الانباء: لبنان يرفض محاصرة سورية على غرار كوريا الشمالية

يستمر لبنان في حال الانتظار، للجهود والاتصالات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومكونات الاكثرية الجديدة، فضلا عن العماد ميشال عون، بغية إخراج الحكومة من رحم التعقيدات.

ويرى حزب الله هنا، أنه بعد تجاوز عقدة وزارة الداخلية، فإن التفاصيل الباقية لا ترقى الى مستوى الاسباب المبررة للتأخير الحاصل.

أما التيار الوطني الحر فيرى أنه لا شيء في لبنان سوى الانتظار الرتيب لإشارة خارجية لم تصل بعد، فيما المعنيون بتأليف الحكومة مستسلمون أمام النصائح بتقطيع الوقت!

ويفترض ان يقطع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله غدا الاربعاء السكون الحكومي الممل، وسيتناول نصرالله في ذكرى تحرير الجنوب خطاب الرئيس الاميركي أوباما، وزيارة مساعد وزير خارجيته جيفري فيلتمان الى لبنان، مرورا بالانتفاضات الشعبية العربية، وصولا الى الوضع الحكومي.

ولوحظ أمس تركيز خطباء حزب الله على تنامي الحماسة على الخطوط الحدودية مع اسرائيل، سواء في إطار ردهم على زيارة فيلتمان، أو على ما أسماه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد «ازدواجية المعايير في العالم الاستكباري حيال أحداث سورية».

السنيورة وفيلتمان

كتلة المستقبل النيابية لم ترصد أي اتصالات إضافية من شأنها التأثير بالجمود الحكومي الحاصل، وقد تحدث رئيسها، فؤاد السنيورة أمس عن لقائه مع فيلتمان الذي عبر له عن وجهة نظر الادارة الاميركية فيما يتعلق بالتزامها سيادة لبنان وحريته ومبدأ العدالة، والمحكمة الدولية، من أجل ألا يصبح لبنان بلدا ترتكب فيه الجرائم السياسية وتبقى بلا عقاب.

وحول ما جرى في «مارون الراس» والموقف الاميركي منها قال السنيورة: لقد عبر الاميركيون عن وجهة نظرهم بشكل دائم وعن قلقهم لما حصل، ونحن أيضا عبرنا عن وجهة نظرنا بأننا مع التعبير السلمي عن آراء الناس، واعتقد ان مواجهة اسرائيل لهذا التعبير السلمي بالعنف، أمر مستغرب ومستهجن، وإطلاق النار على العزل أوقع العديد من الشهداء.

لكن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد رد مجيء فيلتمان الى لبنان الى ما جرى في مارون الراس: «لأن الأميركيين تحسسوا الخطر الفعلي أمام اقتحام الشباب الفلسطيني، وهم مدنيون بدون سلاح.

وقال ان فيلتمان هرع الى لبنان من أجل الحفاظ على الأمن الاسرائيلي. في الوقت عينه وصف رعد المتظاهرين في سورية بالعصابات التي تتحرك تحت عنوان الديموقراطية والإصلاح والتغيير.

في هذا الوقت ابلغت مصادر متابعة صحيفة «السفير» بأن فيلتمان جاء ليستدرج لبنان الى التضييق على سورية في إطار المسعى الغربي لمحاصرة بشار الاسد وإرغامه على القبول بالشروط الاميركية.

ولفت الانتباه الى ان فيلتمان الذي لم يهتم بتشكيل الحكومة، حمل أسئلة محددة الى المسؤولين اللبنانيين حول مرحلة إحكام الحصار على سورية.

وقال فيلتمان أمام مستقبليه ان واشنطن تريد أن تعمم النموذج الكوري الشمالي وان تجعل بشار الاسد محاصرا في دمشق على طريقة الرئيس الكوري الشمالي. وسأل فيلتمان الرئيس سليمان عن كيفية تعامل الحكومة اللبنانية مع خيار العقوبات المتدرجة بحق سورية وقيادتها؟

سليمان يرفض

وكان جواب سليمان واضحا وحادا ومفاجئا لفيلتمان والسفيرة كونيللي، حيث أكد لهما ان العلاقات بين لبنان وسورية هي من عمر البلدين، وان ظروف التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل كلها تجعل واقع العلاقات بينهما مترابطا ووثيقا، كما أن اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور، يتحدث عن العلاقات المميزة بين البلدين، فكيف تريدون منا أن نتحول الى جسر أو ممر لمحاسبة سورية أو معاقبتها على خياراتها الوطنية والقومية. وقالت الصحيفة إن فيلتمان كرر الاسئلة ذاتها على الرئيس ميقاتي والنائب جنبلاط، وكل من التقاهم سرا أو علنا، لكن بلا طائل.

وأمام هذا، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: لقد تأكدت من صوابية عدم استقبال فيلتمان، عندما قرأت البيان الصادر عنه.

واستهجن بري ما وصفه بالتدخل الفاضح من جانب فيلتمان بالشؤون الداخلية اللبنانية من خلال ربطه الموقف من الحكومة المقبلة، بطبيعة تركيبتها ومحتوى بيانها الوزاري.

ميقاتي: لا حكومة لون واحد

وبالعودة الى الموضوع الحكومي نقل زوار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عنه انه لا يريد حكومة من لون واحد، أي أن يكون للأكثرية الجديدة فيها أكثر من ثلثي عدد الوزراء. كما انه أي الميقاتي، لا يحبذ أيضا حكومة التكنوقراط، لأن القضايا التي ستعالجها الحكومة العتيدة، بحاجة الى رافعة سياسية.

وأشار زوار ميقاتي الى انه ليس في وارد تقديم تنازلات تتعلق بصلاحيات رئيس الحكومة والذي لا يملك أصلا حق التراجع عنها، وبالتالي فإن من يعتقد أنه قد يتهاون في هذا الأمر فهو مخطئ.

وأكد ميقاتي أمام زواره أنه لا أحد قادر على نزع سلاح حزب الله أو وقف عمل المحكمة الدولية، معتبرا أن أي كلام في أي بيان وزاري حول هذا الأمر سيبقى حبرا على ورق.

السابق
ثورات الثورة الواحدة
التالي
الشرق الاوسط: لقاء تضامني مع الشعب السوري اليوم في بيروتؤ