعا الجيش اللبناني الى توفير الحماية لوزارة المال ومديرية الضريبة على القيمة المضافة خوفا من ان يجري فيها ما جرى في وزارة الاتصالات.
واعتبر حزب الله في بيان، ان الاعتداء الخطر والغريب الذي ارتكبه فرع المعلومات في مبنى مركز التخابر الدولي – والذي اظهر الدولة وكأنها تنقلب على نفسها – يطرح اسئلة مشروعة لدى المواطنين، حول ما يجري في بلدهم، وهل ان ما لديهم هو اجهزة امنية رسمية ام انها دويلات وجزر امنية تابعة لمسؤولين سياسيين وليس للدولة، وولاؤها للزعماء وليس للوطن؟

وقال: ان ردة فعل بعض الاجهزة على النحو الذي رأيناه لناحية منع الوزير المختص من ممارسة صلاحياته ورفض الجهات المختصة الخضوع لاوامر وزير الداخلية، يضعنا امام ريبة وشك كبيرين حول وظيفة شبكة الاتصالات الثالثة وجهة استخدامها: هل هي لتحقيق ارباح مالية او تآمرية، ام هي شبكة خاصة بقوى 14 اذار او بعض الاجهزة المعينة بمعزل عن الدولة ومؤسساتها.

واشاد البيان بموقف الوزير شربل نحاس ورأى ان موقف وزير الداخلية زياد بارود – وبغض النظر عن الانقسامات السياسية – يشكل صرخة شريفة ومسؤولة تنذر بحجم الخطر الذي يتهدد الدولة والذي قد يؤدي الى انهيارها.
في مجال آخر، دعا رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله اعضاء اللجنة الى جلسة في العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين لدرس ما جرى في مبنى وزارة الاتصالات والمسؤوليات المترتبة على ذلك.

تشكيل الحكومة

وعلى صعيد ملف تشكيل الحكومة رأى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ان المدة اللازمة لتشكيل الحكومة ليست مفتوحة زمنيا وفي اللحظة المناسبة سأتخذ القرار الصائب لوضع الامور في نصابها الحقيقي. وتمنى تشكيل الحكومة بسرعة لانها عنصر اضافي ومهم للاستقرار، ولا سيما في ضوء ما يحصل في المنطقة، وتداعياته على الساحة اللبنانية. وشدد على انه لم يتعرض لاي ضغط من احد والضغط الوحيد عليه هو ضميره ومصلحة لبنان.
ولفت الى انه يعمل لتشكيل الحكومة وفق مقاربة اساسية قوامها الاستقرار ومنع حصول اي فتنة وخصوصا سنية – شيعية، والتمسك بالدستور واحكامه وتعزيز الاقتصاد وحمايته.
من جهته، اوضح رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط موقفه لاحدى الصحف اليومية مشيرا الى دقة كلامه ولو ان عنوان المقالة قد يكون ولّد سوء فهم، الا ان قراءة المقالة كاملة تثبت ان هذا الكلام قيل من باب الحرص على المقاومة ومنجزاتها وعلى الاقتصاد اللبناني، مشيرا الى ان التصريح قيل قبيل كلمة السيد حسن نصرالله الاخيرة ولا يجب توزيع او تحميل المسؤوليات او الغرق في السجالات.
واللافت امس زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى زغرتا حيث تمكن من جمع كل الاطياف في المدينة من 8 و14 آذار، وتحديداً النائب سليمان فرنجية والسيدة نايلة معوض.

السابق
الراي: ثمن الاحتجاجات في سورية… باهظ
التالي
الأنوار: ادانة لبنانية – دولية للاعتداء على اليونيفيل