الانباء: غادر الموفدون السياسيون وبقي الفراغ الحكومي

غادر معاون وزير الخارجية الايرانية محمد رضا شيباني وقبله مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان وسيغادر مثلهما رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان بيار رافاران بعد ان جالوا في ارجاء السياسة اللبنانية المعقدة، فطرح كل منهم ما لديه وما يريده على المستويين اللبناني والاقليمي مع حكومة ليست كالحكومات، ومسؤولين يتحملون مسؤولياتهم نسبيا او جزئيا، في ظل تداخل القوى وتعدد مراكز النفوذ.

النتيجة التي لمسها الزوار الديبلوماسيون دون ان يحدثهم احد عنها وعن مضارها وخطورتها هي الفراغ السياسي والدستوري والامني الذي يتخبط به لبنان، هذا الفراغ مازال عنوان المرحلة اللبنانية بلا منازع، وزراء حكومة تصريف الاعمال لا يصرفون، وان فعلوا فلحسابهم، وقد فشلت مساع لاعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال بالحد الذي يسمح به القانون، تخطيا لحال الشلل الزاحف تماما كما فشلت محاولات الرئيس نجيب ميقاتي وبمتابعة من الرئيس ميشال سليمان بتجاوز العقبات المحلية وغير المحلية المانعة لتشكيل الحكومة.

والآن بعد اليوم الاميركي الطويل والايراني الاطول، ماذا عن مصير الحكومة الميقاتية؟ هل سيبقى لبنان اسير المهل؟ مهلة بعد اخرى؟ ام سيكون بوسع الرئيس ميقاتي خرق الفراغ بحكومة امر واقع لا ترضي احدا ولا تصدم احدا في الوقت ذاته؟

جديد الزيارات الخارجية الايحاء بامكانية العودة الى حكومة وحدة وطنية رغم انه سبق لقوى 14 آذار ان دفنت هذه الفكرة، لكن ليس في السياسة مواقف ثابتة، فما يرفض اليوم يمكن ان يقبل غدا، وبعكس الظاهر من علاقات الولايات المتحدة وايران فإن لشيباني رأيا ايجابيا في العلاقات الايرانية ـ الاميركية، حيث نشر له مؤخرا كلام على موقع «ويكيليكس» موجه لوزير العدل اللبناني السابق شارل رزق في 11/11/2006 مضمونه ان العراق قرب بين الدولتين الايرانية والاميركية، وان الحوار قائم الآن بين البلدين، وان واشنطن تعترف الآن بدور ايران الاقليمي وانهم سيبنون علاقة مع ايران من باب الحاجة وليس المودة.

لا اتصالات بين ميقاتي وعون

واللافت في موضوع الحكومة ان الاتصالات بين ميقاتي وحزب الله لم تنقطع، فيما لا جديد بين الرئيس المكلف والعماد ميشال عون، وواضح ان العلاقة بين الرجلين مجمدة والتواصل مقتصر على حلفاء التيار الوطني الحر، لا سيما حزب الله، الذي ستكون هناك اطلالة جديدة منتظرة لأمينه العام السيد حسن نصرالله عصر الاربعاء المقبل، في ظل توجه الحزب الى تعجيل تشكيل الحكومة.

اما في بكركي التي زارها شيباني يرافقه سفير ايران غضنفر ركن ابادي فقد اعلن الموفد الايراني انه جاء مهنئا البطريرك الراعي بمناسبة جلوسه على كرسي انطاكيا وسائر المشرق للموارنة ولتقدير ايران لدور بكركي المميز في لبنان والمنطقة والعالم.

ونقل البطريرك الراعي إلى شيباني اجواء القمة الروحية التي انعقدت في بكركي، وتحفظ حزب الله على بعض بنودها، ودعا الى مؤتمر روحي شامل يجمع جميع رؤساء الطوائف في الشرق الاوسط، ووضع ميثاق موحد يبرز القيم التي تجمع بين المسيحية والإسلام وتشكل قاعدة للحوار الحياتي بين الشعوب، مشيرا الى التحديات التي يواجهها المسيحيون في الشرق.

من جهته، رحب شيباني بالمؤتمر المقترح، مؤكدا ان المسيحيين هم اساس الشرق وليسوا دخلاء.

السابق
الأسد يرفض عرضاً حمَله عرب أميركا
التالي
فتفت: التحركات العسكرية السورية على الحدود مع لبنان تهويلية