المستقبل: الموفد الفرنسي يشدّد على الإسراع في التشكيل

الفراغ الكبير الذي يلفّ البلاد متجاوزاً الملف الحكومي ليطال الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يبقى سيّد الموقف حتى إشعار آخر، بفعل عجز الرئيس المكلف، ومن كلّفه، عن تأليف الحكومة المنتظرة بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على التكليف، فيما لم يبرز أي جديد على خط التأليف، سوى المزيد من السواد المسيطر على الوضع، والضجيج السياسي، وكيل الاتهامات الذي تملأ به الأكثرية الجديدة الفضاء الداخلي تغطية على إخفاقاتها وتبايناتها.

وسط هذه الصورة، تتقاطع يوم غد الأربعاء أكثر من محطة، إذ يكون قد مضى نصف ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي انتخب في 25 أيار العام 2008 وبإجماع لبناني وعربي ودولي، كما يصادف ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب تحت ضغط عمليات المقاومة، الذي ما كان ليتحقق لولا تضامن اللبنانيين والدعم الذي وفره الجيش اللبناني للمقاومة حيث ستكون للأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة في المناسبة.

وقالت أوساط قصر بعبدا لـالمستقبل إن الرئيس سليمان لن يوجّه خطاباً يوم غد لمناسبة مرور ثلاث سنوات على توليه مهام الرئاسة الأولى، ورجّحت أن يكون له موقف أمام زواره، خصوصاً أن المناسبة تتزامن مع عيد المقاومة والتحرير، وبالتالي فمضمون الموقف سينبع من روح هذه المناسبة الوطنية من جهة، ومن ثوابت خطاب القسم من جهة أخرى.

على الصعيد الحكومي، أشارت أوساط مواكبة لتشكيل الحكومة إلى أن حالة مراوحة في هذا الملف قد تستمر مزيداً من الوقت في ظل التصلب الذي يبديه بعض أطراف الأكثرية في ما يتعلق بالحصص الوزارية والحقائب، وتضيف أن لا حلحلة تبدو في الأفق لملف التشكيل، خصوصاً أن لا شيء جديداً يصدر عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي من المتوقع أن يزور قصر بعبدا خلال اليومين المقبلين لاطلاع رئيس الجمهورية على مضمون اتصالاته من جهة والمخارج التي يقترحها للإفلات من حالة الجمود التي يعيشها الملف الحكومي من جهة ثانية. مع ملاحظة أن الرئيس المكلف لم يزر بعبدا منذ أسبوع.

وعلمت المستقبل من أوساط الرئيس المكلف أن الأجواء المتصلة بالتشكيل لا تزال مقفلة تماماً، مع أن هناك نفياً للرواية التي تقول بحكومة أمر واقع. إذ تفيد المعلومات أن حكومة الأمر الواقع لم تعد مطروحة، ويأتي ذلك بعد محاولات ثني الرئيس المكلف عن هذا الخيار.

وأفادت المعلومات أنه يتم العمل لمقاربة جديدة تُبنى على التوافق وتكون ضمن الدستور، ولكن من المبكر لأوانه الحديث عن خطوات ملموسة في هذا الإطار بانتظار بلورة الأفكار المتعلقة بهذا الطرح.
وقد لاحظت بعض الأوساط أن طرح قانون الأحوال الشخصية من قبل حزب الله يأتي في غير أوانه لأن القضايا العالقة كافية وتزيد.

في الحركة الخارجية باتجاه لبنان، أمل الممثل الشخصي للرئيس نيكولا ساركوزي في المنظمة الفرنكوفونية رئيس الحكومة الفرنسية السابق جان بيار رافاران، الذي سلّم أمس الرئيس سليمان رسالة دعم وتأييد من ساركوزي، في الإسراع في تشكيل الحكومة لتفعيل التعاون بين البلدين، مؤكداً أن بلاده ملتزمة بقوة بوحدة لبنان واستقراره وسيادته، ومشدداً على أن هذا البلد سيحدد بنفسه خطواته المستقبلية(..).

أما في المواقف، فقد وصف عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري مرحلة مسار تأليف الحكومة بأنها مرحلة لتضييع الوقت بانتظار اتضاح الصورة في الخارج، مؤكداً أنه في انتظار كل ذلك هناك الكثير من المناكفات داخل الفريق الواحد تؤخر التشكيل. ورأى أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى انعقاد جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال مستحيل لأنه لا يجوز التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال(..).

من جهته، أكد مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون يسعى من خلال بعض المطالب الى تغيير سياسي كامل يعطي له سلطة كاملة على القرار السياسي اللبناني، في مقابل سلطة أمنية لـحزب الله، ورأى أن البعض في الأكثرية الجديدة يدرك في شكل كامل أن تشكيل حكومة من لون واحد، سيفقد المظلة الداخلية والدولية والرافعة العربية، حتى ولو تم العمل على تجميلها(..).

في المقابل، كرر حزب الله معزوفة التخوين وتوزيع الاتهامات، وانتقد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق التدخل الأميركي السافر في السياسة اللبنانية، لا سيما عبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الذي جاء لا ليدفع باتجاه حلحلة عجلة الحكومة، وإنما ليحرض فريق 14 آذار، الذين لا ينقصهم تحريض، ضد سوريا الأبية، آسفًا لأنَّ فريقاً من اللبنانيين متورط في هذه اللعبة القذرة، التي ستنقلب حتماً عليهم، بزج لبنان في دائرة الخطر إرضاء للأميركيين وأعوانهم(..).
واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي أن ما يُتحدث عنه من طابع إنساني إغاثي (في مساعدة النازحين السوريين إلى شمال لبنان) لا علاقة له بالإنسانية والإغاثة، بل هو مجرد ستار للإضرار بأمن سوريا ووحدتها ومستقبلها(..).
ولمناسبة الذكرى الحادية عشرة للمقاومة والتحرير وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم إلى العسكريين دعاهم فيه إلى رص الصفوف والتمسك بإرادة الصمود والمقاومة، في مواجهة عدو غادر، لا يزال يحتل أجزاءً من ترابنا الوطني، ويمعن في خرق القرار 1701، جواً وبحراً وبراً. وشدد على أن انتشاركم عند ثغور الوطن في الجنوب، دفاعاً عن أهله وترابه ضد أي عدوان إسرائيلي(…)، هو شرف لكم ومدعاة فخر لكل واحد منكم، فأنتم تؤدون واجب الجيش الأصيل الذي نذرتم له أنفسكم، وأقسمتم في سبيله يمين الولاء، والذي لا يكتمل إلاّ بالسهر على أمن الوطن والمواطن، والتصدي بحزم للإرهابيين والعملاء، ومعهم الخارجون على القانون والمتطاولون على هيبة الدولة ومؤسساتها(..).

وفي مناسبة مرور شهرين على اختطاف الأستونيين السبعة في البقاع، أطلقت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عبر رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان أنجلينا أيخهورست والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز، نداء مشتركاً لإطلاق سراحهم بشكل فوري وعاجل، مؤكدين أن استمرار احتجازهم لا يخدم أي هدف، ويهدد مكانة لبنان في المجتمع الدولي(..).

السابق
السفير: نصر الله يرد على أوباما غداً
التالي
الديار: هاجس لدى القيادات عن انعكاس الأحداث العربية على الداخل اللبناني