مجسّم العودة الى فلسطين بداية الطريق

لم يمنع الاستفار الأمني والعسكري لجيش العدوّ الأسرائيلي، في أقرب مكان يمكن الوصول اليه، قريباً من الشريط الشائك الفاصل بين بلدة مارون الرّاس وفلسطين المحتلّة، وتحديداً في المكان الذي سقط فيه العديد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، في يوم مسيرة حقّ العودة في الخامس عشرة من الشهر الجاري، رفع حزب الله النصب الرمزي لمجسم حديدي كبير يحوي رسماً لخريطة فلسطين المحتلّة وصور الشهداء الفلسطينيين الستة الذين سقطوا قريباً من المكان، اضافة الى عبارة " عائدون حتماً" كتبت باللغتين العربية والعبرية، بحضور المسؤول الاعلامي لحزب الله في الجنوب حيدر دقماق وممثلين عن حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين المحتلة واللّجنة التنظيمية لمسيرة حق العودة، وعدد من الأهالي والاعلاميين. في نفس المكان وقف ثلاثة من الشبان الفلسطينيين الذي كانوا قد شاركوا أخوانهم في مسيرة حق العودة منذ ثمانية أيام، يشيرون بأيديهم الى الشريط الشائك حيث لا تزال الأعلام الفلسطينية التي علقت في مسيرة يوم العودة مكانها، أحدهم يدعى عامر كلّم، من مخيم الشبريحا، عضو اللّجنة التنظيمية لمسيرة العودة، كما عرّف عن نفسه قائلاً " لقد كنت هنا في هذا المكان منذ 8 أيام، نجوت بأعجوبة، لكنني شاهدت رفاقي وهم يسقطون شهداءً أو جرحى، سيكون هذا النصب شوكة في عيون الأعداء حتى نعود الى فلسطين، فنحن ننتظر الفرصة المناسبة للعودة وتكرار المسيرة التي بدأنا بها يوم النكبة، فسنحوّل النكبات والنكسات الى مسيرات متتالية لتحقيق النصر والعودة، ونحن نعد العدوّ بأننا لن نرضى وطناً بديلاً عن فلسطين".

وبيّن ممثل حركة الجهاد الأسلامي خالد بداوي أن " هذا النصب التذكاري هو تخليد لمسيرة العودة، ونؤكد أن دماء الشهداء الفلسطينيين اختلطت هنا مع دماء شهداء المقاومة الأسلامية، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون يداً واحدة من اجل العودة ورفض كل خيارات التفاوض مع العدوّ، فلتكن البندقية هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين"، وبيّن أن " اللجان التحضيرية لمسيرة العودة سيعلنون قريباً عن نشاطات مشابهة لتلك التي حصلت في 15 أيار"، معتبراً ان " خطاب أوباما الأخير مرفوض جملة وتفصيلاً، وأن خيار المفاوضات قد سقط والشعب قال كلمته في 15 أيار وسيقولها مجدداً في الأيام القادمة". وتحدث المسؤول الاعلامي لحزب الله في الجنوب حيدر دقماق مبيناً أن " هذا النصب التذكاري هو وفاء من حزب الله للشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في 15 أيار وزرعوا دماءهم في مارون الرّاس". كما تحدث ممثل حركة حماس خالد طه الذي اعتبر أن " ما حدث في هذا المكان هو البداية للانطلاق قريباً الى فلسطين المحتلة، وأن دماء الشهداء الذين سقطوا تؤكد أن الشعب الفلسطيني بأكمله مع العودة، ونطالب حزب الله بافساح المجال أمام الفلسطينيين للعودة الى هذا المكان باستمرار".
 
وبيّن عضو اللّجنة التحضيرية لمسيرة العودة خالد زيدان أن " بوابة مارون الرّاس قد تكون احدى بوابات الدخول الى فلسطين في المرحلة القادمة ونطالب المعنيين بالسماح لنا باقامة المسيرات المشابهة للعودة"، وانتقد الاشاعات التي تحدثت عن أن الباصات السورية هي التي نقلت الفلسطينيين الى مارون الرّاس في 15 أيار، قائلاً " الشعب الفلسطيني لا يحتاج الى من يساعده، فالباصات التي نقلتنا الى هنا ليست سورية".

السابق
أكبر جاط فتّوش
التالي
النهار: انقطاع المشاورات بين قوى الأكثرية وميقاتي ينتظر