صور احتضنت سباق فينيقيا الدولي

صور الجنوبية، مدينة الحضارة والإرث الثقافي والتراثي، هي عاصمة المقاومة والتصدي والصمود بوجه أعتى الغزاة، منذ الإسكندر المقدوني وحتى زماننا هذا، حيث شهدتا فيه الاحتلال الصهيوني، الذي فشل في محاولاته المتكررة، وآخرها هجماته العدوانية على الجنوب إبان حرب تموز العام 2006، للنيل من هذه القلعة الجنوبية، التي خرجت كعادتها حصناً منيعاً شامخاً بعنفوان وإباء أبنائها، وألحقت بهؤلاء الغزاة شرّ هزيمة.
ومع إطلالة هذا الموسم، احتضنت مدينة صور في رحاب معالمها التاريخية حيث الآثار الرومانية الشهيرة، وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية فعاليات «سباق فينيقيا الدولي» الذي ينظمه نادي فينيقيا في مدينة صور، وهو من ضمن إطار البرامج الصيفية التي ينظمها اتحاد بلديات القضاء بالتعاون مع بلدية صور، والجمعيات الأهلية، من وحي التراثين اللبناني والعالمي، ومن خلال مشاركة فنانين وأدباء وشعراء ورسامين، ورياضيين وحرفيين، وفرق فولكلورية، وجمعيات تعنى بالشأن الغذائي .

احتفال
وقد افتتح «سباق فينيقيا» باكورة أعمال فعالياته برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك باحتفال أقيم في الحديقة العامة للمدينة قبل يومين، بمشاركة تعاونيات زراعية وجمعيات كشفية وبيئية، وفنية وإعلامية، وذلك بحضور رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، وقائد القطاع الغربي في «اليونيفيل» الجنرال غوانتيارو ماريو ديتشيكو، وأمين سر فصائل حركة فتح محمد زيداني، ورئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، وممثلين عن منظمات وجمعيات دولية، وفاعلياتٍ ثقافيةٍ وشعبية وحشدٍ من المواطنين.

أمين سر النادي
«البناء» التقت بعددٍ من المعنيين والقيمين على فعالياته فاعتبر أمين سر النادي محمد الحسيني «أن افتتاح القرية التراثية في صور يعطي قيمة ثقافية لهذه المدينة والقرى التي تحيط بها، من خلال عرض منتوجاتها عبر الجمعيات التعاونية والزراعية» مشدداً على «أهمية العودة إلى التراث».

الحسيني
أما رئيس اتحاد بلديات قضاء صورعبد المحسن الحسيني فقال: «هي احتفالية لإبراز الوجه الحقيقي لمدينة صور من خلال اللقاء العائلي الذي يجمع كل المؤسسات والجمعيات في قرية واحدة وهي قرية صور التراثية».
 
دبوق
من ناحيته، ثمّن رئيس بلدية صور لنادي «فينيقيا» «إقامته المهرجان من ضمن فعاليات السباق الدولي ومعرض القرية التراثية التي تغني مدينة صور باللوحات المتنوعة من خلال المشاهدات للأعمال الفنية والحرفية والتراثية والمونة البيتية التي تنتجها المؤسسات والجمعيات الزراعية المشاركة في المعرض».
بدوره أكد رئيس نادي «فينيقيا» صلاح فرّان على: «أن هذا المعرض لن يكون الأول في مدينة صور بل سيُكرّس في كل عام».
فيما اعتبرت منسقة النشاطات الاجتماعية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجنوب ميراي كركي «أن معرض القرية التراثية يعطي حافزاً إضافياً للتعاونيات الزراعية والحرفية من أجل عرض منتوجاتهم وتسويقها».
وشكر رئيس التعاونية الزراعية في بلدة الحلوسية محمد قشمر نادي «فينيقيا» وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على «إتاحتهم للتعاونيات الزراعية الفرصة للمشاركة في المعرض» آملاً في أن يكون هناك العديد من المعارض الدائمة في سبيل تعريف المستهلك على المنتوجات البلدية والصحية».

عطوي
أما نائبة مدير«موقع يا صورالالكتروني» الراعي الإعلامي الرسمي للسباق، الزميلة ريان عطوي فقالت: «دأبت مدينة صور أن تخرج إلى العالم في كل المواسم مدينة العراقة والتراث والحب والفن والتلاقي بين الأمم، ولموقعنا شرف كبير أن يكون الراعي الرسمي لهذه التظاهرة، لا سيما أنه الأول الذي يحمل اسم صور، وباسمها انطلقنا إلى العالم كمنبر إعلامي، وكان دورنا مواكبة هذا الحدث الكبير بكل تفاصيله وسط نقل مباشر عبر الموقع الى العالم».

بري
وعشية اختتام فعاليات السباق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في دارته في المصيلح وفداً من الهيئة الإدارية لنادي «فينيقيا» الرياضي في صور، واللجنة المنظمة لسباق «فينيقيا» الدولي الأول، يرافقهم الأمين العام للاتحاد اللبناني لألعاب القوى نعمة الله بجاني، ورئيس اتحاد بلديات صور والعدائين الدوليين المشاركين في السباق.
وشكر الفرّان باسم الوفد الرئيس بري على رعايته للسباق، وقدم له قميص السباق الدولي الذي يحمل الرقم (1).
ورد الرئيس بري منوهاً بفكرة السباق الدولي وجهود اللجنة المنظمة مؤكداً على «حيوية وأهمية هذه النشاطات في الجنوب خصوصاً ولبنان عموماً»، ومعلناً «وضع كل الإمكانات اللازمة بتصرف المنظمين لإظهار الحدث في أنجح صورة»، كما رحب بـ«العدائين الدوليين على أرض الجنوب المضياف».
ختاماً قدم الحسيني باسم أبناء صور ومنطقتها درعاً تذكاريةً للرئيس نبيه بري.

اختتام فعاليات السباق
اختتمت اللجنة المنظمة للسباق الدولي أنشطته بانطلاق السباق حول ضاحية مدينة صور، بحضور وزير الشباب والرياضة علي عبدالهل ممثلاً الرئيس بري، حيث انطلق صباح أمس من أمام القلاع الرومانية في وسط المدينة، بمشاركة ألفي شخص من مختلف الفئات العمرية، ومنهم عدّاؤون محليون ودوليون، وجنود من «اليونيفيل».
وبعد عزف موسيقى الجيش اللبناني للنشيد الوطني اللبناني، أطلق الوزير عبدالله ورئيس بلدية صور إشارة الانطلاق للمشاركين في السباق الذين جابوا الشارع الرئيسي للمدخل الشمالي للمدينة وصولاً إلى البوابة الجنوبية للآثارات الرومانية وفي ختام السباق، أقيم احتفالُ خطابي وزعت فيه الجوائز على الفائزين الأوائل على مسرح القرية التراثية في الحديقة العامة، بعد كلمة ترحيبية من عضو الهيئة الإدارية لنادي «فينيقيا» الرياضي أشرف صفي الدين شكر فيها الرئيس نبيه بري راعي السباق وكل الذين ساهموا في إنجاحه.

عبد الله
ثم ألقى الوزير عبدالله كلمةً حمَل فيها تحيات الرئيس نبيه بري للمشاركين في السباق مشدداً على «أهمية هذه الأنشطة التي يجب تعميمها على مختلف المناطق اللبنانية».
وأضاف «ان مدينة صور كانت سبّاقة عبر التاريخ في الميادين الرياضية من خلال المنشآت الموجودة في الملعب الروماني»، منوّها بـ«القيّمين على هذا الحدث الرياضي الذي أضفى صورة حضارية على صور مدينة العيش المشترك التي هي عنوان من عناوين العزة والفخر لهذا الوطن».
من ناحيته، ثمّن خيامي في كلمته «دور مدينة صور في إغناء الرياضة على مختلف المستويات».
بدورها قالت الخليل: «إن سباق فينيقيا الدولي في مدينة صور هو امتداد للماراتون الذي أقيم قبل أربع سنوات وحمل آنذاك شعار «حبيبي يا جنوب» واضعةً كل إمكانيات الجمعية لدعم الأنشطة المشابهة.

السابق
الانتفاضة الشعبية في سوريا: المستبعد والممكن
التالي
إحياء ذكرى النكبة الـ 63..وفـاء لشهداء وجرحى مارون الـراس