25 أيار: الإصلاح والحريات والتحرير

يستمر الحراك الشعبي بالتفاعل في العديد من الدول العربية وإن كان يتخذ في كل دولة نمطاً معيناً ويواجه تحديات مختلفة ورغم أنه من الصعب بلورة صورة واضحة عن مآل هذا الحراك ونتائجه، فإن الواقع العربي آخذ بالتغيّر باتجاه الإصلاح واعتماد الديمقراطية الحقيقية ومواجهة الفساد وحماية الحريات العامة.
لكن العنصر الجديد الذي برز في الأيام الماضية تمثل بما يجري على الصعيد الفلسطيني حيث شهدنا عدة تطورات هامة من خلال المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية والحراك الشعبي الداعم لها والتحرك الشعبي الكبير في 15 أيار تحت عنوان "الشعب يريد العودة إلى فلسطين".
وقد أدت التحركات الشعبية في لبنان و(الجولان) سوريا وفلسطين إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وكشفت عن زيف قوة "الكيان الصهيوني" وأعادت القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات في المنطقة.إذاً، ونحن نحتفل في الذكرى الحادية عشر لتحرير جنوب لبنان في 25 أيار 2000 والانتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية، نعيش اليوم أجواء انتصارات جديدة تحققها الشعوب العربية على صعيد مواجهة الظلم وحماية الحريات وإعادة بوصلة الصراع إلى وجهتها الحقيقية.
وما يجري اليوم يؤكد أن معركة الإنسان العربي والمسلم هي معركة متكاملة فالدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والكرامة وإقامة الدولة العادلة يتكامل مع العمل لتحرير الأراضي المحتلة ومواجهة المشاريع الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.وإن ذكرى التحرير تأتي هذه المرة والشعوب العربية باتت قادرة على المشاركة في فرحة الانتصار بعد أن أزيح عن صدرها كوابيس الأنظمة المتهاونة والمتعاملة مع الكيان الصهيوني الغاصب رغم أن محور الممانعة يعاني اليوم من بعض المعوقات المقلقة إلاّ أن المستقبل هو للأعزاء والشرفاء في هذه الأمة والذين لم يستكينوا لظلم الصهاينة وعدوانهم رغم تطاول السنين.

السابق
نواب عكار يتضامنون مع النازحين السوريين
التالي
رابطة التعليم الثانوي تجتفل بعيد التحرير وتكرم الأساتذة المتقاعدين في بنت جبيل