الانباء: حزب الله يعلن التدبير رقم 3 استعداداً ليوم التحرير

تتجمع الغيوم الداكنة في سماء المنطقة، بالتزامن مع جهود ديبلوماسية على شكل ضغوط تستهدف تغيير قواعد اللعبة الاقليمية انطلاقا من سورية، التي يطرح لها الأميركيون خيار كوريا الشمالية، المحاصرة والمعزولة، ما لم تتجاوب مع وصفاتهم «الاصلاحية» التي تبدأ بحرية الرأي لتنتهي عند التسوية السلمية على مستوى المنطقة برمتها.

وثمة من يتحدث عن النموذج المصري الأكثر واقعية والأسهل تنفيذا، علما ان فريقا من المراقبين يؤكد لـ «الأنباء»، انه ووفق معطياته الموثوقة، تبدو الفرصة مازالت متاحة أمام الرئيس بشار الاسد، للاستجابة الى «المطالب الاصلاحية الشعبية»، وبالتالي تخطي المحنة التي تتهدد سورية، واستطرادا لبنان.

لكن يبدو في ضوء التصعيد الاميركي ـ الاوروبي بوجه النظام السوري، والردود السورية والايرانية المقابلة، ان المواجهة مستمرة، وان التحضيرات متسارعة لمناسبة ذكرى الخامس من يونيو 1967، حيث سيتكرر في ذكرى «النكسة»، ما حصل في ذكرى «النكبة» وعلى نطاق أوسع، وقد وجهت الدعوات منذ الآن بواسطة الـ«فيس بوك» للتجمع على الحدود الفاصلة مع إسرائيل، في الجولان وجنوب لبنان والأردن ومصر وغزة والضفة الغربية. وحسب المصادر الاعلامية فقد سجل حتى الآن أكثر من ألفي مشارك فلسطيني من مخيم اليرموك في سورية وحدها، ما أوحى بأن هذا التحرك الذي تدعمه سورية وإيران، قد يكون أكبر وأضخم مما سبقه، وهو سيكون جزءا من استراتيجية نقل عدم الاستقرار من سورية الى أسوار إسرائيل.

السفارة الاميركية في بيروت التي تراقب الوضع في الجنوب عن كثب، جددت ما كانت أعلنته خلال وجود مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان في بيروت، حول أحداث المنطقة الحدودية، وقالت في بيان لها أمس، ان نائب مدير الشؤون السياسية ـ العسكرية للشرق الاوسط في الپنتاغون الكولونيل جون فاوسن زار قيادة الجيش اللبناني في اليرزة، وأشار بيان السفارة الى أهمية الحفاظ على «أمن قوي» على الحدود الجنوبية ومنع الحوادث التي تزيد من حدة التوتر، فيما يشبه تحميل الجيش اللبناني المسؤولية.

ودعا البيان السلطات اللبنانية الى التعامل مع النازحين السوريين المحتملين، بما توجبه الاعتبارات الانسانية.

خطاب نصرالله

الوضع الجنوبي هذا سيكون محور خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في «النبي شيت» بالبقاع اليوم، بذكرى الانتصار والتحرير في 25 مايو 2000، إضافة الى الوضع الحكومي.

وعلمت «الأنباء» ان الحزب أعلن التدبير رقم 3، أي الاستنفار العام، وأبلغ حلفاءه في الأحزاب الأخرى، كالبعث والقومي السوري والأحباش ذلك، في وقت تضامن فيه «لبنانيون من أجل حرية وكرامة الشعب السوري» مع هذا الشعب باحتفال في سن الفيل.

وذكرت مصادر ان لهذا الاجراء علاقة بعيد التحرير والمقاومة الذي يحتفل به الحزب اليوم الأربعاء، اضافة الى التحضيرات الجارية للتحركات الشعبية في ذكرى النكسة يوم 5 يونيو المقبل.

سليمان لن يوجه خطاباً

على المستوى الرسمي، ذكرت أوساط رئاسة الجمهورية ان الرئيس ميشال سليمان لن يوجه خطابا بمناسبة مرور 3 سنوات على توليه الرئاسة، انما سيكون له موقف بمناسبة عيد التحرير والمقاومة، وسينبع موقفه من روح المناسبة وخطاب القسم.

في غضون ذلك يبقى قطار تشكيل الحكومة اللبنانية متوقفا عند تقاطع شروط «الأكثرية الجديدة» التي يترافع بها وعنها زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون.

لكن قناة أو.تي.في التلفزيونية الناطقة بلسان رئيس تكتل الإصلاح والتغيير تحدثت عن قرب ظهور مواقف جذرية في هذا الإطار، بهدف الخروج من حال الركود السياسي الحاصل، حتى ولو أدى ذلك الى مواجهات سياسية قوية وفصل جديد في ألوان الخارطة السياسية الداخلية.

القناة عينها لم تفصح عما تتوقعه، لكن من الواضح ان ثمة ما سيقوله السيد نصرالله اليوم الأربعاء في البني شيت على هذا الصعيد، وبكلام نصرالله المرتقب، تقطع جهينة قول كل خطيب.

وزير البيئة محمد رحال (المستقبل) اعتبر ان العماد ميشال عون مكلف من حزب الله بمحاربة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وتيار المستقبل، ومحاولة التوجه الى السنة من مبدأ أشد العصب عند المسيحيين لإظهار المشكلة على انها مشكلة سنية – مسيحية.

واضاف في تصريح لإذاعة صوت لبنان ان خطابات عون في الخارج تجاه سورية وافتخاره بأنه هو من صنع القرار 1559، ثم كلامه عن حزب الله وسلاح حزب الله، ثم تحوله للدفاع المستميت عن هذا السلاح، كل ذلك يبين انه يقوم بمهمة معينة.

أما الوزير حسن منيمنه (المستقبل) فقد اعتبر ان الوقت لم يحن بعد لتشكيل الحكومة، لافتا الى ان قوى 8 آذار تلتقي فقط على العداء لفرقاء 14 آذار، مشيرا الى مسعى العماد عون لأن يكون القوة المتحكمة بالحكومة الموعودة.

بيد أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لا يرى أن الكرة في ملعبه بانتظار أن يتوصل حزب الله إلى تدوير زوايا شروط ومطالب العماد ميشال عون. وتقول المصادر الميقاتية ان حكومة الأمر الواقع لم تعد مطروحة، وان العمل يتم لمقاربة جديدة وتكون من ضمن الدستور.

السابق
هيفا لن تسافر إلى المغرب
التالي
إسرائيل والمستوطنات: الضم المعاكس