السيدة رباب الصدر: لن نعرف الحقيقة الا بعد خلع القذافي

(خاص جنوبية)
قام وفد من "مدرسة الزهراء الأهلية" في عيتا الشعب بزيارة الى السيدة رباب الصدر، التي تحدّثت عن شخصية الإمام ومسيرته الى حين إخفائه. كما وعبّرت عن رأيها فيما قيل عن بقائه على قيد الحياة ووجوده في ليبيا، تحديدا بعد "ثورة ليبيا".

حدثينا عن السيد موسى الصدر؛الطفل والتلميذ:
كانت طفولة السيد موسى مميزة، كان ذكياً ومهذباً ومطيعاً من محبِّي كرة القدم ولاعبيها من الدرجة الأولى. درس في إيران وقد كان يُتِمُ دراسة صفَّين في سنة واحدة، ثم أكمل دراسته في جامعة طهران، وكان أول رجل دين يدخل الجامعة. تخصّص في العلوم السّياسية والإقتصادية، بعد ذلك سافر إلى النجف الأشرف لمتابعة دراسته العلمية الدينية وتخرّج منها، ثم أتى إلى لبنان واستقرّ فيه بناءً لدعوةٍ من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين.

متى بدأت تأسيس مؤسسات الإمام الصدر؟
بدأت بحضور الإمام الصدر عام 1963، وبدأنا بتأسيس المؤسّسة وكانت صغيرة ًومتواضعة. بدأنا بتعليم الخياطة والأشغال اليدوية، ويوماً بعد يوم بدأت تتوسّع بحسب حاجات المجتمع حتى أصبح اليوم لدينا عدّة اختصاصات وعدّة مراكز.

كيف كنت ترين الإمام الصدر كأخٍ وقائٍد شعبي؟
هو أخي ومعلمي واستاذي وقائدي، هو مثلي الأعلى في الحياة وهو من قام بتربيتي فاكتسبت صفاته الحسنة والأخلاقية التي كان يتمتّع بها.

كيف ولماذا أُسِسَت حركة المحرومين؟
تأسست حركة المحرومين خلال السبعينات، كان هدفها إعطاء كل الحقوق المدنيّة للسكان المستضعفين عند جميع الطوائف. فقد وجد الأمام مناطقاً كثيرةً في لبنان محرومة من حقوقها الطبيعية كتأمين المياه، الكهرباء، المدارس، الطبابة، مساجد وغيرها، وجمع فيها شباباً من جميع الطوائف حيث مضوا من المثقفين الذين يؤمنون فيها وعندما حصلت الحرب اللبنانية اضطر الإمام إلى اختيار مجموعة من الشباب الشيعيين أطلق عليها اسم "أمل"، عَمِلَ على تسليحهم وتدريبهم لأجل الدفاع عن لبنان من الإعتداءات الإسرائيلية.

كيف كان ينظر إلى فكرة التعايش الإسلامي المسيحي وإلى فكرة تعدد المذاهب والأديان في لبنان؟

كان الإمام الصدر أوّل رجل دين إسلامي يدعو للحوار الإسلامي المسيحي، لقد كان سبَّاقاً على غيره من العلماء. يجالس المسحيين والمسلمين في الكنائس، يحاضر فيهم ويحاورهم. كانت أول محاضرة معروفة له في أيام صيام المسحيين حيث ذهب إل كنيسة الكوبتشية ، وقد وفّقه الله في تحقيق مآدبه. وسيراً على خطاه، نكمل المسيرة كل سنتين مره بإقامة مؤتمرٍ تحت عنوان "المساواة بين الإسلام والمسيحية".

كيف كان ينظر إلى القضيّة الفلسطينية؟
شغلت القضية الفلسطينية تفكير الإمام حتّى كان له علاقة متينة بقيادات فلسطينية وخاصة "أبو عمار". وقد عَمِلَ على مناصرتهم والدفاع عنهم مادياًّ ومعنوياً وذلك بإقامة الإحتفالات التي أكدت حرصه على تحرير فلسطين، وقد جمعت الإحتفالات تبرعات اليسيرين لمساندة الثوّار والشباب الفلسطيني الذي كان الإمام يلتقي بهم ويحاضرهم ويشعرُهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تحسُّباً منه القيام بواجبه.

ماهي الظروف التي أدّت إلى اختفائه؟ ولماذا سافر إلى ليبيا؟
كان الإمام يدافع عن الحق والمظلومين،ومنع تقسيم لبنان وتوطين الفلسطينين، ومنع حصول حرب أهلية، ونتيجة لهذه الأمور رتّب المجرمون الذين كان يقف بوجههم برنامج زيارةٍ إلى ليبيا حيث احتفى به المجرم الأوّل القذافي. ثم اختفى ووُضع رهين الأسر ومعه الشيخ محمد يعقوب والسيد عباس بدر الدين.

هل سافر وهو مطمئن على نفسه؟
سافر مطمئناً وسعيداً بذهابه إلى القذافي. ترك منزلي بعد أن رتبت له أغراضه ومحفظة السفر لأن عائلته كانت غائبة. ذهابه إلى القذافي كان بهدف إرسال الأموال والسلاح إلى المقاتلين في لبنان زمن الحرب اللبنانية التي كانت تحرق لبنان والتي توجب إيقافها، لكن مع الأسف كانت نتيجة السفر هي الإخفاء.

أين بحثت عنه عندما اختفى؟
عندما حدث الإختفاء، لم نكن لوحدنا من يبحث عنه فقد كانت الدولة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعائلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر نبحث عن سبب الاختفاء ولم نصل إلى أي نتيجة ولم نعرف شيئاً.

كيف تعايشتِ مع مبدأ اختفائه؟
عانيت الكثير من الصعوبات والعذابات ولكني لم أيأس، فقد مضى على اختفائه 32 سنة وأنا أدعو الله أن يرجعه إلى شعبه وإلينا. ومع ذلك لم أتوقّف للحظة عن ترك مسؤولياتي في المؤسسات التي كنت بحضوره أعمل فيها منذ تأسيسها عام 1963 وحتى يوم تغيبه سنة 1978. لم نوقف العمل في هذه المؤسسات ونشكر الله ونحمده الذي ساندنا، والله نصيرٌ حَميد.

كيف أكملت مسيرة السيد موسى الصدر؟
كان من أمنياتي أنْ أكملَ المسيرة بإخلاصٍ، خاصة بعد غيابهِ فاعتمدت على الله وأهل البيت ومع كل الإمكانات أكملت الطريق والله كان المعين وأهل الخيرمن المتمكنين حتى المتواضعين وقفوا إلى جانبي والحمد لله.

بعد الثورة في ليبيا سمعنا تسريبات عن وجودهِ، ما حقيقة هذا الخبر؟
أخبار كثيرة سمعناها ونحن لا نثق في صحة هذه الأخبار لأننا نريد التأكد من مصادر موثوقة، وأنا أقول أنه لا يتبين من أخفاه إلاّ حين يخلع العقيد معمر القذافي من منصبه، عندها تظهر الحقيقة كلها.

كلمة أخيرة، ماذا تقولين لمدرسة الزهراء؟
أنا سعيدة بزيارتكم ومبادرتكم وطرحكم هذه الأسئلة القيّمة و أهنئكم وأبارك لكم نشاطكم، أنتم مثقفون، متعلمون وواعون، وأهنّىء إدارة مدرستكم فيكم.

السابق
كرامي عرض التطورات مع شيباني
التالي
نقابيو ‘النقل’: علقنا الاضراب… لكن مازال لدينا مطالب أخرى