الأنوار: سليمان والحريري مع التحقيق القضائي بخلاف نحاس وقوى الامن

اشكال مبنى الاتصالات في منطقة العدلية بين الوزير شربل نحاس وقوى الامن الداخلي امس، عكس الخلل في علاقة الادارات الرسمية بين بعضها البعض، وسيطرة السياسة على سلوك المسؤولين فيها. وقد كان لهذا الاشكال تفاعلات بدأت مع اعلان وزير الداخلية زياد بارود اعتكافه وتحرير نفسه من اسر وزارة الداخلية، وتواصلت مع تحرك الرئيس ميشال سليمان باتجاه وضع القضاء يده على قضية تمنع قوى الامن من تنفيذ قرار وزير الداخلية.
وقد اجرى الرئيس سعد الحريري طوال يوم امس اتصالات مع رئيس الجمهورية ووزير الداخلية والجهات الامنية والقضائية والعسكرية المختصة، لمتابعة قضية محاولة وزير الاتصالات شربل نحاس وضع يده على الشبكة الثالثة للاتصالات واخراجها من عهدة الشرعية من دون اي مسوغ قانوني.

واكد الحريري ان لا مانع لديه من قيام القضاء المختص بوضع يده على هذه القضية على قاعدة تحديد اسباب تجاوز وزير الاتصالات لقرارات مجلس الوزراء وتحديد الجهة التي يريد الوزير نحاس تسليمها شبكة الاتصالات الثالثة خارج اطار سيطرة الدولة اللبنانية ومعرفتها.

والاشكال الذي وقع بين وزير الاتصالات شربل نحاس وقوّة من فرع المعلومات تمركزت في غرفة لجمع المعلومات في الطابق الثاني من المبنى، سببه محاولة الوزير نحاس تفكيك أجهزة هذه الغرفة التي ركّبت بناء لقرار صادر عن مجلس الوزراء، ويصر فرع المعلومات على ان تفكيك هذه الأجهزة يحتاج بدوره الى قرار لمجلس الوزراء.

وقال المدير العام لقوى الامن الداخلي ان اوجيرو مكلّفة بمرسوم من مجلس الوزراء بصيانة منشآت الشركة الصينية الثالثة للهاتف الخلوي، التي لا تعمل حتى الآن، وقد طلبت منّا تركيز الحراسة حولها، لأن لدى اوجيرو معلومات بأن نحاس يريد تفكيكها، وبالتالي لجأ الى هذه الهمروجة اعتقاداً منه أنه يستطيع إرباكنا. وأضاف: فليسمح لنا نحاس لا هو ولا غيره يستطيع إرباكنا، فنحن والجيش مؤتمنون على أمن البلد ولن نتساهل لا معه ولا مع غيره.

وكان وزير الاتصالات شربل نحاس قال، في مؤتمر صحافي، ان ما حصل في المبنى حالا انقلابية، مشيرا الى انه وجه طلبا عاجلا الى قيادة الجيش ان تتحمل مسؤولياتها وتواجه هذه الحال الانقلابية وقمع هذا التصرف. وأوضح ان عناصر من فرع المعلومات دخلت الى المبنى بعد ظهر يوم الجمعة وتمركزت في الطابق الثاني من دون مسوغ شرعي وان وزير الداخلية زياد بارود لم يكن على علم بذلك، واليوم وجه وزير الداخلية امرا باخلاء المبنى.

ووصف عدم الامتثال للقوانين والاوامر المباشرة الصادرة عن وزير الداخلية راس هرميته بالاحتلال العسكري وتمرد على سلطة الدولة، مؤكدا ان ما يثير الريبة هو وجود 400 عنصر مسلحين في مبنى مدني.
أضاف: اليوم، توجهت الى المبنى لاعادة الامور الى شكلها الطبيعي برفقة كبار الموظفين، وتمت مواجهتنا في حضور 400 عنصر مسلح مدني وعسكري وبصعوبة شديدة وتحت التهديد تمكنت من دخول المبنى، وجو التوتر كان كبيرا. وتلافيا لحصول توتر يؤدي الى وقوع جرحى بين قوى الامن الداخلي من فرع المعلومات وجهاز امن السفارات، وجدت انه من المناسب الانسحاب.

وسط هذه الاجواء عقد الوزير بارود مؤتمرا صحافيا، واعلن تحرير نفسه من أن يكون أسير موقع وزارة الداخلية لأنه لا يرغب في أن يكون شاهد زور أو وزير تصريف أعمال يقتصر عمله على تصريف أعمال الوزارة وعلى توقيع بريد الوزارة، معلناً تمسكه بالدستور والقانون مرجعاً. وقال إن أخذ اللبنانيين رهائن لم يعد جائزا بعد الان. وشدد على أنه لن يقبل بأن يكون وزيراً سلطته على بعض المديريات مجرد نص قانوني.
وازاء هذه التطورات اجرى الرئيس ميشال سليمان مساء امس اتصالا بوزير العدل ابراهيم نجار وتشاور معه في امكان وضع النيابة العامة التمييزية يدها على القضية التي حصلت والمتعلقة بعدم تنفيذ قوى الامن الداخلي قرار وزير الداخلية القاضي بسحب عناصر قوى الامن الموجودة في مبنى وزارة الاتصالات.

ويتابع رئيس الجمهورية اتصالاته مع النيابة العامة التمييزية والاجهزة القضائية المختصة للغاية نفسها.
وقالت مصادر امنية ليلا ان عناصر فرع المعلومات كانت لا تزال في المبنى ولم تغادره.
من ناحية اخرى اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس الاول ان كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي امام الكونغرس الاميركي عن صواريخ حزب الله تدل على انه خائف، مؤكدا ان هذه الصواريخ ستبقى حاضرة في معادلة المنطقة ولا يستطيع ان ينتزعها احد.

وقال نصرالله في احتفال بعيد المقاومة والتحرير هذه الصواريخ موجودة وسوف تبقى موجودة وسوف تبقى فعالة وسوف تحمي لبنان، وسوف تبقى حاضرة في معادلة المنطقة ولن يستطيع ان ينتزعها احد، لا في لبنان ولا في العالم.
وقال: ندعو السوريين الى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع واعطاء المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة.
واشار الى ان الفارق بين سوريا والدول العربية الاخرى التي تشهد تحركات شعبية ان الانظمة الاخرى لم تقتنع بالاصلاح، بينما الرئيس بشار الاسد مؤمن بالاصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب الى خطوات اصلاحية كبيرة جدا، لكن بالهدوء والتأني والمسؤولية.

السابق
الديار: الفراغ الحكومي يولّد الفوضى: انفجرت في الاتصالات
التالي
الشرق: نحاس يفجر ازمة الاتصالات وبارود يتحرر من الارتهان