الحلم الكويتي المفقود!

بين مارتن لوثر كنج صاحب العبارة القيادية الشهيرة «لدي حلم» والتي حلم فيها أن يعيش أطفاله الأربعة في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم، وبين نهج الزعيم الهندي غاندي المعتمد على اللا عنف أو المقاومة السلمية أخذت أعيد شريط الأحداث التي مرت على بلدنا الكويت!

إن أردنا أن نحلم في دولة القانون والدستور وأن يعيش أبناء هذا الوطن وفق مسطرة عادلة لا تدخل في حسبتها المحاصصة أو أي نوع من أنواع التمييز، نجد من يعيق حبل أفكارنا بقول «لا تحلم… انس». وإن أردنا أن ننبذ العنف ونعبر وفق مقاومة سلمية ضد أوجه الفساد المستشري واللا استقرار، نجد النافورة في وجهنا والطرق «مسدودة» ولم يتبق لنا مجال نتحدث فيه ونتعاون من أجله لمصلحة الكويت والسواد الأعظم من شعبها الكريم الطيب!

نجدهم يتعاهدون ويتفقون، وفي اليوم التالي «يلحسون وعودهم»… وقد ذكرنا البعض بضرورة العودة إلى العقل بعيداً عن العاطفة وحتى في ضوء تعدد الأفكار والتوجهات يجب أن نحترم حاجة البلاد والعباد والحق أحق أن يتبع ولكن هناك أمر تدفع به «القيادة الخفية»، التي تطرقنا إليها في مقال سابق، لا نفهمه، وإن حاولنا أن نحلم في فهمه أو نسير في طرق سلمية للتعبير عن رأينا نجد من يصعقنا بالكهرباء لتتفرغ شحنة التعبير إلى الأرض و«كأنك يا بو زيد ما غزيت»!

بلد صغير افرز لنا كم نائب وكم نائبة تبعد إطروحاتهم عن الحس الديموقراطي الفعلي بُعد الأرض عن كوكب الشمس، وعندما نتابع تصريحات بعض النواب «بدو/حضر/سنة/شيعة» تصيبنا صدمة تطرحنا أرضاً لا ينفع معها سوى الدعاء لهم بالهداية وتوجيه العتب لمن صوت لهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فمتى يأتي اليوم الذي نجد فيه كويتياً عاقلاً بصفة قيادية سمحة يمنحنا حلماً جديداً قديماً يخرجنا من الأزمات المتتالية، ومتى نجد مسيرة سلمية تعبر عن رأينا دون حاجز أو نافورة، مسيرة تجد في آخرها من يقول «هاتوا ما عندكم… ومالكم إلا طيب الخاطر»، متى يتم تعيين أبنائنا من دون واسطة، ومتى نستطيع الحصول على حقوقنا قبل المطالبة بها، ومتى يستطيع أبناؤنا الطلاب والطالبات حل واجباتهم من دون مذكرات ودروس خصوصية، متى نجد الرعاية السكنية من دون «شخبطة» التوزيع على المخططات، متى نجد الرعاية الصحية السليمة، متى نشعر بالأمان على أنفسنا، متى يستطيع المواطن والمواطنة إنهاء معاملة من خلال البريد، متى، ومتى يتحقق حلم واحد من أحلامنا من دون أجندات خاصة؟ الله المستعان!

السابق
مصدر وزاري لـ”الأنباء”: لا حكومة الآن والأنظار على الوضع في سورية
التالي
بن لادن والسوبرمان الأميركي!