جنبلاط للانباء:اناشد الاسد اتخاذ خطوات جذرية لتحقيق التغيير

أعلن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في موقفه الاسبوعي لجريدة الأنباء الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ان الحزب التقدمي الاشتراكي ارتبط وإرتبطت شخصيا بسوريا على مدى سنوات طويلة شاركنا فيها الكثير من المحطات النضالية والسياسية الهامة في ظل ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد عاشها لبنان والشرق الأوسط والمنطقة العربية. وامتدت هذه الفترة دون إنقطاع منذ العام 1977 وحتى العام 2004 حيث برزت تطورات آنذاك أدت الى ما سميناه الغربة الى حين المصالحة والمصارحة في العام 2010.

أضاف: حفلت تلك الحقبة من التعاون الوثيق بمفاصل تاريخية ليس أقلها مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لبيروت سنة 1982، ومقاومة هذا الاحتلال وصولا الى إسقاط إتفاق السابع عشر من أيار ما أتاح تغيير وجه لبنان وإنعكس على طبيعة الصراع في المنطقة بشكل كبير، وصولا الى إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وحسم هوية لبنان العربية وحدد أسس العلاقات اللبنانية السورية المميزة، وأكد أن أمن لبنان من أمن سوريا وبالعكس وكرس، بمشاركة سوريا، مرحلة طويلة من الاستقرار السياسي أتاحت إعادة الاعمار والانتعاش الاقتصادي النسبي، وتحقق في ظلالها الكثير من المنجزات الوطنية الكبرى وفي طليعتها تحرير الأرض من الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار الى ان هذه المراحل المختلفة من التعاون بيني وبين القيادة السورية تميزت بالثقة المتبادلة والحرص المشترك على تحقيق الأهداف السياسية الأساسية التي رسمت. وقال: اليوم، وإنطلاقا من هذه الثقة، وفي ظل الظروف الحساسة التي تمر بها سوريا، ومع إستمرار حالة التوتر الداخلي، أؤكد أن الرأي الأنجح لسوريا هو الرأي الأصدق، وليس الرأي المتملق والزائف. وسوريا تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الى الصدق في التعامل والموقف لأنها تمر بمنعطف تاريخي لا تنعكس تداعياته على وضعها الداخلي فحسب، بل تمتد الى لبنان والمنطقة بأكملها.

أضاف: لذلك، من موقع الحرص على سوريا وأمنها القومي ووحدتها الوطنية وإستقرارها الداخلي ومناعتها وحصانتها، وحفاظا على وزنها السياسي في المنطقة ودورها المتقدم في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم، وفي ظل التحديات الكبرى التي يمر بها العالم العربي، وفي ظل لحظة سياسية شديدة الحساسية في ما يتعلق بالصراع العربي – الاسرائيلي، وحرصا على إستمرار سياسة فك العزلة التي تعرضت لها سوريا بعد العام 2005 ونجحت تدريجيا في تحقيقها، فإنني أجدد التأكيد على أهمية إطلاق الحوار مع كل الشرائح والابتعاد عن العنف وتنفيس الاحتقان والتوتر من خلال التحقيق الجدي والفوري في الأحداث المتتالية التي تحصل وإطلاق سراح المعتقلين، والى إيلاء الاصلاحات الأولوية القصوى للخروج من الازمة الراهنة.

وختم قائلا: لذلك، أناشد الرئيس بشار الأسد، وهو يملك من الشجاعة الكثير، وقد واجه خلال السنوات القليلة الماضية ضغوطات سياسية هائلة وإستطاع أن يخرج سوريا من الطوق الذي فرض عليها، أن يبادر بسرعة الى إتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري في مقاربة الوضع الراهن والتحديات التي تعيشها سوريا، والذهاب الى مقاربة جديدة يتم من خلالها إستيعاب المطالب المشروعة وتلبيتها للحيلولة دون إنزلاق سوريا نحو التشرذم والنزف المستمر كما يتمنى كثيرون. وأجدد التعازي بكل الشهداء الذين سقطوا، من مدنيين وعسكريين ورجال شرطة، وكلهم من أبناء العائلة السورية الواحدة.

السابق
وهاب: لبنان سيتضرر إذا ساهم في محاصرة سوريا
التالي
الفريق العربي للحوار استنكرا الاعتداء على منزل السيد هاني فحص