أنستحق الحرية؟

لنبدأ بالتأكيد التالي: الكيان الصهيوني هو كيان استعماري غاصب زرعه الاستعمار في قلب المنطقة العربية بهدف الاستيلاء على ثرواتها ومقدّراتها وضرب توجهاتها الوحدوية.
باتت هذه المقدمات ضرورية وإلا اتهم الغافل عنها بأقسى ما يمكن من التهم. كأنما الذين يوجهون الاتهام نصّبوا أنفسهم قضاة حق ووطنية فيما جميع الآخرين متهمون حتى يثبتوا العكس.
لماذا يقال مثل هذا الكلام الآن؟ ليس خوفاً من تهمة وليس خضوعاً لامتحان وطني أو قومي، انما هي دعوة للتشارك في التفكير.
فماذا يفيدنا (فقط) ان ننتصر في معركة هنا فيما الوطن العربي الكبير يتمزق على مرأى منا جميعاً؟ وماذا يفيدنا ان نتبجّح بالممانعة فيما أحوالنا تهوي الى قاع القاع؟
يحلو لبعض النخب فينا ان يلقي مسؤولية تخلّف مجتمعاتنا على كاهل الاستعمار والصهيونية والامبريالية، وهذه باتت أغنية سخيفة بالية مقيتة.
لا نقول جديداً أبداً إذا كررنا الاتهام للغرب عموماً ولإسرائيل والتأكيد على عداوتهم لتطلعاتنا، في ذلك نحن نهرب من المسؤولية ثم نجلس لنوزع الاتهامات على بعضنا.
السؤال أو الأسئلة في مكان آخر: نحن ماذا فعلنا لنواجه الأعداء؟ ثم كيف نواجههم؟ أكرر، كيف نواجههم؟
لن نقول أبداً إننا سنستسلم ولن نقول أبداً إن علينا التوقف عن الاستعداد "العسكري" الردعي ولكن..
ماذا الى جانب ذلك، لو جرّبنا السلوك الديموقراطي في بلداننا؟ ماذا إذا جرّبنا إطلاق الحريات المسؤولة في الإعلام وفي الانتخابات؟ ماذا إذا قاومنا الفساد وسعينا من أجل رفع مستويات النمو الاقتصادي؟
نحن لم نجرّب ذلك بعد، فماذا يمنعنا وماذا يعوقنا، ونحن لا نرى غير مشاريع التقسيم تنهش في هذا البلد العربي أو ذاك، ألاَّ نجرّب؟؟.

السابق
إسرائيل الكبرى، أميركا الصغرى … والثورة العربية
التالي
أميركا والديمقراطية العربية وفلسطين