“حزب الله” لم يُفاجأ بكلام أوباما

من المقرر أن يحتل الجزء الأكبر من خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله اليوم في الذكرى الـ11 لتحرير الجنوب الرد على الكلام الاخير للرئيس الاميركي باراك أوباما الذي وجه رزمة من الاتهامات من العيار الثقيل للحزب الذي لا يزال يشكل العقبة الاولى امام السياسات الاميركية ومن خلفها اسرائيل.

وجاء كلام أوباما الذي تناول فيه الحزب واتهمه بممارسة الاغتيال السياسي وتأمين السيارات المفخخة وامتلاكه الصواريخ متزامنا مع اطلاق السهام الاوروبية والاقليمية ضد النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الاسد الذي يمر في امتحان يحمل جملة من المواد الصعبة التي يترقبها جمهور 8 آذار في لبنان وفي مقدمه "حزب الله".

ومن يحتك بجمهور "حزب الله" يلمس أن ما أقدم عليه أوباما ليس بالامر المفاجئ عند قيادته، وأن الرئيس الاميركي تلا من مقر "إيباك" القرار الاتهامي المنتظر باسم المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ويثبت فعل أوباما في أعراف الحزب وأنصار تيار المقاومة ان المحكمة أداة أميركية، ومن خلالها تنفذ أميركا الجزء الأكبر من أهدافها في الانقضاض على الحزب الذي يصر على مواصلة حمل لواء الممانعة والسير به الى آخر الطريق بغية عدم تحقيق الاهداف الاسرائيلية البعيدة المدى وأقلها في لبنان.

من هنا يرى الحزب، وهذا ما سيعكسه نصر الله اليوم، أن المحكمة وما سينتج منها تهدف الى تطويق المقاومة من خلال تقديم صور سوداء عنها امام اللبنانيين ومن يتعاطف معها في العالمين العربي والاسلامي. ولم ينقص أوباما في خطابه الذي دغدغ فيه اليمين الاسرائيلي الرافض لاقامة دولة فلسطينية حتى ولو ضمن حدود حزيران 1967، القول ان "حزب الله" هو من نفذ جريمة اغتيال الحريري.
في جانب آخر، لا توافق أوساط الحزب على أن كلام أوباما سيكون محل استثمار داخلي لدى المروحة الواسعة من مناوئيه من أفرقاء 14 آذار. فالرئيس الاميركي أصدر القرار الاتهامي قبل ان يصدر رسميا، وبنى عليه معطياته التي تنال قبول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويرى الحزب أن ما سمعه من أوباما لا يلطخ صورة المقاومة ومن يشرف عليها، لأن رأس الادارة الاميركية لن يكف عن تقديم هذه المواقف حيال كل جهة مقاومة وممانعة، سواء كانت حزبا أو دولة في حجم سوريا او ايران. وأن اميركا عبرت عن انحيازها الفاضح بعد موقف رئيسها الذي أدلى بكلام غير موضوعي وغير منطقي لتطور الاحداث، وأطلقه من على منبر "إيباك"، أي في المكان الخطأ، وأن التاريخ لن ينصفه.
ويبقى لسان حال الحزب "نحن لسنا في انتظار شهادة من أوباما وسواه".

وأدى فشل أوباما في تسويق رؤيته للدولة الفلسطينية، لأن طرحها لن ينال قبول نتنياهو، الى إرضاء الجمهور الاسرائيلي المتشدد الذي يوجه اتهاماته الى "حزب الله".
ووصلت الى الحزب اشارات من خطاب أوباما الى بيروت بواسطة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الذي ركز في زيارته وفق أوساط الحزب على الضغط على الدولة اللبنانية من بوابتين:
– العمل على فتح الحدود اللبنانية مع سوريا وتقديم كل الدعم للمعارضين للنظام السوري، وأن الادارة الاميركية لا تمانع في كل أنواع الدعم بغية التضييق على رأس النظام في دمشق الذي ينتهج خيار الممانعة.
– الضغط على لبنان وعلى مؤسساته الامنية وفي مقدمها الجيش لعدم تكرار ما حصل في مارون الراس في "مسيرة العودة" في ذكرى النكبة وعدم رشق الاسرائيليين ولو بحجر.

من هنا تناول أوباما في رأي اوساط الحزب صواريخ المقاومة التي تهدد الكيان الصهيوني، وهو غير مكترث بالاستقرار في لبنان، اما فيلتمان فشدد على نقطة أساسية في جولته، هي نصرة المعارضين السوريين.
ويبقى أن نصر الله سيتناول اليوم في اطلالته التطورات في سوريا وسيختار جمله بعناية في التطرق الى هذه النقطة، ولا سيما بعدما وصلته أنباء أن متظاهرين أقدموا على حرق علم "حزب الله" الذي كان يغطي ساحات مباني دمشق وحلب ومدن أخرى. وسيكرر دعمه للنظام الحالي باعتبار أنه ينتهج طريق الممانعة ودعم المقاومة وسيقر بالاصلاحات المشروعة.

اليوم سيتذكر السيد نصر الله قبل القائه خطابه في ذكرى التحرير جملة سمعها من رئيس مجلس النواب نبيه بري في أول جلسة لهما بعد التحرير: "لن يتركنا العالم يا سيد على انجازنا هذا الذي لم تحققه قوة في حجم دول".

السابق
الاحتفال اليوم بمقاومات عابرة للحدود
التالي
مفرقعات على قاعدة بلجيكية في الطيري