النهار: انقطاع المشاورات بين قوى الأكثرية وميقاتي ينتظر

بدت القوى السياسية على مشارف بداية الشهر الخامس للازمة الحكومية مشدودة الى التطورات السورية وتفاعلاتها الدولية والاقليمية اكثر منها الى المحاولات الجديدة المرتقبة للخروج من نفق الأزمة، الداخلية، مما عكس تراجع فرص اختراق الازمة الى أخطر مستوياتها منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة.

وعلى رغم ان بعض قوى الاكثرية لا يزال يتوقع احياء المشاورات المتصلة بالازمة في الايام المقبلة، عكس امتناع اوساط الرئيس ميقاتي في الايام الاخيرة عن الافصاح عن أي معطيات او ايضاحات في شأن الازمة وصول الانسداد السياسي الى متاهة القطيعة بين بعض القوى المعنية.

وعلمت "النهار" في هذا المجال ان ميقاتي لا يزال ينتظر تبلغ الاجوبة التي طلبها عن الاقتراحات التي طرحها في الاجتماع الرباعي الاخير الذي جمعه و"الخليلين" والوزير جبران باسيل، وانه حتى يوم امس لم يكن قد تسلم اي جواب. كما ان الاتصالات كانت مقطوعة تماماً بين الافرقاء المعنيين، في حال من الجمود التام ليصعب معها التكهن بما ستؤول اليه المحاولات المقبلة لتجاوز المأزق.

واذ غلب على المشهد السياسي استمرار ردود الفعل على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان لبيروت من قوى 8 آذار، توقعت أوساط في هذه القوى ان يطغى الوضع الاقليمي وتفاعلاته على الاحتفالات بالذكرى الحادية عشرة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي غداً وخصوصا عبر الخطاب الذي سيلقيه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، سواء في تناوله موقف الحزب من الوضع في سوريا أم في رده على خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما. وتحدث رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أمس الى قناة "المنار" في هذه المناسبة، فشدد على الحاجة الى المقاومة في ظل عجز المجتمع الدولي عن حل مسألة بصغر قرية الغجر". ووصف المواقف الاخيرة للرئيس الاميركي من "حزب الله" بانها "مستهلكة". اما عن المحكمة الدولية فقال جنبلاط "ان الواقع يدل على ان المحكمة ستستخدم لاغراض سياسية في مواجهة المقاومة وضد النظام في سوريا"، لكنه اعرب عن اعتقاده "اننا وصلنا الى مرحلة من المناعة سواء صدر معها قرار اتهامي ام لم يصدر فلن يغير شيئا". ودعا الى تشكيل حكومة "تحت شعار مسلمات الحوار وتحصين الجنوب وتحصين لبنان وحماية السلاح أساساً لحماية المقاومة". ورأى ان فيلتمان سعى خلال زيارته لبيروت "الى تنسيق اصدار قرار دولي ضد سوريا في مجلس الأمن"، لافتاً الى "أننا كنا على تفاوت في الرؤية وان أي قرار يعزل سوريا لن يفيد"، مشيراً الى انه أبلغ فيلتمان أن ذلك لا يفيد "فلا القرارات الدولية ولا العقوبات تفيد". وسبقت ذلك مناشدة جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد "أن يبادر بسرعة الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري في مقاربة الوضع الراهن والتحديات التي تعيشها سوريا للحيلولة دون انزلاق سوريا نحو التشرذم والنزف المستمر".

في غضون ذلك، برزت مواقف للممثل الشخصي للرئيس الفرنسي في المنظمة الفرنكوفونية الدولية نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان – بيار رفاران الذي تأتي زيارته لبيروت بعد زيارتي فيلتمان ومساعد وزير الخارجية الايراني محمد رضا شيباني. وأجمل رفاران حصيلة جولته على المسؤولين أمس في مؤتمر صحافي عقده مساء في قصر الصنوبر مشدداً على دعم فرنسا للسلطات اللبنانية في الفترة التي تمر بها ودعم الجهود على مستوى تشكيل الحكومة. وعن موقف بلاده من الحكومة قال: "لا تملك فرنسا استراتيجية حول الحكومة اللبنانية، لدينا خبراتنا الخاصة في هذا المجال (…) لكننا لا نسعى في أي حال الى لعب دور ليس من اختصاصنا". وتمنى "الخروج بسرعة من هذا الوضع".

وقال رفاران لـ"النهار" عن تزامن زيارته للبنان مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا: "القرارات كانت متوقعة وهي تلي قرارات أميركية في هذا المجال ومن الواضح ان الرسالة التي تسعى أوروبا الى ايصالها مفادها أن أوروبا لا تريد أن تترك فرصة للافلات من العقاب في كل المسائل وفي كل الدول حيث تبرز تصرفات موضع نزاع".

السابق
مجسّم العودة الى فلسطين بداية الطريق
التالي
السوريون فرضوا التغيير في الموقف الأميركي!