أزمة نفايات النبطية… مَكانك راوِح

عملت شاحنات تابعة لبلدية النبطية على نقل كميات من النفايات المتراكمة في الشوارع ليلا إلى مَكب كفرتبنيت، كَحَلّ للتخفيف من أثر هذه النفايات السلبية في صحة المواطنين، لكن أزمة النفايات في منطقة النبطية ما زالت تراوح مكانها، في ظل عدم تمكّن الشركة المتعهدة نقل نفايات اتحاد بلديات الشقيف وجمعها من إيجاد المكبّ المركزي المناسب، على رغم الجهود المبذولة على هذا الصعيد، والتي كان آخرها، أمس، محاولة إيجاد هذا المكب في خراج بلدة زوطر الغربية، على أن يسبق ذلك اجتماع بلدية زوطر مع أهالي البلدة لإقناعهم بالقبول بهذا الأمر، مقابل الحوافز المادية التي ستصرف لإنماء البلدة.

وحمّل المجلس البلدي في النبطية مسؤولية أزمة النفايات المتفاقمة في المدينة لشركة النفايات، جرّاء ما وصفه بأدائها الرديء في تعاطيها مع هذا الملف، ما أدّى إلى انفجار الأزمة الحالية.

ورفع المجلس توصية لاتحاد بلديات الشقيف طالبه فيها بإلغاء المناقصة مع الشركة المتعهدة للنفايات، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، والإفساح في المجال للتعاقد مع شركات أخرى، في حين أعلن المجلس حالة الطوارئ في مدينة النبطية، وباشر بنقل النفايات من شوارعها وأحيائها على نفقته الخاصة وبواسطة شاحنات وعمال البلدية إلى مكب كفرتبنيت وعددا من المكبات المتفرقة الأخرى بشكل مؤقت، إلى حين إيجاد المكب البديل، كما حمّل شركة النفايات مسؤولية العطل والضرر الناجمين عن هذه الأزمة.

في المقابل، شددت مصادر في شركة النفايات على أنها ما زالت تعمل في الليل والنهار لإيجاد المكب المركزي لنفايات اتحاد بلديات الشقيف، وهي لن تدّخِر جهدا في سبيل توفير المكب المذكور، مهما كلفها ذلك للخروج من أزمة النفايات التي تعانيها المنطقة في أسرع وقت، وعلى رغم الصعوبات والعقبات التي تواجهها على هذا الصعيد، وتأمل في إيجاد حَل لهذا الأمر خلال الساعات القليلة القادمة.

وفي هذا الإطار، عقد تجمّع الأندية والجمعيات والهيئات الأهلية في النبطية اجتماعا في مَقر جمعية نادي الشقيف بحث خلاله أزمة النفايات المستفحلة والمتراكمة في أحياء مدينة النبطية وشوارعها، بالإضافة الى القرى والبلدات المجاورة، مع ما يَنجم عن ذلك من آفات وتكاثر للحشرات والحيوانات الشاردة، الأمر الذي بات يشكل خطرا بيئيا وصحيا على الأهالي.

ورأى التجمع أن المعالجات الراهنة غير الجذرية لم يعد باستطاعتها إيجاد حل لمشكلة النفايات في المنطقة، وبات من الضروري العمل الجدي والإسراع في إنشاء وتشغيل معمل نفايات اتحاد بلديات الشقيف، والإقلاع عن عمليات الحرق والطمر كحلّ فعّال لهذه المشكلة المزمنة، وذلك عن طريق تعاون الجميع من القطاعات البلدية والرسمية والخاصة والهيئات المانحة.

وأعلن التجمع عن استعداده لوضع كامل إمكانياته العلمية والمادية في خدمة هذا المشروع، آملا من الجهات المعنية إعارة هذا الموضوع الحيوي الهام ما يستحقه من الجدية والاهتمام.

السابق
صلاة فلسطينيّة لم تحصل في مارون الراس
التالي
حُمّى “ملكة جمال الجامعة”:لا سياسة حتى إشعار آخر