فتفت: التحركات العسكرية السورية على الحدود مع لبنان تهويلية

رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب احمد فتفت، ان عودة البعض في قوى 8 آذار الى المطالبة بحكومة وحدة وطنية هو اعتراف صريح بالخطأ الجسيم الذي ارتكبه الفريق المذكور بإسقاطه حكومة الرئيس الحريري وإلحاق الضرر الاقتصادي والاجتماعي باللبنانيين كافة، معتبرا من جهة ثانية ان الكلام عن حكومة وحدة وطنية يجب الا يكون مجرد كلام انشائي يطلقه هؤلاء لاستدراك فشلهم في تشكيل حكومة اللون الواحد، إنما عليهم ان يكونوا مقتنعين بمفهوم واسس حكومة الوحدة الوطنية وبالإجراءات الأساسية الواجب اتباعها من قبل الوزراء فيها الى اي جهة او فريق انتموا خصوصا تلك المتعلقة منها بضرورة التزام لبنان بالمحكمة الدولية، وبانضواء السلاح غير الشرعي تحت وصاية الجيش والقوى الامنية، وبتطبيق مقررات طاولة الحوار الوطني.

وعلى مستوى تعثر الرئيس ميقاتي في تشكيل حكومته لفت فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى ان التطورات الاقليمية لاسيما التطورات على الاراضي السورية وعدم وضوح رؤية ما قد تؤول إليه الامور على المستويين السياسي والامني ساهمت الى حد بعيد في تعثر مسار الرئيس تعقيدا وخطرا سواء على إمكانية تشكيل الحكومة او على مستقبل النظام اللبناني ككل، مشيرا وفقا لرؤيته الى ان البعض يحاول إيهام الوسطين الشعبي والسياسي بأن تعثر الرئيس ميقاتي يكمن في تناتش الحصص والحقائب الوزارية بينما الحقيقة تكمن في تعمد حزب الله إبقاء البلاد دون حكومة عبر دفع الناطق باسمه والمنفذ لسياسته العماد عون الى فرض المطالب التعجيزية وغير القابلة للتنفيذ، وذلك لأسباب استراتيجية تخص مشاريعه غير المتصلة بمشروع الدولة. وردا على سؤال حول تبدل الادوار وتحول تيار المستقبل من متهم الى متهم بتعطيل دور المجلس النيابي لفت النائب فتفت الى ان الرئيس بري كان ومازال يعطل المجلس النيابي خصوصا ان السنين الماضية منذ العام 2006 وحتى العام 2008 خير شاهد على إمعانه في إقفال باب المجلس امام النواب لمنعهم من ممارسة دورهم الوطني، معتبرا ان الرئيس بري كونه مشاركا في الانقلاب على حكومة الوحدة الوطنية، وكونه عجز مع المنقلبين عن تأليف حكومة جديدة، يحاول اليوم استكمال الانقلاب تحت عنوان الدعوة لجلسات تشريعية عامة تولد ديكتاتورية برلمانية عبر تكبيل صلاحيات رئاستي الجمهورية والحكومة، متسائلا من جهة اخرى عن سبب عدم اعطاء حكومة تصريف الاعمال صلاحيات اضافية على الطريقة البلجيكية تخولها تسيير شؤون البلاد والمواطنين فيما لو كانوا فعلا (الانقلابيون) ضنينين بخوفهم على البلاد. هذا، وأضاف النائب فتفت ان فريق 8 آذار ادرك ان طروحاته قد فشلت ووصلت الى طريق مسدود وخواتيم محزنة له، خصوصا بعد عودة حركة حماس الى الحضن العربي نتيجة المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية وهو ما اكدته احدى الصحف المحلية المتصادقة مع الفريق المذكور، معتبرا بالتالي ان على هذا الفريق التحول سياسيا كغيره من الفرقاء الاقليميين وإلا ليتحمل مسؤولية ما قد تؤول إليه سياسته على المستويين الداخلي والخارجي. وعن التطورات على الساحة السورية لفت النائب فتفت الى ان توصيف د.بشار الاسد للأحداث في سورية كان واضحا وصريحا لجهة ضرورة إنجاز الاصلاحات المطلوبة وهو ما لم يتحقق حتى الساعة مما ادى عمليا الى مزيد من الاضطرابات الامنية في الداخل السوري، معربا عن خشيته من عدم اقرار الاصلاحات بأسرع وقت منعا لانحدار التطورات الى حالة من عدم الاستقرار الشرس وتأثيرها سلبا على الداخل اللبناني لاسيما على الاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني فيه، مشيرا من جهة اخرى وردا على سؤال الى ان التحركات العسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان تهويلية اكثر منها جدية، وذلك لاعتقاده ان سورية لا تتحمل ارتكاب اي خطأ ضد لبنان بسبب وضعها تحت المجهر الدولي خصوصا في ظل التطورات الحاصلة على اراضيها.

السابق
الانباء: غادر الموفدون السياسيون وبقي الفراغ الحكومي
التالي
ما لا يفهمه نتنياهو!