ارسلان استنكر استهداف اليونيفيل

لم يستغرب رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان التفجير الذي تعرضت له اليونيفيل في صيدا وقال: هذا النوع من الأحداث لم يعد مستغربا في يومنا هذا والمستفيد الأول هي إسرائيل. نستنكر هذا العمل المشين الذي يعرض القرار 1701 للنسف ويستهدف دور المقاومة وهو رسالة متعددة الأوجه.

وعن حادث مركز الإتصالات في العدلية، اعتبر ارسلان في حديث الى تلفزيون المنار أن لبنان يدفع الأثمان منذ القرار 1559 وقد انكشف أمنيا وسياسيا، وكل الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من حفظ الأمن ولم تنظم الخلاف بل طورته، وقال: ما حدث في المركز التابع لوزارة الإتصالات هو رصاصة رحمة على النظام السياسي في لبنان، وهو نتيجة لرمي البلد في دوامة التدويل وتسيب إدارته للنظام السياسي الفاشل الذي سقط عبر التجربة. لم أصدم بما حدث، وإذا لم تتم معالجة هذا الأمر على وجه السرعة فغدا أسوأ من اليوم والمفاجآت آتية.

ورأى أن لبنان الرسمي تواطأ على البلد عام 2006، وتلهينا بالاستراتيجية الدفاعية ونسينا أزمة النظام الذي يؤمن أمن إسرائيل، والطبقة السياسية التي لا تعترف بانهيار النظام السياسي هي طبقة متواطئة على لبنان، والمطلوب بناء دولة القانون والمؤسسات، ومن يمنع الإصلاح في لبنان ليست الإدارة إنما السياسة التي توفر الغطاء السياسي الطائفي. فكل مسؤول يخاطب طائفته وأين المحاسبة؟ لقد أصبحنا في اللادولة، والسائد هي الأعراف والعشائرية والطائفية والمذهبية التي تضبط الإيقاع الحياتي في لبنان، وقد سقطت ورقة التوت.

واعتبر أن الوزير بارود حورب من الجميع من دون إستثناء، داعيا إلى إبقاء وزارة الإتصالات مع تكتل التغيير والإصلاح، لأن الإتصالات والأمن متلازمان وللتيار الوطني الحق بهذه الوزارة نظرا إلى حجمه التمثيلي، ومطالب عون محقة.

وعن دخول الجيش مركز الإتصالات في العدلية اعتبر أنه مخرج، بيد أن الجيش ليس مولجا بإيجاد الحل، ولا مسائلة في لبنان، والحرب الأهلية دليل على صحة مقولة عفا الله على ما مضى. ونحن نكن الإحترام لرئيس الجمهورية، لكن التوافق الذي أفضى إلى وصول الرئيس إلى سدة الرئاسة يعيقه في بعض الأحيان من إتخاذ الموقف الحازم. كما إنها جريمة أن نلبي أي دعوة للجلوس إلى طاولة الحوار الوطني على قاعدة جدول أعمال متعلق بالإستراتيجية الدفاعية، لأن الأهم جدول أعمال إصلاح النظام السياسي.

وفي موضوع العلاقة مع حزب الله أكد التزامه وقناعته التامة بخط المقاومة بغض النظر عن حلفه مع حزب الله. وسأل: مع أي دولة سندمج المقاومة؟ فالخيانة في لبنان قد أصبحت وجهة نظر، ولا قيام لدولة من دون محاسبة، وفي غياب الدولة تغيب المحاسبة.

وبالنسبة إلى التمثيل الدرزي في الحكومة المرتقبة أسف للمفهوم المتخلف الذي يصنف الدروز والكاثوليك والأرمن وغيرهم مواطنين درجة خامسة، معتبرا أنه تمييز عنصري وهو كذبة وليس عرف. وقال: تمثيل الدروز يجب أن ينسجم مع دورهم التاريخي، وفي حكومة رشيد كرامي عام 1969 التي تمثل فيها الأمير مجيد أرسلان بوزارة الدفاع، وكمال بك جنبلاط بوزارة الداخلية، وفيليب تقلا الكاثوليكي بوزارة الخارجية، لم يكن هنالك من حرج لدى أحد. يجب أن نعرف إذا كان الموارنة غير مكتفين برئاسة الجمهورية، والشيعة برئاسة مجلس النواب، والسنة برئاسة الحكومة بالإضافة إلى موقعي نواب الرؤساء للأرثوذكس؟ ليست قضية شخصية، وللدروز حق تاريخي وطبيعي بوزارات كالداخلية والدفاع والمال والخارجية وغيرها. فإذا كان المطلوب تضحية من أجل الدولة المدنية فأنا حاضر، ونرفض التضحية لأي سبب آخر. المناخ الدرزي مستاء ويعتبر أنه لم يصل إلى حقه إطلاقا على المستوى الإداري والعسكري والسياسي.

وعن تشكيل الحكومة اعتبر أن الدستور يجب أن يضبط مدة التشكيل في أطر زمنية، وثقتي بميقاتي هي رهن بمقاربته للتشكيلة الوزارية، وخيارنا لتزكية ميقاتي كان رهنا بالظرف القائم آنذاك.

أضاف: لا يجوز تحميل هموم الأكثرية الجديدة وأزمة التأليف للسيد حسن نصرالله وللمقاومة، فأنا مع المقاومة استراتيجيا، غير أن لي خصوصيتي الدرزية، وللرئيس ميشال عون والرئيس كرامي خصوصيتهما، ولعبدالرحيم مراد خصوصيته، ولسليمان بك فرنجية أيضا، والمونة دائما واردة ولكن ليس على حساب الخصوصية.

وأشار إلى أن سوريا ستخرج من أزمتها، وإلى التوصيف الصيني للأزمة القائم على مبدأ الخطر والفرصة، لافتا إلى أن آل الأسد أبرع من حول خطر الأزمة إلى فرصة، استنادا إلى السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في سوريا إدوار جرجيان في كتابه الفرصة والخطر. وقال: الرئيس الدكتور بشار الأسد يتعرض للضغوطات من أول عهده ولكنه تجاوز العزل وحوله إلى فرصة، وكان آخره الموقف الفرنسي الذي لا يمكن فصله عن الموقف الأميركي، وهو يدفع ثمن الموقف السياسي الممانع والإرادة الشعبية السورية بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، والعقيدة العسكرية المقاومة في سوريا متلازمة مع العقيدة الديبلوماسية وهذا إيجابي. الرئيس الأسد منفتح على الإصلاح منذ بداية رئاسته وسيتجاوز الأزمة بحكمة، وأنا لي الشرف أن يرتبط مصيري بمصير دولة ممانعة كسوريا ولا أحد يعيرني في هذا الشأن. أنا على تواصل دائم مع سيادة الرئيس والقيادة السورية.

ورأى ان كل فكرة المحكمة الدولية هي النيل من المقاومة وسوريا، وهم يبتدعون مبررات لضرب المقاومة وخط الممانعة، وحكمة السيد حسن حالت دون الوقوع في هذا الفخ، وأشارك سماحة السيد نصرالله في رؤيته السياسية لمفاعيل تحرير 2000 وانتصار 2006 إذ كسرت المقاومة أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ختاما، وجه أرسلان تحية إلى أبناء الجولان المحتل، مؤكدا أن قوة سوريا الأساسية تكمن في مقاربتها غير الطائفية للأمور، على عكس ما يجري في المنطقة، وهذا مصدر قوة دولتها ونظامها السياسي.

السابق
خلاف يوسف ونحّاس: لبنان يخسر عشرات المليارات من التلكارت والصيانة
التالي
وديع الخازن: لبنان المتضرر الأول من تفجير الرميله