الشرق الأوسط: نصر الله للسوريين: حافظوا على نظامكم المقاوم

نفى أمين عام حزب الله السيد نصر الله وجود مقاتلين من حزب الله في سوريا أو ليبيا أو إيران، وتوجه لمن سماهم الكذابين في العالم العربي من فضائيات وصحف ومواقع يكتبون بفلوس فيلتمان، بالقول: التدخل العسكري في أي بلد من البلدان العربية ليس مسؤوليتنا ولكن إذا ذهبنا في أحد الأيام لأية ساحة قتال نملك الجرأة لنقول في أية ساحة نقاتل ونستشهد.

وفي كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى عيد التحرير في بلدة النبي شيت البقاعية، أقرّ نصر الله بالأخطاء التي ارتكبتها سوريا في لبنان، ولكنّه اعتبر في الوقت عينه أن ما أنجزته للبنان كان مصيريا، مشددا على أنه علينا أن نحرص على أمن سوريا نظاما وشعبا ورفض أي عقوبات ضدها، لافتا إلى أننا أمام بلد مقاوم وممانع، ومن جملة النقاط الأساسية أن القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بلزوم الإصلاح ومحاربة الفساد، والرئيس السوري بشار الأسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب إلى خطوات إصلاحية كبيرة جدا ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية، مشيرا إلى أن كل المعطيات والمعلومات حتى الآن ما زالت تؤكد أن الأغلبية من الشعب السوري ما زالت تؤيد هذا النظام وتؤيد الأسد. واعتبر نصر الله أنه من العناصر المكونة لموقفنا أن إسقاط النظام في سوريا مصلحة أميركية – إسرائيلية، لافتا إلى أنهم يريدون إسقاط النظام واستبداله بنظام على شاكلة الأنظمة العربية المعتدلة، داعيا السوريين إلى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع وأن يعطوا المجال للقيادة السورية لتنفيذ الإصلاحات، مشيرا إلى أن علينا كلبنانيين أن لا نتدخل في ما يجري في سوريا، رافضا أي عقوبات تسوقها أميركا والغرب وتريد من لبنان الالتزام بها ضد سوريا، وهذه أحد أهداف زيارة فيلتمان الأخيرة، مشددا على وجوب التعاون لتخرج سوريا قوية منيعة لأن في هذا مصلحة سورية ولبنانية وعربية ومصلحة للأمة.

ورد نصر الله على اتهام الرئيس الأميركي باراك أوباما لحزب الله بأنّه مجموعة إرهابية تقوم باغتيالات سياسية، فقال: العدائية الأميركية لحزب الله ليست جديدة، وقد يكون هذا المضمون السياسي والقضائي لأوباما الجديد بيعة للصهاينة وكلاما لا يستند لدليل ويؤكد ما قلناه عما يحضر لنا في سياق مؤامرة المحكمة الدولية وهو أعلن ما كنا ننتظر من بلمار أن يعلنه، معتبرا أن هذه محكمة أميركية – إسرائيلية، الأميركي فيها هو المدعي والقاضي والجلاد، مشددا على أن أميركا التي تتحدث عن الاغتيال السياسي هي أكثر دولة متورطة في الاغتيال السياسي حتى أذنيها، مذكرا أوباما بما أثبتته التحقيقات والوقائع أن المخابرات الأميركية هي التي وضعت سيارة مفخخة في شارع مكتظ بالناس في بئر العبد مستهدفة السيد فضل الله وأدت (لاستشهاد) مائة من اللبنانيين أغلبهم من النساء والأطفال. وقال: كان لنا شرف أن يتهجم علينا أوباما ونتنياهو، هناك أناس عندما تمدحهم أميركا وإسرائيل يفرحون وعندما تهاجمهم يخافون، ولكن عندما يتهجمون علينا نعتز ونفتخر وهذا يعني أن لنا مكانة وشأنا وأهمية وقصة في المعادلة الإقليمية والمحلية، مضيفا: لو أن أوباما مدحنا أو نتنياهو مدحنا لقمنا باجتماع طارئ على مستوى كل الهيئات القيادية لنجد أين أخطأنا، هذه مدرسة الإمام الخميني عندما يمدحك الشيطان يجب أن تخاف.

وتطرق نصر الله لمواقف وخطابات الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام إيباك ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس، وقال: عندما نسمع ما قالاه نزداد قناعة بصحة خياراتنا وسلامة وصوابية طريقنا منذ البداية، لافتا إلى أن أحداث ومجريات العقود الثلاثة الماضية قد أثبتت أن الخيار الصحيح والواقعي والعقلاني والمنطقي والمجدي والمنتج والموصل والمحقق للأهداف هو المقاومة الشعبية المسلحة، مؤكدا أن الخيار العبثي والجنوني وغير الواقعي والذي يوصل إلى التسول والذل والهوان هو خيار المفاوضات.

واعتبر نصر الله أننا لو انتظرنا في لبنان إجماعا وطنيا أو عربيا أو تحركا دوليا لكانت أرضنا ما زالت تحت الاحتلال ولكانت إسرائيل أكملت احتلال لبنان ولكانت المستعمرات أقيمت على أراضي جنوب الليطاني بالحد الأدنى ولكان لبنان يشكل إسرائيل ثانية في المنطقة ولكان ملايين اللبنانيين مهجرين خارج وطنهم، مشددا على أن المقاومة أسقطت كل هذه النتائج المحتملة وأعادت لنا أرضنا وكرامتنا بلا قيود ولا شروط.

ورأى نصر الله أن الأميركي والإسرائيلي حددا موقفهما بوضوح وحددا العدو والصديق عندما تحدثوا عن إيران وسوريا وحزب الله وحماس، مشددا على أن أوباما ونتنياهو وجها ضربة قاضية ونهائية لما يسمى المبادرة العربية للسلام، معتبرا أن الأوان قد آن لهذه المبادرة أن تسحب عن الطاولة.

وجدد التأكيد على أنه ليس أمام الفلسطينيين سوى المقاومة لصنع التحرير، داعيا إياهم إلى الاجتماع والتلاقي على هذا الخيار، وداعيا أيضا الأمة كلها إلى احتضان خيار المقاومة لأن ما يجري يهدد الأمة ككل.
وفي الملف اللبناني، لفت نصر الله إلى أنه منذ سقوط الحكومة حتى الآن والأكثرية الجديدة لم تستطع أن تشكل حكومة، قائلا: عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. عندما سقطت الحكومة قامت الدنيا ولم تقعد وقاموا بنشر جو تحريضي عند الناس بأن هذا انقلاب محضر والحكومة جاهزة وهذه حكومة الحزب الحاكم وحكومة ولاية الفقيه، والآن غيروا رأيهم لأنه تبين أنه لا يوجد انقلاب لا إيراني ولا سوري.

وأعرب نصر الله عن إيمانه بوجوب تشكيل حكومة بأسرع وقت وأن البلد لا يمكن أن يعيش في الفراغ وأن وجود حكومة لا بديل عنه وهو الأساس لحل ومواجهة المشكلات، لافتا إلى أننا نتصرف على أن تشكيل الحكومة هو من أوجب الواجبات ومصلحتنا وجود حكومة قادرة قوية مسؤولة تعالج أزمات البلد، لأننا لا نريد الدويلة بل الدولة ونحن مقاومة في التاريخ لننتصر ولا لنطالب بحصة في الدولة أو السلطة أو الحكومة. وقال: سوف نواصل بذل جهودنا ولن نيأس ولكن لسنا بوارد الضغط على أحد ونحن نحترم حلفاءنا ونتناقش معهم وفي نهاية المطاف سنصل إلى النتائج المطلوبة، معتبرا أن الرهان على حكومة تكنوقراط ساقط لأن الأغلبية الجديدة لم ترض به، وهذا الاقتراح أتى من الأميركيين وتيار المستقبل، ولبنان بلد سياسي للعضم وحكومة تكنوقراط لا تسير به وهذا بلد لا تقوم به إلا حكومة سياسية محمية من قوى سياسية أساسية أو حكومة وحدة وطنية.

وختم نصر الله قائلا: في هذا العيد أقول هذه المقاومة التي دعمتموها وأيدتموها وقدمتم فيها فلذات أكبادكم، هي مقاومتكم وهي ستستمر ولا يخيفنا لا أوباما ولا نتنياهو ولا كل الأساطيل ونحن ننتمي إلى الأرض التي هزمت كل الأساطيل ولا نخاف من ترهيب أحد ولا تهديد أحد وما قاله نتنياهو يجب أن يكون رسالة لكل الذين يناقشون بسلاح المقاومة ومن كل لبنان، نتنياهو خائف من هذه الصواريخ وهي موجودة وستبقى موجودة وستحمي لبنان وستبقى حاضرة في معادلة المنطقة ولن يستطيع أن ينزعها أحد لا في لبنان ولا في كل العالم، وصواريخنا التي تحدث عنها نتنياهو هي أعراضنا ودماؤنا وأموالنا وكرامتنا وعزتنا ومن مات دون أرضه وماله وكرامته فهو شهيد.

السابق
نصرالله: صواريخنا حاضرة في معادلة المنطقة
التالي
كيف فشلت الاستخبارات الإيرانية في اختراق “الموجة الخضراء”؟