السياسة: بري رفض لقاء المسؤول الأميركي وشيباني حصر زياراته بالأكثرية

طغت الحركة الديبلوماسية التي قادها الموفدان الأميركي والايراني بشكل خاص على ما عداها من الحركة السياسية في لبنان, أمس, وغابت كل الاتصالات والمشاورات الخاصة في الملف الحكومي في ضوء التعثر الذي أصاب مهام العاملين على خط التشكيل على أكثر من مستوى سواء بالنسبة الى العلاقة التي تردت بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي وبعض الأكثرية الجديدة, سيما "التيار الوطني الحر", وفي ضوء التطورات الاقليمية والدولية التي بدت انعكاساتها واضحة على الملفات اللبنانية.
على المستوى الديبلوماسي, برزت الزيارة التي قام بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الذي التقى الرئيس ميشال سليمان والرئيس ميقاتي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط, والوزير السابق محمد شطح, مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الموجود خارج البلاد, فيما كان لافتا اعتذار رئيس مجلس النواب نبيه بري عن استقبال المسؤول الأميركي بحجة أنه خارج بيروت رغم أنه التقى السفير السوري علي عبد الكريم علي ونائب وزير الخارجية الايراني محمد رضا شيباني وعدداً من المسؤولين.

ووفقاً لبيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت, فإن فليتمان زار لبنان لنقل رسالة فحواها أن الولايات المتحدة تنظر الى الثورات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتبارها فرصة تاريخية لتلبية تطلعات شعوب المنطقة, مردداً صدى رسالة خطاب الرئيس باراك أوباما حول الشرق الأوسط, أول من أمس.

وأعاد التأكيد على موقف الولايات المتحدة بأن المجتمع الدولي سوف يُقَيِّم علاقته مع أي حكومة جديدة في لبنان على أساس تركيبة مجلس الوزراء المقبل والبيان الوزاري والإجراءات التي ستتخذها الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والتزامات لبنان الدولية الأخرى, وأعاد التأكيد مجدداً على أن الولايات المتحدة تعتبر تركيبة حكومة لبنان قراراً لبنانياً حصرياً, ودعا جميع الأطراف في لبنان الى حماية عملية تشكيل الحكومة من أي تدخل خارجي.
وإذ دان استمرار أعمال العنف في سورية, أعرب فيلتمان عن "قلق الولايات المتحدة بشأن تقارير حول اضطرار مدنيين سوريين الى الفرار الى ملاذ آمن داخل لبنان", داعياً الحكومة اللبنانية الى العمل مع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية الأخرى, بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر, من أجل الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي "لتوفير الحماية للمواطنين السوريين الذين يفرون من العنف في سورية".

وفي حين دعا الرئيس سليمان خلال لقائه فيلتمان الولايات المتحدة للقيام بدور جدي لإحقاق سلام شامل وعادل في المنطقة, أبلغ الرئيس ميقاتي الموفد الاميركي أن ما طرحه أوباما حول السلام يخلو من "حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم, وهو الأمر الذي يعنينا نحن اللبنانيين بالدرجة الاولى, وتؤكد عليه قرارات القمم العربية منذ قمة بيروت العام 2002".

واشار ميقاتي الى ان "المبادرة التي طرحها" الرئيس الاميركي "تحتاج الى بعض التوضيح لا سيما في النقاط التي لم يعرض أوباما آلية لتنفيذها", مضيفاً ان "ما يتمناه محبو السلام في دول الشرق الأوسط المعنية بالصراع العربي- الاسرائيلي ان يترجم كلام الرئيس الاميركي أفعالاً على ارض الواقع من خلال خطوات عملية تحقق السلام العادل والشامل والدائم".

على صعيد آخر, برز وجه محدد لزيارة الموفد الايراني محمد رضا شيباني عندما حددت جميع مواعيده على مستوى الأكثرية باستثناء جنبلاط.
وقالت مصادر واكبت زيارة شيباني إنه نقل الى رئيس الجمهورية رسالة دعم وتضامن مع الشعب اللبناني ضد ما أسماه "المخططات الصهيونية في المنطقة", مضيفة ان "شيباني كان واضحا في ابراز الوجه الايراني للسياسة الخاصة في لبنان, واعتبرت انه ليس من المنطقي القول بأن ايران الى جانب الشعب اللبناني ووحدة ارضه, وشعبه وقوة مؤسساته, وقد خصص معظم زياراته للقاء طرف واحد في لبنان".

ونقل شيباني إلى الرئيس سليمان دعوة للمشاركة في مؤتمر دولي ضد الإرهاب يُعقد في طهران, كما عرض معه للتطورات في المنطقة من وجهة نظر حكومته متخوفاً من قيام عملية انحراف للاحتجاجات الشعبية القائمة في المنطقة, وتحويلها عن غايتها.

السابق
هيومن رايتس ووتش لـ “الراي”: وثّقنا اعتقال 10 أشخاص بينهم طفل
التالي
ضاهر: الانتفاضة الشعبية أسقطت هيبة نظام الأسد