النهار: ين عون وميقاتي و”المستقبل” يراها “تعمية”

أزمة تأليف الحكومة كانت امس على موعد مع تصعيد جديد وصف بأنه ذروة أربعة أشهر من المراوحة بدأت في 25 كانون الثاني. فبعد اتهامات وجهها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الى رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي طالبا منه "عدم تناول اسمه" ورد الاخير، أبلغت أوساط نيابية بارزة في كتلة "المستقبل" "النهار" ان الازمة الفعلية هي "عند من طيّر حكومة الرئيس سعد الحريري من غير ان يفكر في النتائج".
وتزامنت الازمة السياسية مع تطور ميداني تمثل في إنهاء الجيش انتشاره على الحدود الشمالية أوضحت مصادر عسكرية لـ"النهار" انه مرتبط بتوقف تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان.

ميقاتي

وتجنبت اوساط الرئيس ميقاتي الرد على كلام النائب عون بتأكيدها ان الرئيس ميقاتي مصر على نهجه بعدم الانجرار الى سجالات اعلامية لا طائل منها. وقالت: "ان عدم دخوله في سجالات على رغم الحملات المتعددة التي تطاوله وتحاول وضعه في صورة المعتكف عن القيام بدوره في تشكيل الحكومة، مرده الاساسي الى المحاولات الجارية لاحباط مهمته عبر استدراجه الى حملات وحملات مضادة تزيد الشرخ أكثر فأكثر".
وتوقفت الاوساط عند قول العماد عون "عندما تنازلنا وأعطينا الاسماء"، أي الاسماء التي يقترحها للتوزير، وقالت: "شكرا لتنازله على أمل ان يكمل هذا المسار للاسراع في تشكيل الحكومة".
وتفيد معلومات "النهار" ان اتصالات التأليف قد توقفت منذ الاسبوع الماضي اثر طلب الرئيس ميقاتي من الاطراف المشاركين في اللقاء الرباعي في منزله، تقديم لوائح بمن يقترحونهم للتوزير، وبعدما لمس مماطلة من البعض في عملية التأليف.
وتحدثت معلومات اخرى عن مساع توفيقية لا تزال في بداياتها وفي مرحلة جس النبض، يقوم بها الرئيس نبيه بري بعيدا من الاضواء، من أجل اصلاح ذات البين بين فردان والرابية. وعلم ان الرئيس ميقاتي يظهر انفتاحا على هذه المساعي مع تأكيد تمسكه بثوابته وبدوره رئيس وزراء مكلفا يعود اليه تشكيل الحكومة مع الاستئناس باقتراحات غير ملزمة من الكتل لأسماء الوزراء والحقائب، وهو يردد امام زواره ان أبوابه مفتوحة أمام العماد عون متى شاء، وأنه مستعد في كل لحظة للانفتاح والتعاون معه كما مع جميع الاصدقاء والحلفاء.
وذكر ان الكلام الذي يتردد عن امكان لجوء الرئيس ميقاتي الى اعلان حكومة امر واقع كلام تجاوزته التطورات، وأنه يعمل على ترسيخ الاسس التي تم التوافق عليها في الحكومة الثلاثينية. وهو لا يزال ينتظر أن يستجيب العماد عون لطلبه باقتراح الاسماء التي يتمنى توزيرها في الحكومة، لكنه لم يتسلم منه أي اسم، مع العلم أن الامر اقتصر حتى الآن على الرئيس بري والنائب وليد جنبلاط فيما يبدو حزب الله متضامنا مع العماد عون في تريثه في اقتراح الاسماء التي يتمنى توزيرها.
والكلام الذي تردد عن اتجاه ميقاتي الى عقد اجتماع تقويمي مع فريق عمله في ضوء خطاب السيد حسن نصرالله اليوم، نفته اوساطه قائلة "إن عملية التقويم مستمرة لديه وليست مرتبطة بأي محطة".

بري

وقال الرئيس بري لـ"النهار" امس: "لا استسلام امام المشهد الحاصل، بل على العكس ثمة جهود تبذل والمساعي مستمرة. لكن الضرورة تقتضي بالاسراع في التوصل الى النتائج المرجوة وعدم القبول بسيطرة هذا الواقع على البلد".
وسئل هل تولد الحكومة في الصيف، فأجاب مازحا: "هذا السؤال فيه شيء من المنطق".
وردا على الانتقادات من كتل 14 آذار النيابية لفكرة عقد جلسة اشتراعية يحضّر لها ويسعى الى عقدها، باعتبارها غير دستورية، قال: "اذا كان البرلمان يعمل في ظل حكومة طبيعية وحاصلة على الثقة من النواب وكانت تعمل بسرعة 50 كيلومترا في الساعة فان على مجلس النواب ان يعمل في ظل حكومة تصريف الاعمال بسرعة 100 كيلومتر في الساعة رأفة بحياة اللبنانيين وبغية تعويض ما يخسرونه من هذا الفراغ".

عون

وكان العماد عون انتقد بعد رئاسته الاجتماع الاسبوعي لتكلته، "المعارك الوهمية التي يقوم بها الرئيس المكلف ضدي في الصحف وفي الاعلام (…) اذا كان الهدف ايجاد شعبية فهذا لا يعنيني ولا أريده ان يتناول اسمي من الآن وصاعدا". أعتقد أننا أبدينا كل التسهيلات لتأليف الحكومة، ولكن يبدو أن لا رغبة لدى الرئيس المكلف في تأليفها، وهو يعيش مرحلة انتظار لا نعرف متى تنتهي".

"المستقبل"

واجتمعت كتلة "المستقبل" أمس للمرة الأولى في قصر القنطاري الذي كان مقر رئاسة الجمهورية في عهد الرئيسين بشارة الخوري وكميل شمعون، وانتقدت "استمرار المراوحة السلبية في تشكيل الحكومة" لقوى الأكثرية الجديدة وما يترتب عليها من انقسام داخلي وخسائر.
وقالت مصادر نيابية بارزة في الكتلة لـ"النهار" ان "المسؤولية الفعلية عن الأزمة تقع على من طيّر حكومة الرئيس سعد الحريري، وتذرع سابقاً بأن وجوده في لبنان يعرقل تشكيل الحكومة الجديدة، وها هو اليوم خارج لبنان وأزمة التأليف مستمرة".
ورداً على ما يتردد عن عودة مرتقبة للرئيس الحريري لاعادة تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال، قالت "إن الأمر يتعلق بالدستور الذي يتضمن المعنى الضيّق لتصريف الأعمال. واذا كانت هناك استحقاقات من نوع تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان فان الحل لمواجهتها موجود".
ورأت أن ما يسعى اليه الرئيس بري من طريق عقد جلسة نيابية اشتراعية "هو من باب التعمية مثل حال الخلاف الناشب بين العماد عون والرئيس ميقاتي. فالمسؤولية يتحملها من طرح نفسه رئيساً بديلاً للحكومة ونقل الأكثرية النيابية من مكان الى آخر، ومن قال لهم طيّروا الحكومة وترشحوا لرئاسة الحكومة هي ارادات خارجية اصبحت اليوم منشغلة عنهم".

حرب

وأبلغ وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب قناة "أخبار المستقبل" التلفزيونية مساء أمس انه يمكن ان يعتمد استثنائياً ما يسمى المراسيم الجوّالة وهناك حل أيضاً يكمن في أنه في الظروف الاستثنائية يحق لرئيس الجمهورية ان يدعو الى جلسة استثنائية لبت نقطة قد تعطّل مرافق الدولة".

الشمال

وعلى الحدود الشمالية بين لبنان وسوريا، أثار انتهاء انتشار الجيش أمس تساؤلات ومخاوف عبّرت عنها شخصيات أهلية في المنطقة، إذ راجت شائعات عن احتمال دخول وحدات من الجيش السوري الأراضي اللبنانية.
واستوضحت "النهار" مصادر عسكرية، فنفت "أن يكون هناك أي تجاوز للجيش السوري للحدود عند النهر الكبير الفاصل بين البلدين". وقالت "إن للجيش سريّتين مجوقلتين في ثكنة عندقت، وعندما بدأت قضية تدفق اللاجئين السوريين الى وادي خالد طلب من السريتين النزول من أجل ضبط الوضع الأمني، وعندما توقف تدفق اللاجئين انتفت الحاجة الى وجودهما في المنطقة فعادتا الى مواقعهما في الثكنة".

مساعدات أميركية

في غضون ذلك، نقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" عن السفارة الاميركية في لبنان ان طائرة نقل اميركية من طراز "سي 130" هبطت للمرة الأولى في مطار حامات بشمال لبنان حاملة "مساعدات" للجيش اللبناني.
وقالت السفارة أمس إنها المرة الأولى تهبط طائرة من هذين الحجم والطراز في مطار حامات.
وأوضحت أن الولايات المتحدة سلمت في المطار معدات للجيش اللبناني تتكون من البنية التحتية لبناء ما يعرف بخيمة الصيانة، يستطيع فنيو طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش اللبناني استخدامها لإجراء الصيانة على محركاتها.
وأضافت أن هذه الخيمة هي جزء من مشروع اوسع لتوفير حظائر لطائرات الهليكوبتر التابعة للجيش اللبناني في حامات من أجل حمايتها من الرياح العاتية، وتركيب الإضاءة الصنعية في المطار لتسهيل تحليق أكثر أمناً في فترات الظلام.
وتأتي هذه الشحنة، كما قالت السفارة، "كجزء من دعم الولايات المتحدة المستمر للجيش اللبناني في مطار حامات".

السابق
مخاوف وإتهامات: «تمدد شيعي» بين البقاع والجنوب!
التالي
اللواء: هدية عون: مقاطعة الرئيس المكلّف!