الانباء عن أوساط ميقاتي: الرئيس متمسك بنهج عدم الرد

في ذكرى التحرير لم تجد الحكومة اللبنانية من يحررها من أسر الجمود والتعطيل، الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطل أمس من النبي شيت في البقاع حيث أقيم الاحتفال المركزي السنوي بعيد المقاومة والتحرير متناولا المسألة الحكومية من ضمن المسائل الاقليمية والدولية، كما تناول خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما المتراجع عن حدود الحد الأدنى للدولة الفلسطينية والمتقدم الى الحد الأقصى من المصالح الاسرائيلية، مرورا بالأحداث السورية وصولا الى المحكمة الدولية وذكرى النكبة التي عبرت الى الجنوب، وذكرى النكسة المرشحة للعبور هي الأخرى.

وشن السيد نصرالله هجوما عنيفا على الرئيس الاميركي باراك اوباما وخطابه الاخير حول الشرق الاوسط وفي مؤتمر «ايباك»، «متسائلا»: ماذا ترك أوباما ونتنياهو بعد خطابيهما الأخيرين للفلسطينيين والسلطة الفلسطينية والفصائل، فأوباما جدد التزامه بأمن اسرائيل وتفوقها على دول المنطقة، وهو دفع علاقات التعاون الأميركي ـ الاسرائيلي الى مستوى غير مسبوق، وأعلن رفضه لدولة فلسطينية من جانب واحد ورفض المصالحة بين فتح وحماس وتحدث عن دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتكلم عن دولة بحدود 1967 وبعد يومين تراجع، أما نتنياهو فالتصفيق له كان أكثر من الكلام في الكونغرس، وهذا يعني أن كل ما قاله نتنياهو في الكونغرس هو موضع اجماع من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس، ونتنياهو قال إنه يريد القدس عاصمة ابدية لاسرائيل، والبحث للاجئين عن حل خارج الحدود، الاعتراف بيهودية اسرائيل وتواجد عسكري اسرائيلي على نهر الأردن، دولة فلسطينية منزوعة السلاح ولا عودة الى حدود 67 وطلب من عباس أن يمزق الاتفاق مع حماس والعودة الى المفاوضات، وبعد هذا كله فعلى ماذا سيفاوض الفلسطينيين، وبعد كل هذا وعد نتنياهو بخداع وتضليل أن يقدم تنازلات سخية».

وعن الوضع العربي، قال السيد «أعلق على شائعات تتناقلها بعض وسائل الإعلام وبعض مواقع الانترنت خصوصا في لبنان، وهذا النفي لا يرتبط بموقفنا السياسي لا سلبا ولا ايجابا وانما من قبيل توضيح الحقائق، قبل مدة قائد الناتو في أوروبا يقول إن حزب الله والقاعدة موجودون في بنغازي وهذا غير صحيح، وحكومة القذافي قالت إن هناك قناصين من حزب الله في مصراتة وهذا غير صحيح، وقبل عامين عندما حصلت بعض التظاهرات في طهران وتمت معالجتها بعض مواقع المعارضة الايرانية استخدموا عبر موقع الانترنت ان هناك 1500 مقاتل في طهران يقومون بقمع المظاهرات. وفي سورية اظهرت قناة العربية معارض سوري يقول إن هناك 3000 مقاتل من حزب الله في الشام يقاتلون مع النظام السوري وهذا غير صحيح ومسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله نفى الخبر عبر العربية فوضعوا النفي مرة واحدة بينما الخبر الأساسي بقي 24 ساعة».

وتابع «أقول لكل الكذابين في العالم العربي من فضائيات وصحف ومواقع يكتبون بفلوس فيلتمان، إن التدخل العسكري في أي بلد من البلدان العربية ليس مسؤوليتنا ولكن إذا ذهبنا في أحد الايام لأي ساحة قتال نملك الجرأة لنقول في أي ساحة نقاتل ونستشهد».

وبالعودة الى الموضوع الحكومي، لفت امس وصف البطريرك الماروني بشارة الراعي للبنان بالمريض، الذي يحتاج الى معالجة. ومن أبرز دلالات هذا المرض عدم تشكيل الحكومة، وبالتالي عدم مواجهة الشلل الذي أصاب المؤسسات العامة.

بدوره اتهم عون ميقاتي بخوض معارك وهمية معه لتعزيز شعبيته، وطلب منه عدم تناول اسمه بعد اليوم، وقال بعد الاجتماع الاسبوعي لكتلته النيابية في الرابية ان ميقاتي لا يريد تشكيل حكومة.

مصادر كتلة المستقبل وتعليقا على تأزم العلاقة بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي والعماد ميشال عون قالت ان الأزمة الفعلية هي عند من طيّر حكومة الرئيس سعد الحريري من غير ان يفكر في النتائج.

ميقاتي يتجنب الرد

بدورها أوساط ميقاتي أكدت انه متمسك بنهج عدم الرد، تجنبا للانجرار الى سجالات اعلامية لا طائل منها، وقالت ان عدم دخوله في سجالات على رغم الحملات المتعددة التي تطاله وتحاول وصفه في صورة المعتكف عن القيام بدوره في تشكيل الحكومة، مرده الى المحاولات الجارية لاحباط مهمته، من خلال استدراجه الى حملات وحملات مضادة تزيد الشرخ أكثر فأكثر.

وتوقفت الأوساط عند قول العماد عون: «عندما تنازلنا وأعطينا الأسماء»، التي يقترحها للتوزير، وقالت الأوساط: شكرا لتنازله على أمل ان يكمل هذا المسار تسريعا لتشكيل الحكومة.

لكن ميقاتي مازال يردد امام زواره انه مستعد لاستقبال العماد ميشال عون متى شاء الأخير الا انه لا يرى داعيا لزيارته الى الرابية، ويبدو ان مسألة التزاور المتبادل تلعب دورا سلبيا في علاقات الرجلين، وان عون يريد من الرئيس المكلف ان يزوره وان يضعه في أجواء الكتل الأخرى المقرر اشراكها في الحكومة، علما ان مثل هذا الواجب يقتصر على رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، ولا يشمل رؤساء الكتل النيابية، وهذا ما يريد العماد عون من الرئيس المكلف تجاوزه، ووضع الرابية على جدول زياراته التشاورية، بحكم كونه رئيس الكتلة النيابية الأكبر في مجلس النواب، والتي لها الفضل في ايصال ميقاتي الى السراي الكبير مرة أخرى.

من جهته، الوزير السابق وئام وهاب أشار ولأول مرة الى تصريح لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على كلمته بمناسبة عيد المقاومة، وقال بعد زيارته النائب وليد جنبلاط ان الأخير «لديه حالة قرف ويأس من الوضع»، وأضاف: معه حق، مستبعدا خروجه من الأكثرية الجديدة.

وفي تصريح للمؤسسة اللبنانية للارسال قال وهاب ان الرئيس سليمان الذي دخل امس بولاية السنة الرابعة هو الآن في موقع اللا موقع، ودعا من لم يسمهم الى تخفيف قلة الأدب مع العماد ميشال عون وان يتعاملوا معه بتهذيب، وقال انه مع العماد عون في اعتبار تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة، ومع غياب التفاهم السعودي ـ السوري ليس من مخرج، ويبدو اننا متجهون الى أكتوبر دون حكومة.

السابق
السلطانية: 250 الف متر سرقوا.. وياطر: 5000 دونم
التالي
مخلوف بعد العقوبات.. يبيع “الأسواق الحرة” ويضع أمواله تحت تصرف الحكومة