من جديد.. طهران تقصم ظهر واشنطن

عندما تكسرت كل محاولات واشنطن للنيل من ايران وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، والتي اختلفت أساليبها وصورها واشكالها، منها المعلنة والمباشرة كالحرب المفروضة والتي استمرت لثمانية اعوام، والدعم الواضح لكل اشكال التحركات التي تنفذها بعض الابواق المعادية، خصوصا فتنة عام 1988، وكذلك عجزها الواضح والكبير في تنفيذ تهديداتها الجوفاء بشن الحرب على ايران، مما وضعها في موقف محرج جدا امام حلفائها في المنطقة، بل وفقدت بذلك مصداقيتها، ولذلك لم يبق لها سوى ان تتآمر على هذا البلد وبطريقة مبتكرة وجديدة تعتمد على استقطاب الجواسيس واستخدامهم لمآربها وليس فقط في الداخل بل حتى في الخارج من اجل جمع المعلومات عن المسؤولين والمراكز والمصادر الصناعية المهمة وغيرها لتوفر لها حصيلة من المعلومات قد تمكنها في يوم من الايام ان تنقض على ايران او تصفي حساباتها معها.

الأهداف العالمية
غير ان يقظة ووعي ابناء الشعب الايراني الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل استمرار هذا الثورة الاسلامية وتحقيق اهدافها العالمية في تحقيق العدالة على الارض قد احبطا كل المحاولات الاستعمارية والاستكبارية الواحدة بعد الاخرى، وها هي اليوم وفي خضم المتغيرات المتسارعة بالمنطقة ورغم الحشد الاعلامي والسياسي الصهيوني والاميركي والاقليمي المكثف ضد ايران، تمكنت قوى الامن الوطني وبصورة قاصمة ان تهدم شبكة تجسسية واسعة قد وضعت واشنطن كل ثقلها فيها ودعمتها بمختلف انواع الدعم اللوجستي والمادي، والتي لم تقتصر على الداخل الايراني بل توزعت في دول عدة مختلفة، منها في المنطقة وخارجها من اجل ان تحقق اهدافها وبصورة بعيدة عن الانظار مما شكل في الواقع ضربة قوية قصمت ظهر واشنطن بالدرجة الاولى، ورغم عدم الاعلان عن تفاصيلها الكثيرة من قبل وزارة الامن الوطني فإن ما ترشح يؤكد انه بعد الانقضاض على هذه الشبكة وعواملها وما سيترشح عنها من معلومات قد يدفع واشنطن اولا، والذين يكنون العداء للشعب الايراني، ومن أي طرف وجبهة اخرى، ألا يفكروا ابدا في مواجهة هذا الشعب ومحاولة عرقلة طموحاته الكبرى في الوقوف والدفاع عن المستضعفين في العالم، وكذلك في مواجهة كل المخططات الاستكبارية والاستعمارية التي تريد استعباد الشعوب وسلب حريتهم وارادتهم.
لكن اللافت والمدهش في كشف هذه الشبكة التجسسية وملابساتها ومضاعفاتها هو العمليات المضادة التي قامت بها الاستخبارات الايرانية لارباك وكالة المخابرات المركزية الاميركية وجرها الى المصيدة وكشف قواعدها في دول عدة مجاورة وغير مجاورة، اضافة الى تسمية اكثر من 40 ضابطا من خيرة ضباط الوكالة المركزية، وهذا يعني انها ستستغني عنهم ويكونون خارج الخدمة لانتكاستهم الفظيعة، وتأثيرات ذلك السلبية على عمل الوكالة وادائها، وهذا يعني ان الاستخبارات الايرانية استطاعت ان تهزم مرة اخرى وكالة المخابرات المركزية الاميركية في حربها الجاسوسية.

السابق
عكاظ: خطاب نصر الله يثير قلقاً لبنانياً من صيف حار
التالي
واشنطن تزيد الضغوط على لبنان لتقليص علاقاته مع نظام الأسد