النهار: الرئاستان الأولى والثالثة تستقبلان فيلتمان… أما الثانية فـ”خارج المدينة”

يكاد يكون لبنان البلد الوحيد في المنطقة حيث يتحرك في وقت واحد على أرضه مسؤولان أميركي وايراني وسفير سوري ليطلقوا مواقف تعبر عن رؤية بلدانهم لما يجري في المنطقة… لكن ذلك لم يمنعهم ولا سيما منهم الاميركي والايراني من ان تكون لهم كلمة في تأليف الحكومة اللبنانية التي لا تزال تترنح تحت وطأة العقد بين أطراف الاكثرية التي تحاول تأليفها منذ 25 كانون الثاني الماضي.
تلك كانت صورة المشهد الديبلوماسي الذي احتل صدارة الاحداث الداخلية أمس، إذ كانت لمساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان جولة اتصالات شملت الرئاستين الاولى والثالثة، بينما اعتذرت الرئاسة الثانية لوجودها "خارج المدينة". كما شملت رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وفي الوقت عينه كان معاون وزير الخارجية الايراني محمد رضا شيباني يزور الرئاسات الثلاث وجنبلاط والرئيس السابق اميل لحود ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

فيلتمان

وفيما حيّد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الموضوع الحكومي عن المعلومات الرسمية التي صدرت عنهما بعد لقائهما فيلتمان وركزا فقط على تطورات المنطقة في ضوء خطاب الرئيس الاميركي باراك أوباما، قالت مصادرهما لـ"النهار" لاحقا إن المسؤول الاميركي فاتحهما في موضوع التأليف على أساس "أن هذا شأن داخلي لبناني، وعندما يجري تأليف الحكومة سنعطي رأينا فيها انطلاقا من بيانها الوزاري". الى ذلك، شرح فيلتمان سياسة اميركا في المنطقة واهتمامها بالتغيير والاصلاحات وخصوصا في سوريا حيث تمنى "أن تكون الاصلاحات فيها في رعاية الرئيس بشار الاسد".
وأوضح بيان صادر عن السفارة الاميركية أن "فيلتمان أعاد تأكيد موقف الولايات المتحدة ان المجتمع الدولي سوف يقيّم علاقته مع أي حكومة جديدة في لبنان على أساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل والبيان الوزاري والاجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الاخرى. وشدد مجددا على ان الولايات المتحدة تعتبر تركيبة حكومة لبنان قرارا لبنانيا حصريا، ودعا جميع الاطراف في لبنان الى حماية عملية تشكيل الحكومة من أي تدخل خارجي".

شيباني

في المقابل، عبّر شيباني عن أمله في تشكيل الحكومة اللبنانية "بسرعة لمواكبة تطورات الاوضاع في المنطقة وتلبية طموحات اللبنانيين في الداخل". وسلم الرئيس سليمان دعوة من نظيره الايراني محمود أحمدي نجاد لحضور "مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب".
يعقد في طهران في 25 حزيران المقبل و26 منه.
ورأت أوساط متابعة لتحركات المسؤول الايراني ان اللقاء الأهم في زيارته كان ذلك الذي عقده مع العماد عون بعد التطورات المتسارعة وخلط الاوراق داخلياً.

جنبلاط

وصرح النائب جنبلاط لـ"النهار" لاحقاً "أن المنطقة العربية تمر منذ ان اندلعت الثورة بمخاض فيه ايجابيات كثيرة وبعض السلبيات. يبقى من المفيد تحصين لبنان أمنياً واقتصادياً خارج الحسابات الصغيرة والضيقة، والمطلوب تشكيل حكومة في أسرع وقت".
وعلمت "النهار" أن البحث في لقاءي جنبلاط وشيباني وفيلتمان تناول المواضيع الحساسة في المنطقة بدءاً من الأراضي الفلسطينية وصولاً إلى سوريا وبلدان الخليج. وأدلى كل طرف بوجهة نظره.

علي

وفيما امتنع الرئيس بري عن تحديد موعد لفيلتمان لوجوده "خارج المدينة"، استقبل السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بعد اجتماع طويل مع شيباني. وهاجم علي فيلتمان الذي "يتدخل من خارج لبنان ومن داخله"، معتبراً برقيات ويكيليكس "برهاناً".
أما عن الأوضاع في بلاده، فقال: "اطمئنكم الى ان سوريا اليوم تخرج مما هي فيه أكثر اقتناعاً وأكثر حصانة، وان شاء الله الاصلاحات تسير بخطى متسارعة، وسوريا اليوم مطمئنة الى وطنية ابنائها وكل الخطوات مبشّرة".

"حزب الله"

وقال نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في موقف لافت يستعجل تأليف الحكومة أمس: "مسؤوليتنا أن ننجز تشكيل الحكومة ضمن رؤية سياسية ترى اسرائيل عدواً والمقاومة مطلباً، وبناء العلاقات الجيدة مع سوريا، والمحافظة على الاستقلال وعدم الاستئثار. الوقت المتاح للحكومة ليس مفتوحاً، ولا تتحمل الحكومة تحقيق كل المكتسبات والمغانم لمكوناتها. فلا بد من بعض التضحيات، لأن تشكيلها مصلحة للجميع".

السابق
البناء: أوباما “يُناور”..ودمشق تؤكد أن العقوبات لن تؤثّر في قرارها
التالي
لماذا يقيم سعد الحريري خارج لبنان؟